عاجلمقالات رئيس التحرير

الرحمن سخّر بن سلمان

بقلم/ سامي العثمان 
يُخطِئُ مَن يعتقد أن الطريق أمام أسد الحزيرة العربية وقائد مسيرة الوطن والأمة العربية والإسلامية وليِّ العهد الأمير محمد بن سلمان ممهدٌ بالورد والرياحين والزهور بل العكس تمامًا، فهناك تحدياتٌ وصعابٌ وعقباتٌ جسام، ولكنه بحكمتهِ ورؤيتة البعيدة المدى استطاع تجاوز الكثير منها، ونجح في تحقيق ذلك بكل مهارة واقتدار، ففي الوقت الذي استشرت الصراعات المذهبية والدولية بهدف تمزيق المنطقة العربية وإضعاف نفوذها – كخطوة ترتبط في المخطط الفارسي التركي الإخواني الغربي – لبسط النفوذ على العالمين العربي والإسلامي، الذي يستهدف فرض هيمنته على الأمة في إطار مخطط بعيد المدى لتقاسم النفوذ والحد من الامتداد المتوقَّع للعالمين العربي والإسلامي، يقود وليُّ العهد محمد بن سلمان من خلال عدة مشاريع عربية إسلامية لتشكيل وحده عربية تملك قوةً روحية ومادية جديرة بقدراتها وقِيَمها والتزاماتها؛ لتفرض حضورًا يتحكم في التوازن الدولي، ويكون له تعبيرٌ قويٌّ في المجتمع المعاصر والعلاقات في العالم.
وإذ يرتبط مخطط تلك القوى والذي مايزال حتى الآن مستمرًا عبر أشكالٍ متعددة بمشروع استئصال المجتمع العربي والإسلامي من جذوره، فإن رد الفعل الطبيعي الذي أقدم عليه ولي العهد رفع رأية لواءِ الدفاع عن الأمة العربية والإسلامية، وحفظ أمنها، فالأمن – بالنسبة لوليِّ العهد – هو الذي يتيح للمواطن  ومن خلاله المواطن العربي والمسلم أن يعيش حياةً مستقرة تتوفر لها كل شروط الحرية والكرامة والعدل  والازدهار، فضلاً عن أن أمن الوطن يعني كذلك الدفاع عن المقدسات  والتصدي لكل مظاهر  العدوان، وليس غريبًا أيها السادة، أن نرى كيف أن المشروع الفارسي التركي الإخواني الغربي كمركز لاستقطاب العداء ضد الامة العربية والإسلامية، قد حاول أن يُقوِّي تحالفاتهِ برسم البُعد الاستراتيجي، في الوقت الذي نجح بن سلمان وبكل اقتدار ومهارة  في إفشال  تلك الخطط الشيطانية، من موقع  أن أمن المملكة ومسؤولياتها وبناء استراتيجيتها الدفاعية لايخص المملكة وحدها؛ وإنما  ينسحب على كل المنطقة العربية والإسلامية، فضلاً عن أن وليّ العهد نجح في  تنويع مصادر التسلّح  والتوازن في علاقات المملكة مع الشرق والغرب، ولعل زيارتة  التي أنهاها مؤخرًا لعمالقة آسيا: باكستان  والهند والصين خيرُ مثالٍ لذلك.
اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى