اتحاد الصداقة

القاهرة/ ساميّ العثمان
في اطار جهودنا الحثيثة التي نبذلها على قدم وساق في سبيل توعية العقل الجمعي العربي فيما يتعلق بشباب العربي ومستقبله واهمية دوره في بناء الامه وكيفية الانصهار والتلاحم فيما بينهم ثقافياً وفكرياً وفنياً ورياضياً وسياحياً وترفيهياً وتخصينهم من الفكر الطائفي والإرهابي والمذهبي والغزو الفكري بكافة اشكاله والوانه، فضلاً عن تعزيز الولاء والانتماء لاوطانهم والمحافظة على مقدرات ومكتسبات اوطانهم
“”قريباً
بأذن الله ينطلق اتحاد الصداقة للشباب العربي ليخدم الاهداف النبيلة والسامية التي تصنع جيل من الشباب العربي الذي يسهم مع دولهم في صناعة مستقبل مشرق بشكل انموذجاً للعال
** اتحاد الصداقة الشبابية المصرية السعودية هو، تجمع شبابي فكري وعلمي وثقافي مستقل ليس حكومي ولا حزبي ولا سياسي، وغير ربحي. يعتمد هذا التجمع في نشاطه على الطاقات الشبابية العربية، وعلى التفكير العلمي الحر في ابتكار وصناعة الأفكار وتجديد الثقافة العربية المعاصرة، والسعي إلى استقطاب الشباب المفكرين والمثقفين والباحثين من الدول العربية. تحقيق هدف مركّب يتعلق بمستقبل الوطن العربي. فمن ناحية، يسعى الاتحاد إلى نشر التفكير العلمي الثقافي في المستقبل داخل المجتمعات العربية وتحديدا فئة الشباب، انطلاقا من حقيقة أن الشباب العربي، من سيصنع مستقبلا مشرقا للأجيال القادمة. ومن ناحية أخرى، الارتقاء بالشباب العربي إلى مستوى تحدّيات عالم يتميّز بالتغيير والتحوّل والتعقيد، من أجل بناء المستقبل الذي نريد سبيلا لتأمين الشروط الضرورية للتجديد والارتقاء الحضاري.
في الوقت نفسه يسعى اتحاد الصداقة الشبابية المصرية السعودية، إجراء مسح بحثي لواقع الشباب العربي على المستوى الفكري والثقافي والعلمي والاقتصادي والاجتماعي والتربوي والتعليمي والممارسات الدينية، وعلى مستوى الحريات والممارسة الديمقراطية وحقوق الإنسان والإعلام والتنمية البشرية وغيرها. ثم تقليص الهوّة التي تفصل بين الشباب العربي، وبين شباب دول العالم المتقدم في كافة المجالات العلمية والتكنولوجية والإنسانية.
في السياق ذاته، يعمل اتحاد الصداقة الشبابية المصرية السعودية على بناء مشروع المستقبل العربي للشباب، عبر آليات علمية وفكرية واقتصادية وإعلامية ودبلوماسية ذكية، قادرة على مواجهة الغزو الفكري والثقافي والقيمي الذي يستهدف الشباب في الدول العربية ومجتمعاتها ومبادئها وقيمها وخصوصياتها الوطنية. ووضع الإطار العلمي والمضمون العملي والبنى التحتية لهذا المشروع، استنادا لنتائج البحوث والدراسات التي يقوم بها أعضاء الاتحاد لتشخيص واقع الشباب العربي. وتطوير هذه النشاطات البحثية إلى خطة استراتيجية شاملة يتم تنفيذها على مراحل مع ضمان مقومات النجاح في استخدام الأدوات اللازمة للانتشار علميًّا وإعلاميًّا.
وبناء عليه، السّعي الدائم لبناء قدرات الشباب العربي المؤمن بعملية التجديد والقادر على قيادتها، وعلى التصدي لتيارات التجهيل والإفقار والتخلف والفساد والإفساد المادي والمعنوي والمعرفي والأخلاقي. وإعداد قيادات شابة قادرة على استيعاب العلوم والتقنيات الحديثة والتحوّل الرقمي، والتجارب العالمية في التجديد والتحديث.
ولتحقيق أهدافه يتبع اتحاد الصداقة الشبابية المصرية السعودية، المناهج الفكرية والمقاربات العلمية المتعارف عليها في أنشطة المؤسسات الفكرية الدولية، بمنظور استراتيجي طويل الأمد، يبدأ بعمليات التشخيص لواقع الشباب العربي، ودراسة واقع المنظومات الشبابية العربية بمختلف تفرعاتها، ودراسة المتغيرات الفكرية والثقافية والاجتماعية، والتحديات التي تواجه شباب الأمة والفرص المتاحة. وتتنوع وسائل وأدوات العمل ما بين المحاضرات وإصدار الكتب والبحوث والدراسات والمجلات والتقارير الدورية، وعقد المؤتمرات والحلقات النقاشية حول عناوين فكرية وعلمية وثقافية، والإعلام والأديان، والمرأة والشباب، والتواصل مع المنظمات الدولية، والمنظمات المشابهة، ومراكز الفكر الدولية والإقليمية، والحوار الفكري مع الأكاديميين والمفكرين والمثقفين من غير العرب.
المهمة:
خلق أطر فكرية ومضامين ثقافية عربية حديثة تستنهض الشباب العربي بكافة أقطاره ومهاجره لمواجهة التحديات بمنظور عربي متفاعل مع تحت مظلة اتحاد الصداقة الشبابية المصرية السعودية، بما يعيد للأمة قوتها ويجدد دورها الحضاري التاريخي لتأخذ مكانتها بين الأمم على مبدأ الصداقة والسلام والتطور الحضاري الإنساني. كما يعمل الاتحاد على تهيئة الظروف الملائمة للشباب العربي لكي يشكل آفاق تفكيره ويحدد أبعاد نظره في ضوء مستجدات العصر ومتغيرات الحياة.
الرؤية:
بناء فكر شبابي عربي حديث يستلهم القيم الحضارية، ويستوعب متطلبات الحاضر ويواكب التطور والتقدم العالمي في مختلف المجالات العلمية والتكنولوجية والإنسانية، ويرفد الثقافة العربية بمصادر وأدوات التجدد الدائم، وتستمد منه الأمة عوامل نهضتها وتقدمها المعاصرة والمستقبلية.
عليه الاتحاد يأمل من أقطارنا العربية أن تفتح النوافذ أمام الشباب، ليطلعوا على الحضارة العالمية وما تنجزه الشعوب في مختلف أرجاء المعمورة. كما يسعى الاتحاد إلى توفير استراتيجيات وطنية للتعامل مع الشباب العربي منة كلا الجنسين، وباستراتيجية عربية موحدة تكون نقطة انطلاقها من اتحاد الصداقة الشبابية المصرية السعودية.
التوصيات:
يشكل مشروع اتحاد الصداقة الشبابية المصرية السعودية أهمية تتخطى غايتها الشخصية، لأن مشروعنا في يتفاعل مع واقع تعيشه أمتنا وأوطاننا فيما يخص النهوض بواقع الشباب العربي، وما زال يتفاعل في طور هذا التحول الذي يستوجب نشوء طاقات وكوادر شبابية مؤهلة لقيادة المجتمع والسير فيه إلى برّ الأمان والاستقرار في خضمّ عالَمٍ تعصف فيه رياح التغيير، وتتلاطم فيه أمواج الصراع، وتنتشر فيه ظاهرة العنف الإرهابيّ بشكل كبير جدًّا. لاسيما إن المشروع الذي أسس من أجله اتحاد الصداقة الشبابية المصرية السعودية، يحتاج إلى مواصلة البحث من قِبل الباحثين والأكاديميين ومؤسسات الدولة بمختلف اختصاصاتها وتحديدا مؤسسات ووزرات الشباب ومنظمات المجتمع المدني، للنهوض بواقع الشباب العربي، تلك الظاهرة التي تتحمل مسؤوليتها كافةً الأطرافُ الدوليّة والإقليميّة، وكذلك الدولة ومؤسساتها. وبناءً على ذلك تطرح الهيئة التأسيسية للاتحاد مجموعة من التوصيات كما يلي:
أولا: إن معالجة مشكلة الشباب في بلداننا العربية، لا يمكن أن تتم بالاعتماد على بدائل تقليدية لا تختلف في جوهرها عن مشاريع قديمة، بل من خلال المناهج العلميّة الحديثة. في المقابل يجب على الشباب أن يتفاعلون مع الجماهير وأن يقدمون ثقافة مدنية بديلة.
ثانيا: يجب دراسة عمليات التحول في الفكر والثقافة والعلم، في ظل التحولات المحليّة والإقليميّة والدوليّة في الوقت الراهن، لما لها من أهمية في حماية المجتمع من العنف والتطرف من جهة، واستقراء مستقبل الفكر الثقافي لفئة الشباب واحتمالات تحولاته وتنامي دوره الاجتماعيّ والثقافي الفكري، وكذلك عَلاقة الشباب مع النخبة الحاكمة والقوى الاجتماعيّة والسياسيّة.
