البدوي علمكم الحضارة!

سامي العثمان
علام الدهشة والاستغراب اذا بعث ملك بريطانيا جورج الثاني رسالة للخليفة العربي حاكم الاندلس هشام الثالث يتوسل اليه بقبول ابنته ومعها ايضا فتيات بريطانيات اخريات للدراسة في جامعات الاندلس تلك الرسالة التي ذيلت بتوقيع خادمكم ملك بريطانيا، فقد تسيدوا العرب والمسلمين الكثير من دول العالم ونشروا الاسلام في اصقاع الدنيا ونقلوا لكل تلك الشعوب حضاراتهم وعلومهم الانسانية التي كونت حضارة تلك الشعوب، نقل العرب للغرب والشرق جميع العلوم الانسانية كما ذكرت سابقاً ومنها، الطب والصيدلة، الجبر والرياضيات،السياسة والاقتصاد،النباتات والزراعة،الهندسة، الجغرافيا،الموسيقى، الفلسفة،الكيمياء، علوم اللغة والنحو، الادب،ولذلك وعندما كنت اواصل دراستي في امريكا كان استاذ التاريخ الامريكي معجب اياما اعجاب بالتاريخ العربي ومتاثراً به كثيراً وقد زار مصر والمغرب العربي وجمع العديد من المخطوطات التي توثق عبقرية العرب وحضارتهم، وقد دعا مجموعة من طلابه وكنت من ضمنهم لزيارة منزله والذي كان يحتفظ بمتحف مصغر، وجدت فيه العديد من مأثر العرب ومناقبهم، حتى المعلقات العشرة اقدم الاعمال الادبية العربية واجزلها، بشكلها العربي والمترجم للغة الانجليزية تزين مدخل المتحف، ولذلك نشهد العديد من مفكري الغرب والشرق اهتموا بحضارة العرب وتاريخهم اكثر حتى من العرب انفسهم للاسف،وكتبوا مجلدات عن العرب والاسلام في ابهى تجلياته من اعجاز القرأن الكريم والادب وجميع العلوم التي صدرها العرب للغرب والشرق، وكيف وصفوا الاسلام بأنه دين رحمه والتسامح وميداناً للعلم والمعرفة منذ عرف الغرب اكبر حركة ترجمة في التاريخ ،الامر الذي نقل الحضارة العربية والاسلامية لتلك الشعوب التي اخرجوها من غياهب التخلف والانحطاط الفكري،وقد سطر كل ذلك بكل امانه علمية وبحثيه العالم الفرنسي غوستاف لوبون في كتابه الذي اصدره عام ١٨٨٤م وحمل عنوان “حضارة العرب” ليكون بذلك مرجعاً اصيلاً غير الكثير من المفاهيم الصهيونية اوالفارسية المجوسية والتركية والشعوبية التي تستهدف تشويه العرب ،فضلاً ان العالم البرفيسور غوستاف كان محباً ومتأثرًا بالرسول عليه افضل الصلاة والتسليم، فقد قال في رسولنا العظيم بأنه جمع كلمة العرب قبل وفاته وبنى منهم امة خاضعة لدين واحد مطيعة لزعيم واحد فكانت في ذلك آياته الكبرى ، عليك الصلاة والسلام ياحبيبي يارسول الله ،
يبقى ان اقول ايها السادة وللاسف الشديد علماء الغرب والشرق كتبوا عن العرب مؤلفات ومجلدات في ذكر مناقب وماثر وتاريخ وحضارة العرب، بينما نجد المكتبة العربية فقيرة جداً من المؤلفات والاصدارات للكتاب العرب عن تاريخهم المجيد وحضاراتهم التي انتجت حضارات الغرب والشرق .