عاجلقضية و حوار

الاحواز العربي يتعرض لتعطيش والتجويع والابادة!

 

المجلل السياسي ورئيس التحرير سامي العثمان

بدء المشروع الفارسي العنصري بالنسبة لاحتلاله اقليمنا العربي الاحواز والمعروف تاريخيًا بهذا الاسم وحولوه وفرسوه ليصبح الاهواز ثم بعد ذلك اطلقوا على الاقليم العربي خوزستان. ثم قاموا بأحلال الفرس بدلاً من اهالي الاقليم وطردوا وهجروا الكثير من الاحوازيين العرب من ارضهم وبمختلف الطرق منها الاعدام القمع السجن ،حتى وصل بالفرس الامر لتعطيش الشعب الاحوازي وتجويعه ناهيك عن نهب مقدراته ومكتسباته وثرواته،وحرمانه من ابسط حقوقه، لم يمر احتلال واستعمار في التاريخ لاراضي الغير وشعوبهم واذلالهم وقمعهم واعدامهم على المشانق وعلى الهوية مثلما حدث للشعب الاحوازي العربي من قبل الجلادين الفرس، حتى الصهاينة وعبر التاريخ المعاصر لم يتعاملوا مع الشعب الفلسطيني وفلسطين المحتلة كما فعل الفرس في الاحواز وشعبها.

محمد عبيدات

المحلل السياسي البرفيسور الخبير السياسي والاقتصادي الاردني د/ محمد عبيدات
منذ ان احتلت ايران الاراضي العربية الاحوازية التي تعتبر من اغنى الاراضي العربية ثروات لاسيما النفط والغاز والمنتجات الزراعية والمياه،لم يكتفي المحتل الايراني فقط لذلك ولكن حتى يكمل سيطرته ويزرع الخوف بين الشعب العربي الاحوازي وحتى لاينتفظ ضده اقام دولة بوليسية قمعية فارسية داخل الاحواز مهمتها قمع وابادة الشعب الاحوازي، وحتى يقضي الفرس على الهوية العربية تماماً منعوا فرسوا المناهج التعليمية ومنعوا التحدث بالعربية ومنعوا مناسباتهم وتراثهم العربي من احتفالات وطقوس عربية، ومن يخالف ذلك مصيره المشانق وكما حدث مئات المرات من شنق وابادة للشعب الاحوازي العربي، وكما شاهدنا ولمسناه منذ احتلال الاحواز.

معالي الاستاذ محمد العرابي

المحلل السياسي ومستشار التحرير أ/ محمد العرابي

الامن المائي يجب ان يكون مكفولا للبشر ولا تستعمل الموارد المائية كسلاح ضد أحد ،والغريب ان دول اقليمية مثل ايران وإسرائيل وتركيا واثيوبيا لديهم محاولات جادة لادخال هذا السلاح كأحد وسائل الهيمنة .
يجب تنظيم هذا الامر دوليا كأحد ابسط حقوق الانسان .

لبني الطحلاوي

الكاتبة والباحثة والمشرف العام لبني الطحلاوي

لابد ان تقف دول العالم اجمع ومجلس الأمن بشرف من اجل استقلال الأحواز العربية عن إيران وان يقوم مجلس الأمن بتبني هذه القضية العادلة واصدار ما يستوجب من قرارات تقر باستقلال الأحواز عن الاحتلال الإيراني … اسوة بما قامت به الدول الكبرى ومجلس الأمن في ” تيمور الشرقية” واعلان استقلالها عن إندونيسيا عام ٢٠٠٢م بعد إجراء استفتاء لشعب تيمور الشرقية .. نريد ان تشرف الأمم المتحدة على الاستفتاء وان يصدر مجلس الأمن قرارات جازمة وملزمة بخصوص نتائج الاستفتاء .. اسوة بما قاموا به في تيمور الشرقية .. وما قامت به الأمم المتحدة وجلس الأمن في فصل جنوب السودان واعلان استقلاله عن السودان عام ٢٠١١م ..
لاسيما ان الجرائم الإرهابية التي يرتكبها نظام ولاية الفقيه في الأحواز موثقة بالأدلة الدامغة ومتواجدة لدى جميع منظمات وهيئات حقوق الإنسان في العالم ولدى مجلس الأمن ..ويشاهدها العالم اجمع في كافة الوسائل الإعلامية يومياً .. وتفوق في وحشيتها وارهابها ما حدث في تيمور الشرقية،وجنوب السودان ..

تشهد الأحواز العربية انتفاضة
كبرى رغم الإرهاب الذي يمارس ضدهم من حكومة الولي الفقيه الإرهابية في إيران ورغم القتل والإعدامات دون محاكمة وسجن المعارضين .. ولم تكتفي حكومة الولي الفقيه الإرهابية بهذه الممارسات ضد الثوار والمناضلين في إيران وفي الأحواز يغلقون المياه عن الأحواز والشعب الأحوازي يعاني شح في المياه والتي ادت الى موت الكثير من الحيوانات واضرت بالزراعة ايضاً اصبحت مساحات كبيرة زراعية تعاني الجفاف .. جرائم إرهابية تمارس ضد شعب الأحواز لحرمانه من المياه ولتجويعه .. كم عاني شعب الأحواز منذ احتلاله عام ١٩٢٥م وازدادت معاناته في ظل هذا النظام المجرم الذي يمارس الفظائع الإرهابية في شعبه وفي الأحواز المحتلة ..
لا نريد ان نتحدث عن الجريمة التي نفرتها بريطانيا منذ اكثر من ٩٥ عاماً عندما سلمت الأحواز لإيران وقاموا بقتل حاكم الأحواز الأمير خزعل الكعبي .. نريد ان نتحدث عن كيفية مساعدة ابناء الأحواز في انتفاضتهم وكيفية انقاذهم من العطش والجوع والموت .. وعن الخطوات الواجب القيام بها من الدول العربية حميعاً لتحرير الأحواز من الاحتلال الإيراني ..
لابد ان تعود الأحواز للعرب وان تتحرر وان يعيش شعبها بحرية واستقلال وكرامة وان يحكمها ابنائها .. فالأحواز ثرية بثرواتها من الغاز والبترول وتعتبر من اكبر الدول في المنطقة التي تتمتع بتلك الثروات .. وبالمقابل الشعب الأحوازي محروم من ان يعيش حياه كريمة منعمة ويستمتع بما حاباه الله من ثروات ..

آن الأوان ان تقوم الدول العربية جميعها بدعم الشعب الاحوازي الذي يعاني أسوأ الظروف المعيشية ولا سيما الآن .. ولابد من دعم استقلاله وتحرره من الاحتلال الإيراني ..

ولابد ان تقوم الدول العربية بخطوات جادة في ذلك وان يترجم ذلك في جامعة الدول العربية بأن تصدر مطالبات رسمية بالإجماع تطالب بالاعتراف بدولة الأحواز. دولة مستقلة لها سيادتها وعلى العالم اجمع ان يعترف بذلك .. ولابد ان يرفع علم دولة الأحواز في جامعة الدول العربية الي جانب جميع اعلام الدول العربية .. ولابد ان يكون للأحواز مقعد في جامعة الدول العربية .. ولابد من مشاركة الرموز السياسية الأحوازية المعارضة التي تمثل الأحواز في اجتماعات جامعة الدول العربية وفي جميع فعالياتها .. واحتضان الأحواز في جامعة الدول العربية ومساندتها بالإجماع الي ان تحصل على استقلالها من المحتل الإيراني ..

الأحواز دولة عربية وارض عربية بالكامل وشعبها عربي تمتد عروقه واصوله للعرب الأقحاح من الجزيرة العربية ،وهذه خقائق لا يمكن ان ينكرها احد أو يشكك بها.

