عاجلمقالات رئيس التحرير

من واشنطن يحدثكم كيسنجر!

 

سامي العثمان

لم يمر في التاريخ الامريكي داهية سياسي ويملك جميع ادوات ومقدرات التحليل والتصور السياسي للعالم كما هو وزير خارجية امريكا السابق هنري كيسنجر الذي تجاوز حاليا التسعين عاماً،ولذلك اشتهر بعدة مسميات اطلقها العالم عليه منها “ثعلب امريكا” “الساحر السياسي” “رجل المهام الصعبة” ولذلك عندما يحلل وضع سياسي معين غالباً مايصيب وقليل جداً مايخيب، ولذلك اتبعت تعليقه علن سلاح ايران النووي ،ابان استضافته في مجلة “سبكتيتر الصادرة من لندن في حواره مع المؤرخ والاعلامي الانجليزي “اندرو روبيرتس”فقد ذكر كيسنجر انه لايزال مشككاً من الغاية من وراء الاتفاق النووي الايراني الذي اداره اوباما والدول الدائمة العضوية في مجلس الامن اضافة لالمانيا والاتحاد الاوروبي مع ايران عام ٢٠١٥ وان مثل هذا الاتفاق سيكون من الصعب للغاية التحقق والركون لصدقية ايران، نظراً لطبيعة النظام فضلاً ان ايران غير ملتزمة باي قرارات وتعمل على تسريع مشروعها النووي لاغراض عسكرية وهذا الامر سيدفع السعودية ومصر وإسرائيل لاتخاذ ردود فعل قد تجعل الوضع اكثر تفجراً ويضيف كيسنجر من الخطورة العودة للاتفاق حيث انه من الاساس لم يكن كافياً بل ان الخطورة تكمن في سعي المفاوض الغربي لادخال تعديلات ترضي رغبة وتعطش ملالي ايران للتوسع ونشر الفوضى في المنطقة، ويختتم حديثه كيسنجر في مسألة نووي ايران بأنه لايوجد بديل حقيقي للسلام في الشرق الاوسط سوى بالقضاء على الاسلحة النووية الايرانية، مؤكداً قناعته الشخصية بأن إسرائيل ستقوم بعمل استباقي قبل ان تملك ايران السلاح النووي لانها حسب قوله لن تقبل بمجرد احتمال تعرضها لضربة نووية واحده من طهران .
يبقى ان اقول ايها السادة القمة السعودية العربية الامريكية قادمة والتي سيحضرها الرئيس الامريكي بايدن ننتظر ونرى ماذا سينتج عنها في مسألة ارهاب ملالي ايران انما في كل الاحوال لن تقبل السعودية ودول الخليج العربي ومصر ان ينفرد ملالي ايران بالسلاح النووي دون ان يكون هناك توازن في امتلاك مثل ذلك السلاح الرادع للشيطنة الايرانية مع تغير في السياسة الامريكية تجاه السعودية ودول الخليج حيث ستسارع واشنطن مضطرة لبيع الاسلحة والعتاد العسكري الهجومي وفق اخر تطورات الاسلحة الامريكية لحلفائها التقليدين الذين يراعون مصالحهم ومصالح امريكا في ذات الوقت اخذه في اعتبارها بأن الصين وروسيا اصبحا اقرب لدول الخليج ومصر اكثر من اي وقت مضى.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى