
أنيس راشد
لقد رحلتم من عقولنا معنوياٍ وكرهناكم أشدَّ الكُره .. لِمَ لم تفهموا وترحل تلك الأجساد المحنطة المكروهة بأجسادها حسياً..؟
أيطيب لكم أن تستذلوا يوماً بعد يوم..؟
استهداف عدن وقتل أبناءنا يأتي من الشمال بغض النظر عن حوثي، إصلاحي، مؤتمري،قبيلي،..إلخ..
أنسيتم أن مَن يمطرنا بالصواريخ،ويرسل الطائرات المسيرة،ويقصف المنازل،ويقتل خيرة رجالنا هم: أخوان،وآباء،وأبناء،وعمومة،الباعة والتجار في الجنوب.
وبمجرد اغتنام أي فرصه سيذبحوننا من الوريد إلى الوريد دون رحمة أو شفقة..
ناهيك أن أبناء الجنوب يقاتلون في المناطق الشمالية في المخاء والساحل الغربي وصعدة وقعطبة ومريس ووو..إلخ..ويستشهدون هناك واحداً تلو الآخر دفاعاً عن عرض وشرف الشماليين الدين غزاهم الحوثي وسلب أرضهم وأنتهك كل مقومات الحياة هناك.
وفوق هذا وذاك ينزح أبناء الشمال إلى الجنوب ملايين النازحين يتمتعون ويسرحون ويمارسون تجارتهم بكل حرية وتنزهات وتكييف وكأن شيئاً لم يكن.
ومن العجب العجاب .! نلاحظ حين يستهدف الحوثي ـ أبناءنا ـ أننا نرى التهليل والتكبير وزغردة التغاريد من كل بيت ونافذة في الشمال فرحاً وإبتهاجاً بهذا الغدر اللعين،إلا من رحم ربي.
بمعنى إننا نقاتل نص الشماليين والنص الآخر المناصرين لهم عندنا نازحين..
وتأتي نقيق الضفادع من على شاشات التلفزة تصدر ضجيجاً،وتتبجح على ترحيل الباعة والمتجولين في عدن.
ألم نكن في حرب تأكل الأخضر واليابس..؟
أم أن تلك الرفاهيات التي صاحبتكم في عدن أنستكم دياركم بين مستمتع ومتفرّج وعميل..؟
أليس من ظروريات الحرب الإحتراز وأخذ الاحتياطات من جعاسيس الباعة والمتجولين..؟
كيف ونبي خير أمة مع أصحابه،قد أجلاء وأخرج بني قريضة ـ جميعهم ـ من المدينة مع (ذراريهم ونسائهم وأطفالهم)،إلى خارج المدينة،بعد غدرهم بالرسول ـ صلَّ الله عليه وسلم ـ يوم الخندق.
أتقولون بهذا أن ـ الرسول عليه الصلاة والسلام قد أنتهك حقوق الإنسان.
لا أستبعد أن تقولوها ..
تنزحون وتستمتعون وتفترشون سواحل البحر في عدن،وأبناء الجنوب يفترشون الجبهات وقمم الجبال.
تستمتعون بالبيع والشراء داخل الجنوب وأبناء الجنوب يرتدون دروع الحرب في ساحات الشرف.
تستمتعون وتتلهون بفتح المحلات بالجنوب وأبناء الجنوب يفتحون القبور يوماً بعد يوم من أجل كرامتكم وعزتكم.
إلى متى ستضلون على حالكم هذا الذي لا يخلو من لباس الغدر والخيانة..؟
أيعقل هذا ..! أن يظل الجنوب في وجهة نظركم سلعة تتبادلونها في سوق النخاسة..؟
تريدون أن نقبل نصفكم في ديارنا وأرضنا،والنصف الآخر منكم يمطرنا بالصواريخ..؟
أي عقلٍ هذا ..! وأي دينٍ هذا..؟ الذي لا تقبله الشرائع السماوية ولا قوانين الأرض..؟
الأيام ليست كما تحلو لكم،وليس كما تشتهون ..فالسفن قد غيرت مسار الريح،وليس كل ما تتمناه القبائل يأتيها بكل طيب ..
ولهذا قد حسم الأمر..! لكم أن تختاروا: إما أن تستدعوا كل شمالي بالجنوب للمغادرة بإحترام وعزة وشرف ..!
أو تستقبلوهم على متن الشاحنات بذلٍ وعار..؟
فجنوب اليوم ليس جنوب الأمس،بعد إن طفح الكيل وبلغ السيل الزُباء..
لا مكان للقطيع أن تترعرع في أرض أرتوت بدماء الشهداء الطاهرة..
نتمنى أن تصل الرسالة،وتلبسوا الشهامة،وترحلوا بشجاعة،افعلوها لمرة واحدة أفضل من الرحيل على الحافلة.