العميد طيار محمد الزلفاوي

المحلل السياسي العميد طيار محمد الزلفاوي

للحديث عن اقليم الاحواز وتحديدا بعد اكتشاف البترول في عبدان عام 1908 باتت بريطانيا تخشى من قوة الدولة الكعبية، فاتفقت مع إيران في عام 1925 على إقصاء أَمير عربستان وضم الإقليم إلى إيران. حيث منح البريطانيون الإمارة الغنية بالنفط إلى إيران بعد اعتقال الأمير خزغل الكعبي وأصبح الاقليم محل نزاع إقليمي بين العراق وإيران وأدى اكتشاف النفط في الأهواز وعلى الأخص في مدينة عبادان الواقعة على الخليج العربي مطلع القرن العشرين إلى تنافس القوى للسيطرة عليها بعد ضعف وتفكك الدولة العثمانية، ونظراً لان السنة يشكلون نسبة عالية مع الشيعة العرب في الاقليم ولأهمية الاقليم والثروات الموجودة به فقد قام ملالي ايران بمحاولات عديدة لتهجير السكان من الاقليم ومحاولة صهرهم في المجتمعات الفارسية الا ان تمسكهم بأرضهم حال دون ذلك فما كان من الحكومة الا إغراق محاصيلهم ومحاولة تهميشهم وإضعاف قدراتهم والصاق التهم وتنفيذ الاعدامات التعسفية للاحوازيين،، وحالياً تسعى حكومة الفرس الى تعطيش الاقليم لتدمير المحاصيل الزراعية وافقار الاقليم حيث قام الاحوازيين بالانتفاض على الظلم والتهميش وتردي الاوضاع وقاموا بحرق مقرات الحرس الثوري ،،
ورغم مايقوم به العرب الاحواز بين الحين والاخر من مظاهرات للاسباب المذكورة آنفاً الا ان الحرس الثوري يفشلها الا في هذه الايام فقد هب ابناء الاحواز وقاموا بحرق مقرات الحرس الثوري وهروب افرادها منه،،
وماقاد الى ذلك الا العنصرية الفارسية التي لاتكن اي انسانية لمواطنيها الذين يعيشون على ارضها ،،
وبما ان الاقليم عبارة عن رماد يختزل الجمر تحته فان اهل الاقليم لم ولن يقبلوا الضيم الذي يعيشه الاقليم والمظاهرات تتقد في جميع الاقاليم فهي بوادر تشير الى ضعف تحكم ملالي ايران بالوضع المتردي أصلاً واضافة الى المعارضة الدولية على اسلوب الاجرام الفارسي ضد مواطنيه وكما قال الشاعر أبو القاسم الشابي:
إذا الشّعْبُ يَوْمَاً أرَادَ الْحَيَـاةَ فَلا بُدَّ أنْ يَسْتَجِيبَ القَـدَر
وَلا بُـدَّ لِلَّيـْلِ أنْ يَنْجَلِــي وَلا بُدَّ للقَيْدِ أَنْ يَـنْكَسِـر
نسأل الله ان ينصر اخواننا العرب في الاحواز وان يهزم عدوهم وتعود الاحواز عربية كما كانت من قبل.

