الأحواز بين فكي الاستعمار الفارسي والخيانة العربية!

سامي العثمان
كم جرت العادة في تقسيم المنطقة العربية من قبل بريطانيا وفرنسا وتفكيك مفاصلها وحتى ماقبل سايكس بيكو، تم اهداء اقليم الأحواز العربي الذي كان يتبع البصرة والذي لايفصله عن مدينة العشار العراقية سوى نهر بعرض عدة أمتار، ولهذا أهالي الأحواز العرب لايختلفون عن عرب العراق في كل شيء،حتى في لهجتهم الدارجة ومصطلحاتهم العامية،فضلا ان ارضهم العربية تطفو على ثروات نفطية وزراعية هائله ناهيك عن الموقع الاستراتيجي الذي تحتله الاحواز كل تلك العوامل الجغرافية والثروات فضلا عن العامل الذي لايقل أهمية والمتمثل في الجيوسياسي، جعل تلك المنطقة مطمع لصهاينة بريطانيا لتقديمه هديه لحليفهم والذي يحقق مصالحهم في المنطقة والمتمثل في المشروع الفارسي ،فمنذ عام 1925م انقض الفرس على الاحواز وأبادوا البشر والشجر والحجر،وهجروا شعب الاحواز العربي لأصقاع الدنيا بعد ان دمروا منازلهم ونهبوا مقدراتهم ومكتسباتهم، واحرقوا تاريخهم،بعدان واجهوا اكبر عملية تطهير عرقي عبر التاريخ ،والذي كانت بدايته مع نظام بهلوي الصهيوني وحتى نظام الملالي المجوس الحالي،وباعتبار دولة الاحواز العربي تضم في بنيتها السكانية مذهبي الشيعة والسنة الا انهما يؤمنان تماماً بدولة المواطنة ويعيشان في انصهار وتعايش فريد من نوعه، بينهم مصاهرة وصلة رحم ودم على مر العصور، حاول الفرس النفاذ من هذا الجانب من خلال استمالة شيعة الاحواز العرب الا انهم فشلوا تماماً، فيبقى عدوهم واحد المتمثل في الفرس المجوس، ولهذا نلاحظ الناشطين السياسين من دولة الاحواز العربية شيعة وسنة في المحافل الدولية وحتى عبر الفضائيات قضيتهم الوحيدة طرد الفرس من أراضيهم والذهاب لدولة المواطنة، وهذا في واقع الامر مايقلق الفرس بالرغم من محاولاتهم المستميتة لبذر الفتن والشقاق بين الشعب الاحوازي العربي على أساس المذهب،
يبقى ان اقول أيها السادة هناك مالايقل عن 15مليون أحوازي عربي يعيشون اقسى عمليات الاضطهاد والتصفية العرقية على ارضهم العربية من قبل الفرس، فضلا عن التوطين القسري للكثير من سكان الاحواز العرب في المناطق الفارسية كجزء من برنامج التطهير العرقي،وتغير كل شيء وكل مسمى عربي يؤشر لعروبة الاحواز،وتجريم الملابس العربية والتحدث بها كذلك، ومن يخالف ذلك يعدم فوراً دون محاكمة،ولعل اهم خطوة لتفريس الاحواز استقطاب الفرس المجوس لقبائل “اللوز”البدوية المنبثقة من الطوائف الفارسية وتوطينها في المناطق العربية خاصة المناطق العربية الغنية بالثروات النفطية، وللأسف استطاع الفرس ان يدمروا تماما النسيج الديمغرافي في دولة الاحواز العربية وان يحرقوا جميع الحركات الاحوازية العربية التي طالبت بحقوقها ضد الاضطهاد العرقي المؤسسي.
تبقى قضية دولة الاحواز العربية لاتقاس باي دولة اخرى تم أغتصابها واحتلالها ، باعتبارها حالة فريدة من نوعها لاسيما من احتلها وحش كاسر وعرقي ماكر وخنزير فاجر،وبالمقابل لانجد من العرب اي ردود فعل امام هذا الاحتلال الغاشم، حتى الصوت العربي وان كان ظاهرة صوتية الااننا نجده في غياهب الجب!