ثالثا: بما أن الإعلام أصبح أحد أقوى أدوات الاتصـال العصـرية التـي تُعـين الجمهـور المتلقـي علـى معايشـة العصـر والتفاعل معه، كما أن لوسائل الإعلام دوراً مهمًّا في شـرح القضـايا وطرحهـا علـى الـرأي العـام مـن أجـل تهيئتـه إعلاميًّا، وبصـفة خاصة تجاه القضايا المعنية بواقع الشباب في البدان العربية، بالإضافة إلى ما يحصل علـى المسـرح العالميّ. إذن على وسائل الإعلام أن تتعامل بمهنية وشفافية الشباب، بمعنى أنها يجب أن تجد الحلول المناسبة والمقترحات الملائمة لمعالجة مشاكلهم، ولا تكتفي فقط بتغطية الظاهرة أو تسيسها وَفق مصالح وجهات معينة، حيث إن وسـائل الإعـلام لهـا دورٌ فاعـلٌ فـي تشـكيل سـياق الإصـلاح الفكري والثقافي فـي المجتمعـات المختلفة، في الوقت نفسه على العالم الإسلاميّ الشروعُ في حملة إعلامية مكثفة عبر وسائل إعلام مستقلة غير موجهة تُميز بين التعاليم الحقيقيّة للإسلام بعيداً عن التفسيرات الراديكاليّة السياسيّة للدين، والابتعاد عن الأيديولوجية القائمة على الكراهية وإقصاء الآخر، وإيضاح التفسيرات الخاطئة للقرآن من طرف جماعات الإسلام السياسيّ.
رابعا: ينبغي للمفكرين والسياسيّين الساعين للاستقرار السياسيّ والاجتماعيّ في البلدان العربيّة التفكيرُ بالسبل الكفيلة في مسألة مكافحة التطرف الدينيّ في المجتمعات العربيّة بعد أن أصبح التطرف الدينيّ أهمّ التحديات التي فرضتها التحولات الجديدة بعد أحداث الربيع العربيّ، فعلى الدول والمجتمعات بذلُ المزيد من الجهود حتى تنجح في مجال مكافحة مختلف المخاطر التي تنتُج عن التطرف الدينيّ، والتي يأتي على رأسها الإرهاب.
خامسا: تستهدف الجماعات المتطرفــة فئة الشباب العربي على المستوى العاطفيّ لتجنيدهم إذ تستغل جهلهم في الدين، وكذلك معاناة بعضهم حـول مسألة الهويـة والطائفة والقوميّة، بالإضافة إلى شعورهم بالغضب مـن الظلـم، كمــا تستغل الجماعــات المتطرفــة المــدارس والجامعات والمســاجد والمــدارس الدينيّــة لنشر رسالتهم، ومن هنا يجب على الأنظمة السياسيّة في الدول العربيّة توفير ببيئة سياسيّة وفكرية تستوعب الشباب المغيبين الذين تأثروا بأفكار تيار الإسلام السياسيّ باعتبار أن شريحة الشباب تمثل المستقبل في البينة السياسيّة للمجتمعات العربيّة.
سادسا: واستكمالاً للفقرة السابقة ينبغي تفعيل دور الأسرة للقيام بواجبها من خلال قيام أولياء الأمور بتوعية أبنائهم بخطورة العنف والتطرف على المجتمع وعلى مستقبلهم بالذات مع إعطاء أهمية لمراقبة سلوكهم وعلاقاتهم بالآخرين والحوار معهم في حالة ظهور الأفكار المتطرفة لديهم.
سابعا: يجب التصدي للخطاب الدينيّ المتطرف بنصوص بديلة، وذلك عن طريق معالجة المؤسسات الدينيّة للمفاهيم الخاطئة للدين التي تروج في المجتمع وتحديداً بين فئة الشباب من قِبل جماعات الإسلام السياسيّ حيث تسعى هذه الجماعات إلى احتكار التراث الدينيّ لنفسها وتجييره لمصالحها السياسيّة وإضفاء القدسية على توجهاتها باسم الخطاب الدينيّ. وفي مقدمتها التفسيرات المغلوطة والمحرفة لمفهوم الجهاد والردة ووضع المرأة، فعلى سبيل المثال لا الحصر لم يستخدم القرآن كلمة الجهاد في أي موضع من المواضع لتعني شنّ حرب عدوانية هجومية، وهو ما يناقض تماماً سياق الجهاد المستخدم من قِبل حركات الإسلام السياسيّ أو التنظيمات المتطرفة العنيفة اليوم. وعليه يجب فتح أبواب الاجتهاد والمعرفة الأصيلة بمقاصد الشريعة والاعتراف بالمنظور التاريخيّ للتشريع وتطويره للتلاؤم مع مقتضيات العصر، وكذلك تجديد الخطاب الدينيّ وتحديثه فيما يتعلق بقيم الحرية والعدالة والمساوة، وتأكيد الدور البارز للمرأة في النصوص والتاريخ الدينيّ مقارنة بما يتم تدريسُه وتعليمُه من قِبل الجماعات المتطرفة باسم الإسلام.
ثامنا: ينبغي إقامة حوار مشترك بين الثقافات المختلفة وتحديدا بين فئة الشباب العربي والعالم الخارجي، يسعى الحوار لترسيخ قيم التسامح بين شعوب العالم. في الوقت نفسه ضرورة خلق جسور بين الأديان من خلال شخصيات معروفة على المستوى العالميّ.
أ