المحلل السياسي العميد ركن خليل الطائي

سياسة التعطيش والتجويع والاغتيالات والتغيير الثقافي والديني وصولاً للتهجير وتغيير الديمغرافية هي من ضمن استراتيجية التمدد التي يتبعها نظام الملالي الصفوي داخل ايران وفي البلدان والاقاليم التي يحتلها .
إقليم الأحواز الذي عٌرِفَ تاريخياً باسم عربستان تم إحتلاله عام 1925م من قبل النظام الشاهنشاهي بمساعدة بريطانيا في ذلك الحين لما يتمتع به هذا الإقليم من أهمية اقتصادية كبيرة حيث يشكل النفط الأحوازي ما نسبته 82% من إجمالي النفط الإيراني المصدّر كما يشكل الغاز الطبيعي في الإقليم 90% من الغاز الذي تملكه إيران وتصب في الإقليم ثمانية أنهار مما جعل 65% من الأراضي الصالحة للزراعة في إيران متركزة في تلك المنطقة ،
وجعل تواجد هذه الأنهار في الأحواز من المنطقة المركز الأهم لإنشاء المفاعلات النووية في إيران وأشهرها مفاعل بوشهر
كذلك يقع أكثر من نصف الساحل الإيراني على الخليج العربي في محافظة الأحواز مما يمنحها امتيازات اقتصادية وتجارية وجيوسياسية كبيرة .
كل هذه الميزات دفعت الأنظمة الإيرانية المتعاقبة على جعل الأحوازيين يعانون من الاحتلال والتمييز في فرص العمل والرتب الوظيفية ومنعتهم من العمل في المنشآت النفطية في مناطقهم .
إن أول من طرح خطة التغيير الديموغرافي للشعوب العربية وأولها الاحواز (رضا شاه) فهو من طرح فكرة تذويبهم وإجبارهم على لبس الملابس الفارسية وخلع الحجاب من النساء وهو من هجر القبائل العربية إلى العمق الفارسي ثم توالى الحكم بعده ابنه آخر حكام البهلويين في إيران وسار على نهج أبيه.
وقد استكملت ما تسمى كذباً وزوراً الجمهورية الإسلامية الايرانية الخمينية الصفوية الأصل مشروع الشاه بطريقة أسوأ وأعنف، حيث طرحت حكومة خاتمي مشروع تهجير الأهالي واستبدالهم بالفرس في ظل أوضاع وظروف صعبة تسودها البطالة واليأس والحرمان المستمر عندما يبحث المواطن العربي الأحوازي عن لقمة عيشه فيضطر في بعض الأحيان إلى تغيير كنيته أو إضافة صفة فارسية إليها أو إجباره على الهجرة لأنه يعيش في ظروف لا إنسانية وساعد نظام الملالي على ترويج المخدرات في الشارع الأحوازي لتكون أرخص من المأكولات الغذائية وهذا ما يحدث اليوم في العراق وسوريا ولبنان واليمن ، وهذه المعاملات تتم أمام أعين رجال الأمن والشرطة في الأحواز وبتخطيط مباشر من الحرس الثوري .

تسعى ملالي الدجل في قم وطهران منذ سيطرتها على نظام الحكم باستغلال سلاح الضغط الاقتصادي على سكان الاحواز وتهجيرهم من مناطقهم من أجل تغيير ديموغرافيته وهو مخطط فضحته وثيقة رسمية تسربت من مكتب الرئاسة في عام 2005م، وكشفت عن توطين ممنهج لعرقيات في الأحواز أبرزها الفرس واللور والبختيار ، فلم تترك الانظمة الايرانية وسيلة لقمع التحركات والانتفاضات الشعبية إلا مارسوها بهدف اقتلاع جذورها العربية ، فقد تم فرض اللغة الفارسية لغة رسمية مع إهمال متعمد لتعليم اللغة العربية ومنعوا المنشورات والمطبوعات والإذاعات المحلية باللغة العربية وتحويل مجاري الأنهار إلى الداخل الإيراني ثم قطعوا المياه لقتل الأراضي الزراعية في الأحواز وتجفيف مصادر الرزق الأساسية للسكان بهدف هجرتهم إلى مناطق داخل إيران كي يذوبوا في الجنسيات الأخرى وفرضوا الأسماء الفارسية للمواليد الجدد ومن يصر على اسم عربي فيمنعون عنه الوثائق الرسمية ، وشمل التضيق الايراني شباب الأحواز بإغلاق مجالات العمل حتى يضطروا للهجرة إلى الداخل الإيراني ويعود ارتباطهم بأماكن عملهم البعيدة وإلغاء مؤسسات الحكم العربي السياسية والإدارية والقضائية وإعلان الحكم العسكري المباشر في عربستان وقاموا بحرمان العرب من امتلاك الأراضي الزراعية ومصادرة جميع الأراضي التي كان يملكها العرب وكذلك العقارات.

لقد بلغت الوحشية الايرانية إتجاه أهلنا الاحوازيين أقصى درجات الظلم ولهذا
طالب معالي وزير الدولة للشؤون الخارجية في المملكة العربية السعودية (عادل الجبير) في شهر فبراير عام 2019م من منبر الأمم المتحدة الدولة الإيرانية باحترام حقوق الإنسان في جغرافية إيران السياسية وفي الأحواز المحتلة خصوصاً وذلك في موقف صريح من المملكة العربية السعودية ودعمها للحق العربي في الأحواز المحتلة وهذا الموقف السعودي الصريح وأمام العالم أعطى زخماً الاحوازيين في مواجهة الظلم الايراني والدفاع عن حقوقه المسلوبة قصراً .

عارف الكعبي

المحلل السياسي الاحوازي د/ عارف الكعبي

من لايشكر الخالق لايشكر الخالق
كل الشكر للسعودية الداعمه للعرب والمسلمين والشرفاء العالم وهذا هو تاريخها المجيد طوال تاريخها وازاد عليها خادم الحرمين الشريفين ألملك سلمان وولي عهده الامير محمد بن سلمان الفضل والدعم الذي نلمسه للعرب والمسلمين في كل مكان في العالم ، ولاشك ان نصرة قضيتنا الاحوازي العربية نالت نصيبها من لدن خادم الحرمين الشريفين وولي عهده حفظهم الله،كما اتقدم بكل الشكر لرئيس التحرير الاستاذ سامي العثمان على دعمه اعلامياً لقضيتنا المشروعة ومانعانية من ظلم وجور من قبل المحتل الايراني الصفوي ، كذلك الشكر للكتاب والاعلاميين واصحاب الرأي والشعب السعودي والخليجي الذي أزرنا ودعمنا في محنتنا التي نعيشها ، وباذن الله بدعم الجميع ستتحرر ارضنا العربية.

……………..

نقلا عن / الاقتصادية» من الرياض

وجاءت التطورات السياسية في منطقة الخليج العربي بعد احتلال العراق والتلويح الأمريكي باستخدام القوة ضد إيران باعتبارها الطرف الثاني على قائمة “دول محور الشر” الأمريكية سابقاً، بالتزامن مع انتفاضة العرب في الأحواز (أو الأهواز) في عام 2003م، إثر الاعتداءات التي تعرض لها العرب هناك على يد الشرطة الإيرانية التي أباحت لنفسها حجب الحياة والحرية عن الأقلية العربية في الأحواز بعد تواصلهم الإعلامي مع أشقائهم العرب في المنطقة، وانفتاحهم على الفضائيات العربية والدولية التي بدأت تتعرف شيئاً فشيئاً على قضيتهم وفقا لدراسة الباحث والمحلل السياسي الأردني ياسر قطيشات. وبدأت قصة معاناة الإقليم في العشرين من نيسان عام 1925م عندما قامت إيران الشاه باحتلال إقليم الأحواز (عربستان)، بعد أن تم استدراج الشيخ خزعل الكعبي حاكم الإقليم إلى فخ نصب له من قبل قائد الجيش الإيراني الجنرال زهدي من أجل إجراء مباحثات، إلا أن الجنرال زهدي قام باعتقال الشيخ خزعل وتم إيداعه سجون طهران مع مجموعة من مرافقيه حتى عام 1936 حيث تم اغتياله هناك. ومنذ احتلال الأحواز وحتى اليوم كانت – ومازالت – قضية عربستان أو الأحواز القضية العربية والإقليمية والدولية المغيّبة عن خريطة الشرق الأوسط تارة للطمس الثقافي والقومي الذي تمارسه إيران ضد هذا الإقليم والعرب القاطنين فيه، وتارة للتجاهل الإعلامي العربي والدولي لهذا الإقليم العربي، وتارة أخرى للظروف الإقليمية والعربية التي كانت منشغلة في قضايا أخرى على حساب هذه القضية المهمة في إطار النظام الإقليمي العربي، الأمر الذي نجم عنه في نهاية المطاف أن يشارك عرب الأحواز أشقائهم العرب في كل همومهم ومشاكلهم وأحزانهم ويتظاهرون مع كل هبوب أزمة عربية هنا أو هناك، مقابل تناسي وإغفال عربي رسمي وشعبي لقضيتهم هناك حيث التجاهل والمعاناة والتخلف الثقافي والتغريب القومي الذي تمارسه السلطات الإيرانية ضدهم. ومنذ اليوم الأول للاحتلال قامت الثورات الأحوازية في مواجهة المحتل الإيراني الذي مارس سياسة الأرض المحروقة التي كان يتبعها الاستعمار في ذلك الوقت، فقاموا بتدمير القرى والمدن العربية الأحوازية وتم إعدام الشباب الأحوازي دون أي محاكمة أو فرصة للدفاع عن أنفسهم من أجل إرهاب باقي الأهالي. وحتى الآثار لم تنج من التدمير والتخريب من أجل طمس هوية الأحواز العربية وإنهاء ارتباطها التاريخي بعروبتها وربطها بالتاريخ الفارسي، فعمدت إلى تزوير التاريخ والادعاء بحقها في الأحواز التي غيرت أسمها إلى الأهواز، كما قامت بتغيير أسماء المدن العربية إلى أسماء فارسية فالمحمرة العاصمة التاريخية للأحواز سموها خورمشهر وعبادان إلى أبادان والحوزة إلى الهويزة حتى الأحواز تم تسميتها بخوزستان، كل ذلك ضمن سياسة التفريس المتبعة، ولم تنج الأسماء الشخصية من التفريس فكل الأسماء العربية تم تحويلها إلى أسماء فارسية ولم يعد من حق أي أسرة أن تسمي أولادها إلا بأسماء فارسية. ولم تكتف الحكومات الإيرانية بذلك بل سعت لعملية التهجير للقبائل العربية المقيمة في الأحواز إلى مناطق الشمال الإيراني واستجلاب سكان هذه المناطق إلى الأحواز وإسكانهم فيها كما مارست سياسة التجويع للشباب الأحوازي نتيجة انعدام فرص العمل ومن أجل إجباره على الهجرة نحو الداخل الإيراني وبالتالي يتم إبعادهم عن وطنهم وأهلهم وانتمائهم ولصقهم بمناطق جديدة بعادات وأعراف أخرى، أو الهجرة خارج البلاد وفقدهم هويتهم العربية من خلال ارتباطهم بمعيشتهم وهمومهم الخاصة. وفي عام 1979م قامت الثورة الإيرانية التي أسهم فيها الشعب العربي في عربستان وكان هدفها الخلاص من حكم الشاه الذي احتل عربستان وهجّر شعبها العربي واستولى على ممتلكاتهم بالقوة، ووضعوا كامل ثقلهم على النظام الخميني الإسلامي الجديد الذي سيقيم موازين الحق والعدل ويمنح الإقليم حريته واستقلاله الذاتي – كما توهموا، وكانت مساهمتهم فعّالة في إضرابات عمال النفط التي شلت قدرات نظام الشاه وعجلت بسقوطه، ولكن لم تمضِ شهور حتى اندلعت المواجهات بين أبناء عربستان والنظام الثوري الإسلامي الجديد، وذلك بعد أن رفض الاعتراف بحقوقهم القومية والثقافية التي انتهكها نظام شاه، ومن ثم ارتكب حاكم الإقليم الجنرال (أحمد مدني) في أيار 1979م مجازر بشعة راح ضحيتها مئات من أهالي مدينتي المحمرة وعبادان الذين قاوموا محاولة السلطات الإيرانية إغلاق المراكز السياسية والثقافية العربية في الإقليم، وشهدت عربستان إثر ذلك إعدامات عشوائية، ونفي زعيمها الروحي “أية الله آل شبير الخاقاني” إلى قم حيث توفي في ظروف غامضة. وفي عام 1985م تجددت الثورات والانتفاضة الداخلية في عربستان، حيث قامت انتفاضة شعبية عارمة في كل أنحاء الإقليم احتجاجاً على مقال نشر في صحيفة إيرانية وجّه إهانات جارحة للعرب في الإقليم بشكل خاص والأمة العربية بشكل عام، ولا سيما أن هذه التوترات والمواجهات جاءت في ظل الحرب العراقية – الإيرانية التي أخذت بعداً قومياً وثقافياً. وفي عام 1994م اندلعت مواجهات دامية بين قوات الأمن الإيرانية وبين العرب الذين صُودرت أراضيهم في إطار مشروع قصب السكر في الإقليم، التي قتل وجرح فيها العشرات من أصحاب الأراضي، وفي سابقة غير مسبوقة أحدثت تطوراً غير متوقعاً على سير القضية الأحوازية، عيّن الرئيس الإيراني الإصلاحي محمد خاتمي وزيراً من العرب، وهو الأميرال علي شمخاني الذي شكّل حالة استثنائية في الجمهورية الإسلامية حيث إنه من القلة العربية الأحوازية التي تسلمت مناصب حكومة عليا في إيران. ومع مطلع عام 2000م وقعت مصادمات عنيفة بين قوات الأمن والمتظاهرين العرب الذين احتجوا على تزوير نتائج الانتخابات البرلمانية، واندلعت مواجهات دامية بين قوات الأمن وأهالي مدينة عبادان الذين تظاهروا احتجاجاً على تلوث مياه الشرب التي خلّفت عدداً كبيراً من القتلى والجرحى. وفي كانون الأول من عام 2002 وحتى بداية كانون الثاني من عام 2003م، شهدت عربستان أو الاحواز فصلا آخر من فصول المواجهة العنيفة بين قوات الأمن الإيرانية والأحوازيين هناك. وكانت آخر انتفاضات الأحوازيين تلك الانتفاضة التي اندلعت في 15 أبريل 2005 على إثر تسرب وثيقة منسوبة لمكتب الرئيس الإيراني في ذلك الوقت محمد خاتمي تنص على ضرورة تفريس ثلثي سكان الأحواز وتوزيعهم على مختلف المناطق الإيرانية، وهي الوثيقة التي تؤكد الحكومة الإيرانية أنها مزورة، بينما يقول الناشطون الأحوازيون إنها حقيقية. فالأحواز الوطن العربي التوأم للعراق المحتل أصبح من أهم ساحات الصراع العربي – الإيراني، ومن خلال شعبه وأرضه يقرر مستقبل تلك العلاقات المزمنة والمتوترة باستمرار، ويجب على الدول العربية أن تدرك حقيقة أن تحقيق استقلال العراق التام وحل قضية الأحواز العربية بشكل كامل وإعادة الجزر الإماراتية المحتلة وتحجيم دور التدخل الإيراني في الشؤون العربية، هي السبل الكفيلة لحوار عربي – إيراني يؤسس لتحالف استراتيجي بينهما. خلاصة القول مما سبق، بحسب الباحث قطيشات، إن التاريخ السياسي لعربستان تاريخ حافل برفض الخضوع أو الاعتراف بالحكم الإيراني عليه، لإدراك العرب الأحواز حقهم التاريخي والثقافي والقومي في عروبة هذا الإقليم، وحقهم في تقرير المصير والاستقلال عن الجمهورية الإيرانية التي لم تختلف في عنفها وسلوكها البشع مع العرب هناك عن نظام الشاه الذي أباح لنظامه البائد القتل والتنكيل والسحل بأبناء عربستان دون وجه حق، ولعل ما يطلبه أهل عربستان فقط هو الوقوف والتضامن معهم كأضعف الإيمان، وإن لم يكن من باب العروبة والقومية، فمن باب الشعور الإنساني البحت على الأقل.

……………

نقلا عن الاقتصادية» من الرياض

أقام مركز دراسات عربستان “الأحواز” بنادي حديث الأمة في العاصمة البريطانية لندن مساء أول أمس محاضرة بعنوان «العلاقات السعودية – الأحوازية في عهد الملك عبدالعزيز» للمؤرخ السعودي د. طلال الطريفي أستاذ كرسي الملك عبدالعزيز لدراسات تاريخ المملكة أكد من خلالها بأن الأحواز بالنسبة للعالم العربي كقضية لا تقل عن أي قضية عربية أخرى، باعتبارها أرضًا عربية مسلوبة، لم تزل تحت وطأة الاحتلال الفارسي منذ العام 1925م، أي ما يقارب 90 سنة وهي مُحتلة. غير أن هذه القضية – وللأسف – تاهت في فترات من التاريخ الحديث والمعاصر بين قضايا عربية أخرى، كما أن الإعلام لم يعطها حقها كقضيةٍ عربية أساسية، حتى أنها أصبحت غريبةً في ذاكرةِ بعض الأجيال العربية. وها نحن نعود الآن إلى أن نسلط الضوء على هذه القضية تعريفًا ومناقشة وبحثًا في حلها.. وأضاف في مدخل محاضرته: “بأن العلاقات الدولية في التاريخ الحديث والمعاصر تتجاذبها توجهات عدَّة، ما يؤثر بشكلٍ جلي في التبدُّل والتغيُّر بحسب الظروف التاريخية، بين تواؤمٍ وتنافر، لذا من الطبيعي أن نلحظ التواد بين طرفينِ سياسيين في وقت ما، ومن ثم ينقلب هذا التواد إلى تنافرٍ وصراع. وعلى ذلك فإن هذا التقلُّب في المواقف الدولية؛ يخضع إلى الاستراتيجيات العامة للكيانات السياسية، التي تتأثر بما يخدم مصالحها ويمنحها مزيدًا من السطوة والاستقرار. وحين نُسلِّط الضوء على تاريخ شبه الجزيرة العربية في بدايات القرن العشرين الميلادي؛ نلحظ أن هذه الفترة التاريخية تتجاذبها تيارات وتوجهات ونفوذ بين دولٍ إقليمية ودولية، ما يصعب معه تحديد الملامح الدقيقة في العلاقات الدولية الخاصة بهذه المنطقة؛ إلا بمزيدٍ من البحث والتقصي، وتحليل المواقف. وبما أن المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن – رحمه الله – يُعدُّ الشخصية الأبرز والأكثر تأثيرًا في الحدث التاريخي في شبه الجزيرة العربية خلال القرن العشرين، سواءً على المستوى الإقليمي أو الدولي؛ فإن الموضوعات التي تتناول تاريخه ذات أهمية كبيرة، تتضح معها تفاصيل الملامح التاريخية. لهذا تظل العلاقات الدولية في عهد الملك عبدالعزيز من الموضوعات التي نالت اهتمامًا ودرايةً بين الباحثين؛ ، لكنها لم تزل تحتاج إلى مزيدٍ من البحث والتقصي، باعتبار أن مثل هذه الدراسات تعطي صورة رأسية للأحداث التاريخية، ومعها تتضح بعض الجوانب الغامضة في العلاقات الدولية. ومن أبرز الكيانات السياسية التي ارتبطت بالمملكة العربية السعودية في عهد الملك عبدالعزيز إمارة المحمرة، أو عربستان الأحواز، حيث كان للملك عبدالعزيز علاقة وطيدة وعميقة مع الشيخ خزعل الكعبي حاكم الأحواز في المحمرة.، سيما وأن الشيخ خزعل كان بارعًا في ربط إمارته بالكيانات السياسية العربية بكل ودٍ وصداقة. خصوصًا مع الملك عبدالعزيز، الذي كان أيضًا يكن لخزعل كل الود والاحترام والتقدير…”

وفي مداخلة هاتفية ل “ثقافة اليوم”مع د. الطريفي ذكر بأن هذه المحاضرة جاءت امتدادًا لعزمٍ كبير في إحياء هذه القضية العربية التي يحرص الفرس على وأدها دائما.. فضلا عن كونها من القضايا القومية والإنسانية التي حرصت المملكة منذ البدء على التفاعل معها.. وأضاف إلى أنه سبق وأن تحصّل على وثائق موقّعة من عرب أحواز يناشدون فيها الملك عبد العزيزرحمه الله مساعدتهم في الحصول على عيشة كريمة في بلادهم ترفع عنهم الاضطهاد والظلم الفارسي، كما كشف لثقافة اليوم من أنه كان قد تقدم منذ أشهر بطلب من أجل إقامة مؤتمر عالمي في بريطانيا خاص بقضية الأحواز وبانتظار الموافقة على إقامته على أنه يتوقع أن يحدث أثرا كبيرا حين انعقاده، وفي سؤاله عن حيثيات هذا التغييب للقضية وتمييعها في ردهات التاريخ على الرغم من أنها مأساة مستمرة ذكر بأن الجانب الفارسي يحرص على هذا التغييب لأن ظهور هذه القضية تحديدا ستنهي أسطورة ما يدعون من أن الخليج فارسي وليس عربيا وهذا منافٍ للحقيقة بشهادة عرب الأحواز وقضيتهم.. كما توقع أن تحدث مثل هذه المحاضرات ردود فعل سلبية لدى الجانب الفارسي نتيجة حرصهم الدائم على طمس معالم هذه الفئة على الرغم من ابتعادها دائما عن الصراعات الطائفية التي تعج بها المجتمعات في هذه البيئة.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى