عاجلمقالات

اعتداءات تركيا على روسيا !

                      أحمد الاشرفي
ماذا تعني اللقاءات بين أردوغان وبوتن،رغم اعتداءات اردوغان على روسيا في أكثر من حادث
لقاءات القيصر بوتين متعددة مع خليفة خوان المسلمين أردوغان سواء في روسيا أو في تركيا ومنها الزيارة التي قام بها أردوغان للقيصر بعد قيام القوات التركية باسقاط الطائرة الروسية في الأراضي السورية ، وبعد قيام أحد الخوان من أتباع أردوغان بقتل السفير الروسي في أنقره  بدم بارد، ونتذكر سويا أن الزيارة بدأت بدخول أردوغان الى غرفة استقبالات صغيرة جدا، ولم يكن استقبال بوتن للضيف القادم من أنقره ، ذلك الاستقبال المعهود من القيادة الروسية للرؤساء بل دخل اردوغان أولا وهو مطأطأ الرأس،
ومكثا سويا وبمفردهما، ثم كانت اللقطة الاخرى وهو دخول الوفد التركي المرافق للخليفة، وانتهى الاستقبال وسمعنا تصريحا من روسيا يوجز النتائج في جملة بسيطة وهي (من كان يظن أن الزيارة ستذيب ما بين البلدين وتنسي روسيا ما ارتكبته تركيا في حقها، فهــــو واهم، ولكن يحتاج الامر إلى فترة من الوقت).
تركيا أردوغان فقدت في ليلة واحدة وهي ليلة (15/7/2016م) كل شيء كانت تتغنى به، علاقتها بحلفائها في أمريكا وأوروبا وخسائر اقتصادية وصلت الى115 مليار دولار  وانهيار في قيمة العملة التركية بسبب المسرحية والمسلسل التركي الممجوج  وعنوانه (الانقلاب)، وما تبع المسلسل من آثار سلبية على كل مناحي الحياة التركية (الجيش والشرطة والاقتصاد والتعليم والمرافق والشئون الدينية والاعلام والجامعات وفئات كثيرة من الشعب نفسه ممن يتمسكون بعلمانية الدولة، وقبلهم الاكراد ، والمتبقي عندهم من الارمن واليهود والمسحيين، والعلويين.
 لقد عودنا  الخليفة العثماني الذي ينتظره خوان المسلمين بأنه ليس له صديق حتى فتح الله أوجلن الذي كان يناديه أردوغان بأستاذي، اتهمه أردوغان بأنه وراء الانقلاب المزعوم، ولكن كل همه هو الرئاسة والكرسي ودولة الخرافة العثمانية وتغيير الدستور والتخلص من كل معارضيه حتى لو كان ذلك بإعدامهم، وأن يحتفظ ( ولو مؤقتا ) بدعم إخوانه من خوّان المسلمين  ومرتزقتهم في قنوات العار ..وكل من خرج من عباءتهم داعش والنصرة وحماس، مع الاحتفاظ بخزينة الممول الرئيس لكل أطماعه وهي دولة قطر على حساب الشعب القطري الشقيق وبالصداقة الدائمة مع  الصهاينة (رغم الفقاعات بوجود خلافات بين أردوغان والصهاينة) الذين ليس لهم متنفس إلا تركيا.   لذلك لا تستغربوا أن تكون هناك قضايا مرفوعة على تركيا في لندن وبعض الدول الاوروبية تتهمها بأنها ودويلة قطر هما الراعيتان والداعمتان للإرهاب العالمي،  كما لا تستغربوا تبخر حلم الانضمام للاتحاد الاوروبي إلى الابد.
أردوغان بتوجهه لتقديم واجب الاعتذار للقيصر، ودفع التعويضات صاغرا.. يظن أن روسيا بوتين يمكن أن تلتهم الطعم الأردوغاني ، ونسي هذا الأرودغان أن مصالح روسيا وفك الحصار عليها بسبب أوكرانيا هو الأهم ، من ذلك فقد فرضت روسيا على أردوغان بأن عليه بأن ينسى قضية الشعب السوري ونصف مليون شهيد وتدمير البنية التحتية لوطن كان مستقرا ، وستحاول روسيا تقويض وضعه في الناتو وخاصة بعد إهانة الجيش التركي، مع الاستفادة من الاراضي التركية في تصدير الغاز الروسي واقامة بعض المشروعات (كما قيل)  مثل محطات ذرية وإنشاء قطار سريع يربط تركيا بدول آسيا ، كما  أجبرته روسيا على التقارب مع النظام السوري القاتل)بمقولة لا يمكن حل المشكلة السورية بالسلاح) ، ومن ثم العمل على التقارب مع كل من يعاون هذا الوحش أمثال دولة الفرس وحزب الشيطان بقيادة سيء غضب الله،…… مع اجباره على عدم القيام بدعم الارهابيين الدواعش وأتباع النصرة سواء في سوريا أو في سيناء
أما الاهم من ذلك لن تتركه أبدا دون أن تثأر منه أو على الاقل تأخذ حقها منه كتعويض في موضوع اسقاط الطائرة الروسية وعليها164  راكبا روسيا فوق شمال سيناء وبسلاح هربته تركيا للإرهابين من داعش وأكناف بيت العار وحماس الشر عن طريق البحر.
يجب أن نعلم أن الدنيا مصالح والسياسة ليست كلها نظيفة أما كلام الليل المعسول والمدهون بزبدة عندما قال أردوغان بأن زيارته إلى روسيا سوف تحمل طابعا تاريخيا،  وستؤسس لانطلاقة جديدة وأنه على يقين تام بأن المباحثات التي عقدها مع) صديقه فلاديمير ؟؟)، ستفتح صفحة جديدة في علاقات البلدين، وأن أمامهما الكثير من العمل المشترك الذي يتطلب إنجازه… فهذا الكلام لا ينطلي على الثعلب بوتن، وأذكركم بما قاله دميتري بيسكوف الناطق الرسمي باسم الرئيس الروسي، في تعليق له على برنامج زيارة الرئيس التركي بأن حادث طائرتنا “سو-24” لم يصبح ضربا من الماضي، مما يعني أنه من غير المقبول اعتبار أن مياه العلاقات قد عادت لمجاريها) .
اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى