د/ أدم احمد سمينة في حوار خاص لصحيفة “العروبة اليوم”
للزعامة السعودية وظائف ترتكز على معاني الحكمة والسلام والطمأنينه والرفاهية

حوار / د.انمار الدروبي نائب رئيس التحرير
كان لصحيفة العروبة فرصة للقاء وحوار مع احد اهم السياسين العراقين المعارضين الذين رفضوا غزو العراق للكويت وادانوا ذلك بشدة، هاجر مع هجرة المفكرين والعلماء العراقيين لخارج العراق واستقر في السويد وحصل على جنسيتها صاحب تجربة غنية وثرية في معارضة احتلال العراق من الكهنوت الفارسي الايراني كان لقائي وحواري مع الخبير السياسي د/ ادم احمد سمينة اترككم مع هذا الحوار

*س. كيف ترى زعامة المملكة العربية السعودية في قيادة الامتين العربية والإسلامية ودورها البارز في رسم السياسية الدولية بقيادة حنكة الملك سلمان خادم الحرمين الشريفين وزعامة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان؟
ج/ إن للزعامة وظائف ترتكز على معاني الحكمة و الكرامة و السلام و الطمأنينة و الرفاهية تنجز و تتحقق بأجتهادات و سياسات منها الثابت و منها المتغير و ما لها من علاقة بالمكان و الزمان و منها ما له علاقة بالدين و الفكر و الأخلاق و منها التكتيكي وكذلك الاستراتيجي، وإذا ما أستخدمنا معيار المؤرخ الأنكليزي (آرنولد تونبي) عن التحدي و الاستجابة لوجدنا أن أسرة آل سعود التي كانت تحكم و مؤسس المملكة الملك عبد العزيز آل سعود و كيف وحد نجد و الحجاز و منذ توحد نجد و الحجاز بأعظم التضحيات في مواجهة جميع التحديات التي تغلب عليها الملك عبد العزيز بالحكمة المعهود له، فنحن اليوم مع قيادة حكيمة ورثت الحكمة قبل الحكم و مواقف جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز خاد الحرمين الشريفين سلمه الله وحفظه بحنكته في وضع الرجل المناسب في المكان المناسب و قراره الصائب بأعطاء الجيل الجديد القيادة مع أستحقاقه في التجديد على يد ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان نصره الله، بالرغم من عظم المخاطر و التحديات و المتغيرات فكانت مرحلة المواجهة منذ دخول قوات درع الجزيرة لحماية مملكة البحرين من التخريب الإيراني الى أنطلاق عاصفة الحزم في مارس ٢٠١٥ بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان نصره الله بقرار تأريخي و مبادرة سعودية عكست فيها أعظم أعظم معاني الزعامة والقيادة، وكذلك مواجهة التحدي الإيراني وجها لوجه و تحمل كافة الأعضاء و المخاطر بالرغم من تخلي كثير من الأشقاء العرب و المسلمين عن واجباتهم أتجاه قبلة المسلمين و المخاطر التي تحيق بها من قبل مشروع ولاية الفقيه و حلفائه من بلطجية الأخوان المسلمين و القضية الفلسطينية و ما مارسوه من حرب فكرية و أخلاقية بأقوى أسلحة الحرب النفسية و الاعلامية و بعد ٦ سنين من عاصفة الحزم نجد اليوم مشروع ولاية الفقيه يترنح في العراق و لبنان و اليمن و المنطقة و المملكة العربية السعودية تتصدر القيادة العربية و الأسلامية باتجاه التجديد و التنمية و الحفاظ على معاني الكرامة و الأزدهار و السلام و التنمية لتكون المملكة العربية السعودية و قيادتها نموذجا عظيما يحتذي به باقي الأشقاء العرب والمسلمين في التجديد و التنمية. فموقع الألهام هو موقع الزعامة بكل ما تحمل هذه الكلمة من معاني.
* س. كيف ترى استهداف المشروع الفارسي الحوثي في استهداف المملكة العربية السعودية؟
ج/ مع الأسف كثير من الحقائق مؤلمة فالشعب اليمني من ضمن النسيج الأجتماعي للمملكة العربية السعودية و باقي دول الخليج و من هنا مقدار الخطر الكبير فمن قبل كانت حرب اليمن التي قادها الرئيس جمال عبد الناصر في اليمن من أجل تصدير القومية التي تستهدف حكمة و حكام المملكة في قيادة العالم العربي و الأسلامي نحو السلام و الحكمة و الكرامة و الرفاهية فصمود المملكة العربية السعودية و سقوط النظام الملكي العراقي بدعايات التيار القومي كان بمثابة انتصار للمملكة و اليوم أيران ولاية الفقيه تستغل نفس المكان و نفس الشعب لتمرير مشروع الإمبراطورية الفارسية عبر الحوثي في اليمن و الميليشيات في العراق و سوريا و لبنان، لاسيما سياسة المملكة العربية السعوديه تحترم الشرعية الدولية و تجيد فهم المتغيرات السياسية بعد أنهيار جدار برلين و سقوط الأتحاد السوفيتي و صعود تيار الإسلام السياسي الذي فاز في أول عملية أنتخابات تشريعية في الجزائر و ما نتج عنها من فشل سياسي و مجازر للأبرياء و المدنيين. في السياق ذاته فإن المملكة تواجه الخطر الداخلي بالحكمة و الموعظة الحسنة الى أن وصل الخطر الى أعلى مستوياته مع حلول المواجهة مع الحوثي التابع لولاية الفقيه المتحالف مع الأخوان المسلمين و في صدارتهم حماس و الجهاد الذين يأتمرون بالمباشر بقيادة فيلق القدس قائده قاسم سليماني و مساعده أبو مهدي المهندس فكانت لحظة مواجهة التيار الثيوقراطي المتحجر داخليا و طي صفحته الى الأبد، وبداية الأنتصار الجديد و التنمية و الاستثمار هي لحظة تحول كبرى في تاريخ المملكة العربية السعودية من أجل الحاضر و المستقبل و أستعادة ألقها للعالم العربي و الأسلامي.
* س. ماهو رايك في التدخل الإيراني في الدول العربية خاصة وإن حكام إيران يصرحون علنا بأنهم يسيطرون على القرار السياسي في العراق واليمن وسوريا ولبنان من خلال ميليشياتها المسلحة؟
ج/ بالنسبة لمشروع ولاية الفقيه الفارسي الأمبراطوري و تصدير الثورة منذ ١٩٧٩ من قبل الخميني آنذاك و بدأ أسغلال الطائفة الشيعية في العراق و حزب الدعوة الأسلامي الشيعي بقيادة محمد باقر الصدر و أمتداده في العراق و الخليج و أستغلال الطائفة الشيعية في لبنان عبر موسى الصدر و حزب أمل و حزب الله وبدأت الموجة الأولى من التهديد للنظام العراقي من خلال التحالف الطائفي مع النظام السوري عن طريق مشروع تصدير الثورة الإسلامية لاسيما كان ومايزال أستخدام القضية الفلسطينية من قبل نظام ولاية الفقيه للمضي في المشروع الفارسي وإعادة أمجاد الامبراطورية الفارسية، ثم جاء أحتلال أفغانستان و احتلال العراق، من هنا بدأ المشروع الفارسي يجني ثماره، وبعدها تمثل الثورة السورية، و ما شهدناه من سقوط بغداد و دمشق و لبنان و صنعاء و تهديد لباقي العواصم هو نتيجة لضعف المواجهة التي كانت قبل تولي جلالة الملك سلمان أعزه الله و أنطلاق عاصفة الحزم بقيادة سمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان نصره الله، حيث تعد عاصفة الحزم القرار الصائب والعظيم التي من خلاله تسعى المملكة العربية السعوديه إلى تقطيع اذرع الوحش الحوثي الابن الحرام لمشروع الولي الفقيه، واستطاعت المملكة أن تشل وتحطم احلام الفرس المجوس، في الوقت نفسه تمثل الثورة الشعبية التي أنطلقت ضد الاحتلال الإيراني منذ اكتوبر ٢٠١٩ و التي مهدت الطريق إلى القوى الحرة و المستقلة للدعوة الى مؤتمر أربيل الذي سبق الانتخابات بأيام ليكسر حاجز الخوف من الميليشيات و يبث الأمل و ينهي حالة اليأس التي وصل إليها الشعب العراقي بالخروج على إرادة الولي الفقيه التي رفضت مخرجات أسترداد التعايش بين الأديان و الطوائف الي جاء بزيارة قداسة البابا فرنسيس للمرجع الأعلى للشيعة السيد علي السيستاني و جعلتها مجرد أحتفالية و صور تذكارية .
* س. ممكن تحدثنا بصورة موجزة عن مؤتمر أربيل للسلام والاسترداد وماهية مخرجات المؤتمر؟
ج/ فكرة السلام حلم لكل عراقي الذي عاش ويلات جحيم الحروب والأقتتال الطائفي ومشاهده العراق من قتل و يتم و نزوح و تشريد و لجوء، سيما أن حلم السلام و الدولة المدنية يسعى إليه المجتمع العراقي بكل مكوناته، بيد يوجد ملايين العراقيين في المهجر منذ اول موجة هجرة في بداية ١٩٩٠ و انا واحد ون أوائل المهاجرين في عام ١٩٩١ فمؤتمر أربيل كان أستجابة لحاجة التعايش و السلام و أسترداد الدولة المدنية الليبرالية التي ترفض فيها الدولة الثيوقراطية الميليشياوية في العراق.
* س. طالب مؤتمر أربيل باسترجاع حقوق اليهود الذين هجروا مت العراق، كيف ترى إمكانية استرجاع هذه الحقوق؟
ج/ بلا شك ما ضاع حق ورائه مطالب و نحن كجزء من اللجنة التحضيرية وضعنا هذا المطلب في سلم أولوياتنا لنعبر من خلاله عن تطبيق روح مفاهيم العدالة و المواطنة المدنية التي ترفض التمييز الديني و الطائفي و الأثني الذي أرساه المحتل الإيراني و دفع المكون السني في العراق الى حالة الأرهاب بتهميشه و أقصائه و ساعده في ذلك المطامع التركية في أحتضان قيادات الأخوان و تصدير الفكر الإرهابي من خلال العمل المسلح ، فمؤتمر أربيل شهد تحول جذري لدى المكون السني في العراق بمناداته الدولة المدنية و أسترداد حقوق اليهود و حتى التطبيع مع أسرائيل فكان بالضد من إرادة أيران ولاية الفقيه و تركيا الأخوان.
*س. هل بتصوركم أن تؤدي مخرجات مؤتمر أربيل فعلا لسلام حقيقي على الأرض بين بغداد وتل أبيب خاصة بعد الرفض الحكومي والجماهيري على الاقل إعلاميا الذي تعرض له المؤتمر؟
ج/ نعم نحن على يقين تام بأن مؤتمر أربيل سيكون خط أنطلاق التحولات الكبرى و خصوصا قد سبقه زيارة قداسة البابا فرانسيس للعراق و استقبال المرجع الأعلى السيد علي السيستاني و انطلاق مسيرة توحد الأديان الأبراهيمية من العراق، أما مظاهر الرفض ليست سوى نتيجة للخوف من ميليشيات الولي الفقيه و تكفير الأخوان و حماس عملاء الولي الفقيه الإيراني و ذيوله .
* س. ما هي المكاسب الاقتصادية والسياسية التي ستتحقق لو قدر النجاح لمؤتمر اربيل؟
ج/ بالنسبة للمكاسب فالسلام مكاسب أعظم من الحروب و الأوصاف و التهميش ، فمثلا اليهود العراقيين أغلبهم موجودين في بريطانيا و أمريكا و كندا و حتى أسرائيل و لهم قدرات مالية و سياسية ضخمة و علاقات دولية واسعة هذا المكون العراقي الأصيل له عشق و وفاء للعراق و لنا أتصالات بهم و يتمنون أن يساهموا في أسترداد العراق لدوره الحيوي في العالم
* س. هل يمكن أن نعتبر أن مؤتمر أربيل قد وأد بسبب هذه الضجة والهجمة الإعلامية من بغداد، أم أن هناك جولات آخرى ستكون استكمالا للمؤتمر في دول أخرى؟
ج/ لا بشكل قاطع لأنه حالة الفشل و الأقتتال منذ ١٩٥٨ تزداد و لا أمل و لا رجاء و مسار للحل غير مسار مؤتمر أربيل للسلام و أسترداد الدولة المدنية الحديثة و لأن اللجنة التحضيرية للمؤتمر أيمانها نابع من فكر و أعتقاد منذ سنين، عليه نحن مستعدين للتضحية بالمزيد من أجل أستكمال المسيرة المضيئة و خصوصا اليوم لنا حاضنة شعبية كبيرة في داخل العراق و حتى في بلاد المهجر.
* س. لو قدر وأن نجحتم في عقد جولة ثانية لمؤتمر السلام والاسترداد هل سيتم استقطاب شخصيات أخرى من النخب وكذلك من التيار الشعبي لحضور الجولة الثانية؟
ج/ نعم نحن من بعد أنتهاء المؤتمر والنجاح الكبير الذي شهده وبعد وصول الكثير من الطلبات للحضور في المؤتمر الأول، باشرنا بالتواصل مع شخصيات و منظمات و دول ممن يسعون حضور المؤتمر الثاني الذي نود عقده في دولة البحرين الشقيقة.
* س. هل هناك دول عربية ندعمك بهذا الاتجاه؟
ج/ نعم في أعتقادي توجد دول داعمة الى حد الآن معنويا الى أن يتبين لها حقائق عن المؤتمر لانه كان المؤتمر مفاجئ و لم يتم التنسيق مع أي دولة عربية و لكن بعد المؤتمر بدأنا بالتنسيق مع بعض الدول العربية، وفي اعتقادي أن الدول العربية ستحتضن هذا النشاط الرائد و السلمي لأهل العراق .
* س. ماهي محاور قضية التطبيع اقتصاديا وامنيا وثقافيا وشعبيا؟
ج/ محاور التطبيع في جانبها الشعبي هو التبادل الفكري و الثقافي و التبادل و التعاون الأقتصادي و أما الجانب الأمني و القانوني مسؤلية الدولة .
* س. طبعت مصر مع إسرائيل علاقتها لكن لايزال هناك رفض شعبي عارم من تلك العلاقة هل ستنعكس تلك التجربة عليكم؟
ج/ التجربة المصرية لها خصوصيتها و كانت مثل الجنين الذي ولد قبل موعده فيه كثير من التشوهات و العوق .
أما الحالة العراقية ستكون حالة ناضجة بسبب عوامل عديدة و أهمها أنها الحالة الوحيدة و الفريدة التي بدأت من الجماهير بقرار شعبي و ليس بقرار رسمي من سلطة أو دولة و مصدره من أهم مكون في المجتمع العراقي هو المكون السني الذي عانى من فشل الدولة و الظلم و الأقصاء و التطهير العرقي و التغيير الديمغرافي فلجئ المكون الى السلام.
الدكتور آدم أبن أحمد سمينة مسؤول اللجنة التحضيرية لمؤتمر أربيل…