السعودية تقول: القضية الفلسطينية كانت ولاتزال قضيتنا!

القاهرة / محمود مرسي

المحلل السياسي ورئيس التحرير سامي العثمان “السعودية”
منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه والسعودية تقف قلباً وقالباً مع الاشقاء الفلسطينين وتقدم لهم الغالي والنفيس في سبيل كرامتهم وتحريرهم من اغتصاب بني صهيون لاراضيهم، يعزز هذا القول ارسال الملك عبدالعزيز رحمه الله ارساله للجيش السعودي عام ١٩٤٨ لفلسطين لذود عنها من الصهاينة الذي شكل بطولات وملاحم كتبها التاريخ بأحرف من ذهب، استشهد على ارض فلسطين الطاهرة البعض من جنودنا الابطال والذين كتبت اسماؤهم في ذاكرة الوطن والامة العربية، واستمر الدعم والمؤازرة لشعبنا الفلسطيني من قبل وفاء والتزام ابناء الملك عبدالعزيز الذين ساروا على خطاه وحتى يومنا هذا، فالملك سعود رحمه الله شكل لجان شعبية لمساعدة لمساعدة مجاهدي واسر شهداء فلسطين بعد نكسة ١٩٦٧م وعهد برئاستها للملك سلمان حفظة الله عندما كان اميراً للرياض ،عبر اثنى عشر مكتباً تواجدت في جميع مفاصل المملكة ،ثم من بعده الملك فيصل رحمه الله الذي كانت القدس وفلسطين هاجسه الاول وبذل وقدم الغالي والنفيس في سبيل ذلك لاسيما اتخاذه القرار التاريخي الشهير الشجاع والقوي بقطع النفط عن ألغرب في حرب اكتوبر ،ثم الملك خالد رحمه الله عندما توغل الصهاينة في لبنان عام ٨٢ بتزويد المقاتلين الفلسطينين بالسلاح والذخيرة للدفاع عن انفسهم ، ودفع خمسة ملايين من حسابه الخاص لدعم ياسر عرفات. عندما جاء يطلب الدعم ،ثم جاء الملك فهد ومعه. مشروع السلام عام ١٩٨١ وعندما كان ولياً العهد وتبنته قمة فاس التي عقدت في المغرب ،والذي اعتبر اول مشروع سلام يحقق الامن والسلام للفلسطينين منذ اغتصاب الصهاينة لارضهم ،ناهيك عن رفض الملك فهد رحمه الله قرار الصهاينة لضم القدس ١٩٨٠،ثم جاء الملك عبدالله رحمه الله ليسير على نفس الخطى ،والذي اكد دائما بأن القضية الفلسطينية القضية المحورية للعالمين العربي والإسلامي ،وقدم رحمه الله مبادراته التاريخية للعالم لحل الشامل للقضية الفلسطينية واعتبار القدس عاصمة لها وكما يقول التاريخ ،رافضاً اي تطبيع مع الكيان الصهيوني في ظل تعنته واصراره على بناء المستوطنات والتمدد داخل الاراضي الفلسطينية ،ثم جاء الملك سلمان الذي عرف بأنه الراعي الاول للقضية الفلسطينية ومنذ زمن طويل ومنذ تقلد اول منصب له،والذي طالب منذ البداية بحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة وفي مقدمتها ان تكون له دولة مستقلة ذات سيادة ،عاصمتها القدس الشريف ،كما حرص الملك سلمان حفظة الله على وحدة الشعب الفلسطيني ، واعبره شرطاً لتحقيق اهداف الشعب الفلسطيني المشروعة والعادلة ، كما يؤكد رعاه الله على اهمية وحدة القيادة في اطار المؤسسات. الشرعية الشعب الفلسطيني ، واهمية العمل على تجنب. التجاذبات السياسية الاقليمية والدولية التي تريد الاضرار بقضية الشعب الفلسطيني ، ناهيك عن المساعدات والمؤازرة والمنح المالية التي قدمها الملك سلمان للشعب الفلسطيني والتي لاتزال مستمرة حتى يومنا هذا،
خلاصة القول السعودية طوال تاريخها وهي تدعم القضية العربية والاسلامية الاولى والمتمثلة في قضية فلسطين ، وهي تقدم افعال وليست اقوال يلمس ذلك بشكل محسوس وملموس العالم باسره ، وبالمقابل ماذا قدمت ( المماتعة والمناكحة ) ارهابي ملالي ايران وارهابي حماس الفرس المجوس وحسن زميرة والطاغية الجلاد فشار الاسد والشيطان اردوغان سوى الخراب والدمار لغزة والمفاصل الفلسطينية هذا عدا كونهم عملاء خونة للصهاينة .

المحلل السياسي معالي أ مستشار التحرير محمد العرابي ( مصر)
لاشك ان القضية الفلسطينية هي قضية العرب المحورية ،وهي تتصدر دائما قائمة اولويات السياسة الخارجية للملكة العربية السعودية ،واسهام المملكة دائما يخص حماية الشعب الفلسطيني وضمان تحقيق اهدافه في اقامة دولته.
كما نتذكر دائما دور المملكة في طرح المبادرة العربية للسلام ومدي تأييدها المستمر لتكون موقف عربي يتصدر العمل العربي المشترك.

المحلل السياسي،ونائب رئيس التحرير د/ انمار الدروبي ( العراق)
المملكة العربية السعودية والقضية الفلسطينية؟
السعودية: القضية الفلسطينية كانت وما زالت قضيتنها الأولى وموقفها الثابت في الإطارين الدولي والعربي.
بلا شك نالت القضية الفلسطينية اهتمام الدول العربية بشكل عام، والمملكة العربية السعودية بشكل خاص. حيث اهتمت المملكة بالقضية الفلسطينية منذ أكثر من ثمانين عاما، ومع بداية تأسيس الدولة السعودية الثالثة عام 1902 بقيادة الملك عبد العزيز آل سعود سعى الملك إلى معالجة القضية الفلسطينية عربيا ودوليا، وكان موقف الملك والمملكة واضحا في إعادة حق الشعب الفلسطيني. ومن هنا فقد شهدت فلسطين اهتماما كبيرا لدى المملكة العربية السعودية منذ الحرب العالمية الثانية، إذ قامت المملكة بفتح قنصلية لها في مدينة القدس في عام 1941، إضافة إلى رفض المملكة وبشكل قاطع استمرار هجرة اليهود إلى فلسطين.
وعندما أصبح الملك فيصل بن عبد العزيز ملكا للسعودية، أعلن عن تمسك المملكة بسياسة الدفاع عن القضية الفلسطينية، وإن بلاده لم تتأخر عن تنفيذ التزاماتها العربية، وابدى الملك استعداده لعمل كل ما يخدم القضية الفلسطينية مهما بلغت التضحيات. لقد استمرت المملكة العربية السعودية داعمة للقضية الفلسطينية سياسيا ودبلوماسيا، حيث اتخذت المملكة عدد من القرارات والتدابير التي كان لها الأثر البالغ على منطقة الشرق الأوسط، وأبرزها إنشاء القيادة العربية الموحدة للجيوش العربية على أمل تحرير فلسطين والعمل على دعم منظمة التحرير الفلسطينية.
وتأسيسا لما تقدم لم يكن هناك خلاف بين الموقف الرسمي للقيادة السياسية في السعودية وبين الموقف الشعبي، حيث اتفق الجميع على رفض قيام الدولة اليهودية. وعليه فقد شكلت القضية الفلسطينية العامل الأكبر في تعزيز الشعور القومي العربي في الوطن العربي بشكل عام وفي السعودية بشكل خاص، فأواصر العلاقة بين المملكة العربية السعودية وبين فلسطين تمتد إلى مئات السنين، حيث عبر عن الموقف السعودي برفضه القاطع لأي شكل من أشكال تقسيم فلسطين وإقامة دولة يهودية فيها وأكد على حق الفلسطينيين في تقرير المصير. في السياق ذاته كان ينظر إلى موضوع فلسطين من اتجاه ديني، بمعنى أن قيام الدولة اليهودية في أماكن مقدسة نوعا من التحدي لكرامة المسلمين.
وبعد قرار الرئيس الأمريكي ترامب بنقل سفارته الى القدس واعتبارها عاصمة لإسرائيل، تنهال بيانات الاحتجاج الرسمية والشعبية، وماذا بعد؟ رسميّا غالبية الحكومات تؤدي دورها التقليدي مرغمة بهدف امتصاص الغضب الشعبي وتماشيا مع مستلزمات السياسة بتسجيل موقفها على الورق وبما تصدع فيه وسائل الإعلام، أما موقف المملكة العربية السعودية ومصر ودولة الأمارات العربية المتحدة كان وما يزال موقفهما الرادعة ضد أي قرار يقوض الحل السلمي للقضية الفلسطينية، وكذلك القرارات التي فيها غبن وظلم للشعب الفلسطيني. أمّا شعبيّا فهنالك تراكم من المهانة والإذلال داخل الأوطان تتيح هذه المناسبة للشعوب أن تتنفس وتفريغ شحنته عاطفيا، وفيما يخص الجانب السعودي كل خطوة محسوبة بدقة التمهيد لها وحساب التداعيات والنتائج بفرض أسوء الاحتمالات. بلا شك أن نقل سفارة أمريكا يتم من أرض محتلة الى القدس المحتلة.
والبقية ستأتي تباعا وفق سياقها حسب تطور الأحداث. أهميّة وقوة وصلابة الموقف السعودي اتجاه القضية الفلسطينية تكمن في الفرز السياسي وتبيان مسار ومعيار القوى الفاعلة ضمن حدود منطقة الشرق الأوسط خصوصا وعالميا على قاعدة فهم من معنا ومن علينا.
لقد انتهجت القيادة السياسة في المملكة العربية السعودية بقيادة الملك سلمان خادم الحرمين الشريفين وولي العهد الأمير محمد بن سلمان إستراتيجية مدروسة لمشروع قومي عربي شامل لمنطقة الشرق الأوسط بصورة عامة وللقضية الفلسطينية بصورة خاصة، بهدف تحقيق أهداف بعيدة المدى في إطار مشروع كبير وشامل، وذلك لإنهاء كل الأزمات والويلات التي أصابت منطقتنا بسبب القضية الفلسطينية.
وعليه فقد استطاعت السعودية بفكر وتخطيط ولي العهد الأمير محمد بن سلمان تحجيم وتحديد سياق التصعيد بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وفك الاشتباك في الشرق الأوسط. حيث لن تتجاوز كل القوى المتواجدة على الساحة حدود أدوارها، بمعنى أدق كل شيء تحت السيطرة السعودية، إلا إذا كان هنالك فصل مرعب ضمن العرض المسرحي يتطلب اشعال نار كبرى لتقديم قرابين بشريّة على نصب مذبح الصهيونية. مما لا شك فيه ان الحروب ليست لعب الكترونيّة كما يبرمجها العقل البراغماتي ويحاول تطبيقها في أرض الواقع، إذا أردنا اعتبار اضطهاد الشعب الفلسطيني نتيجة لعوامل وأسباب موضوعية فإن أخطاء السياسة الأمريكية ضاعفت تلك العوامل. كل المؤشرات العلمية والعملية تؤكد على أن المملكة العربية السعودية تمسك بزمام المبادرة في القضية الفلسطينية ضمن الشرق الأوسط، تلك المنطقة التي تسير باتجاه المجهول مع العقل الأمريكي الملبد بغباء حسابات الأرقام والإرهاب الصهيوني. هذا العقل فاقد للوعي الحضاري التاريخي ويمضي على هواه بدون بوصلة تحدد له الاتجاه الصحيح.
لقد كان ذهاب ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى واشنطن قبل ما يقارب ثلاث سنوات، أهمية كبيرة وعظيمة لخدمة القضية الفلسطينية، حيث تمكن ولي العهد مناقشة إشكالات التداخل والتشابك الجيوسياسي في المنطقة لأن الشرق الأوسط حاليا منطقة حرب وتتجاذبه عدة قوى في صراع قابل أن يتطور إلى حرب كبرى تتجاوز الحدود الإقليمية. لكن زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى واشنطن وكما ذكرنا آنفا، تكمن وفق تكتيك سياسي سعودي يضع الولايات المتحدة الأمريكية والإسرائيليين، حيث تعلم أمريكا وإسرائيل أن الاستمرار في سياستهم هذه، ستؤدي إلى انهيار كامل في الشرق الأوسط. ولن تؤدي الصفقات أو التسويات السياسية والضغوط الدولية إلى حلول ناجعة.

الكاتبة والباحثة ومستشارة التحرير لبنى الطحلاوي الجهني. “السعودية”
القضية الفلسطينية
هي قضيتنا الأولى. وموقف المملكة العربية السعودية واضح وثابت من القضية الفلسطينية منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز رحمه الله الى اليوم .. فالمملكة اكبر الداعمين سياسياً و مادياً للحق الفلسطيني واول المطالبين بإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس .. والمملكة اكبر الملتزمين بدعم القضية الفلسطينية والإنفاق على الحكومة الفلسطينية الشرعية التي تمثلها منظمة التحرير الفلسطينية ” فتح” .. ولم تتوقف يوماً عن الدعم والإنفاق على فلسطين المحتلة ..
وفي اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني
اعلنت المملكة العربيةالسعودية في يوم التضامن أن فلسطين على رأس أولوياتنا
وقال الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية السعودي: أن موقف السعودية ما يزال ثابتا في القضية الفلسطينية و في الدفاع عن حقوق الفلسطينيين المشروعة، والتمسك بمبادرة السلام العربية التي خطتها المملكة وتبنتها الدول العربية في قمة بيروت في عام ۲۰۰۲.
وأضاف، أن المملكة العربية السعودية تعرب مجدداً عن التزامها بدعم الخيار الاستراتيجي للسلام، وفقا للقرارات والقوانين الدولية، وتؤكد أهمية كف إسرائيل عن بناء المستوطنات على الأراضي الفلسطينية.
كما كشفت منصة المساعدات السعودية، أن المبلغ الإجمالي للمساعدات التي قدمتها المملكة العربية السعودية لدعم فلسطين بلغ 7.728.870.495 ريالاً، شملت 219 مشروعاً، وذلك طوال 22 عاما، منذ 1997 وحتى عام 2020 الحالي.
وتوزعت مبالغ المساعدات السعودية لدولة فلسطين كالتالي: 1.993.306.052 دولارا لـ195 مشروعا للمساعدات الإنسانية والإغاثية في حالات الطوارئ، و50 مليون دولار لمشروع دعم الحكومة والمجتمع المدني، و15.330.880 دولارا لثلاثة مشاريع للأعمال الخيرية الدينية والاجتماعية، و2.381.867 دولارا لـ19 مشروعا في التعليم، و13.333 لمشروع للاتصالات.
يذكر أن منصة بيانات المساعدات السعودية قد أُنشئت من قبل مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، تنفيذا لأمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في 1438/9/10، وتشتمل على ما تقدمه المملكة من مساعدات إنسانية متنوعة بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة.
وقد قام مركز الملك سلمان للإغاثة بتصميم المنصة وإعدادها لتسجيل المشاريع والمساهمات الإنسانية والتنموية والخيرية بناء على المعايير الدولية في التسجيل والتوثيق المعتمدة لدي لجنة المساعدات الإنمائية لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية DAC-OECD ومنصة التتبع المالي للأمم المتحدة UNFTS ومبادئ الشفافية الدولية (IATI).
ووفقا للموقع الإلكتروني للمنصة، تشمل مساعدات المملكة العربية السعودية المساهمات النقدية والعينية التي تقدم على شكل منح إنسانية وخيرية وقروض ميسرة لتشجيع التنمية، كما تشتمل بيانات المساعدات مبالغ مدفوعة والتزامات مالية تدفع لاحقاً، وقد تم تدريب الجهات المانحة في السعودية على تصنيف المساعدات وإدخالها منذ تأسيس المملكة حتى الآن.
المحلل السياسي مستشار التحرير العميد ركن خليل الطائي ( العراق)
القضية الفلسطينية وبكلِ أسفٍ نقولها باتت سلعة يترزق منها هذا الطرف أو ذاك
فلسطينياً كان أم عربياً أو ممن يتستر بالاسلام لتمرير مشاريعه التوسعية وتمزيق وطننا العربي وطعن الاسلام في ظهره كما فعل أسلافهم الفرس والصفويين ، فخامنئي ومليشياته وأذرعه في العراق ولبنان واليمن ومَنْ إصّطف معهم من الفلسطينيين الذي إرتضوا ليكونوا ذيول وإمعات قد تستروا بمسمى المقاومة والممانعة وشعارات تحرير فلسطين والقدس والموت لامريكا وإسرائيل وهم يوغلون يومياً بدماء العراقيين واللبنانيين واليمنيين والسوريين والفلسطينيين وسائر العرب والمسلمين فهولاء هم أحفاد كسرى ورستم ويزدجرد .
إبتدأت بهذا الوصف ليس تشاؤماً بل لوضع الأمور في نصابها وإحقاق الحق
فثمَّة شعارات وهجمات ومزايدات ومناكفات وإتهامات ظهرت في وسائل التواصل الاجتماعي والاعلام المريض المدفوع الثمن تستهدف المملكة العربية السعودية ونهجها العربي والاسلامي وغايتها تشويه التاريخ وإستبدال الحق بالباطل وطمس الحقيقة للتقليل والتشويش عن دور المملكة المميز في القضية الفلسطينية واصفاً موقفها (باع القضية ووقوفها هو لمجرد الاعلام وأشبه باسقاط فرض لمكاسب سياسية وريادية) وهذا يخالف تماماً دور السعودية المتمثل بالحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني وقدسية قضيته .
وقوف المملكة العربية السعودية ممثلةً بقادتها وشعبها هو نابع من إيمانهم المطلق
بالقضية الفلسطينية التي تمثل أحد مرتكزات وثوابت سياساتها بخلاف ممن يتاجرون بها .
وهذا الموقف هو ذاته منذ تأسيس المملكة وإلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (حفظه الله) فقد بادرت المملكة بدعم ومساندة القضية الفلسطينية في مختلف مراحلها وعلى جميع الأصعدة السياسية منها والاقتصادية والاجتماعية والمادية وهو ليس مِنّةً بل
هو واجب يمليه عليها عقيدتها وضميرها وأخلاقها وإنسانيتها وانتماؤها لأمتها العربية والإسلامية ولتعزيز صمود الشعب الفلسطيني وتحقيق تطلعاته لبناء دولته المستقلة ، ومن هنا فقد تبنت المملكة جميع القرارات الصادرة من الدول والمنظمات الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية والمؤيدة لها ، ونظّمت المملكة وشاركت في العديد من المؤتمرات والاجتماعات الخاصة بفلسطين ولن يخلو أي قرار من قرارات الجامعة العربية إلا وتجد بصمة المملكة فيه الداعم والمؤيد لحقوق الفلسطينيين وقضيتهم المصيرية وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة التي تنص على الانسحاب الكامل من كافة الأراضي العربية المحتلة منذ عام 1967م ومطالبتها الدائمة للمجتمع الدولي بالتدخل العاجل لوقف الاعتداءات والممارسات الإسرائيلية العدوانية والمتكررة ضد الشعب الفلسطيني .
فالمملكة هي أول من أدانت اقدام الكيان الصهيوني على بناء الجدار العازل الذي ضم أراضي فلسطينية وتقدمت في حينه بمذكرة احتجاج لمحكمة العدل الدولية في لاهاي بهذا الشأن وكسبت قرار المحكمة رقم (28/2004) وتاريخ (9/7/2004م) بعدم شرعية هذا الجدار ومطالبة (إسرائيل) بإزالة الجدار العنصري وهناك العديد من القرارات والمواقف في المحافل الدولية والتي لايمكن حصرها بهذه الأسطر المعدودة .
أما على صعيد المبادرات فهي عديدة ومتنوعة حمل البعض منها شكل مشروع متكامل ومنها على سبيل المثال لا الحصر
مشروع الملك فهد للسلام (المشروع العربي للسلام) الذي أُعلِن في مؤتمر القمة العربي الذي عقد في مدينة فاس عام 1982م ووافقت عليه الدول العربية ومنها العراق الذي كان داعماً ومؤيداً أساسياً لهذا المشروع وليصبح المشروع أساساً للمشروع العربي للسلام والتي كانت من أهم بنود المشروع هو انسحاب (إسرائيل) من جميع الأراضي العربية المحتلة عام 1967م بما فيها مدينة القدس وإزالة المستعمرات في الأراضي العربية وضمان حرية العبادة وممارسة الشعائر الدينية لجميع الأديان في الأماكن المقدسة وتأكيد حق الشعب الفلسطيني في العودة وتعويض من لا يرغب في العودة وإخضاع الضفة الغربية وقطاع غزة لفترة انتقالية تحت إشراف الأمم المتحدة ولمدة لا تزيد عن بضعة أشهر ، والاهم والابرز من هذا هو قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس .
وعليه فالقضية الفلسطينية بالنسبة لسيرة وسِفّرْ الملكة العربية السعودية هي الثابت الديني والأخلاقي ،
ففي عام 1945م قال الملك عبد العزيز (رحمه الله) :
إن مسألة فلسطين هي أهم ما يشغل أفكار المسلمين والعرب ومع أنني لا أحب كثرة الكلام وأفضل على الدعاية العمل الصامت المثمر فإني أقول بصراحة:
إن السكوت على قضية فلسطين لا يوافق المصلحة ،
وكان في جميع مواسم الحج يسعى لتذكير العرب والمسلمين بالقضية الفلسطينية
ولا ننسى اللقاء التاريخي الذي جمع الملك عبدالعزيز (رحمه الله) بالرئيس الأميركي روزفلت عام 1945م والذي قال الملك فيه وجهة نظر المملكة بأن :
(القضية الفلسطينية ستبقى القضية الأولى الثابتة في سياسات المملكة على مرّ السنين) .
أما مواقف الملك فيصل (رحمه الله) من القضية الفلسطينية ودعمه الفلسطينيين مادياً ومعنوياً فقد تغنى بها العرب والمسلمين جميعاً فهو من قطع النفط عن الغرب في حرب أكتوبر وهو من قالها علناً خلال كلمته في مؤتمر رابطة العالم الإسلامي في أبريل 1965م بمكة المكرمة التي قال فيها :
لا أستطيع التغاضي عن قضية هي قضيتكم وإني لا أعرضها من ناحيتها السياسية ولكني أعرضها باعتبارها قضية كل المسلمين في الأرض وهذه القضية أيها الإخوة هي قضية فلسطين السليبة .
ثم بعد ذلك جاءت مبادرة الملك عبدالله بن عبدالعزيز (رحمه الله) والتي أعلن فيها الملك خلال قمة بيروت في (مارس 2002م) :
ضرورة الانسحاب الاسرائيلي والقبول بقيام دولة فلسطينية على الأراضي المحتلة في الضفة الغربية وغزة وعاصمتها القدس ،
وأستمرت مواقف ملوك المملكة الداعمة والمساندة للفلسطينيين وحق تقرير مصيرهم سواء على مستوى المبادرات والمشاريع أو المعونات والمنح التي إن دلت على شيء فهي تدل على أهمية القضية الفلسطينية في الرؤيا والتوجهات السعودية وضرورة حلها .
أما لو تكلمنا عن الدعم المالي والتبرعات فقد شهد هذا الملف الكثير من الدعم السخي الكبير والذي لا يمكن لطرفٍ ما أن يزاود على المملكة في هذا الجانب فعلى سبيل المثال في قمة بغـداد عـام (1978م) التزمت المملكة بتقديم دعم مالي سنـوي للفلسطينيين قدرة (1,97,300,000) مليار وسبعة وتسعين مليوناً وثلاثمائة ألف دولار وذلك لمدة عشر سنوات (من عام 1979م وحتى عام 1989م) وفي قمة الجزائر الطارئة (1987م) قررت المملكة تخصيص دعم شهري للانتفاضة الفلسطينية مقداره (6) مليون دولار كما قدمت المملكة في الانتفاضة الأولى (1987م) تبرعاً نقدياً لصندوق الانتفاضة الفلسطيني بمبلغ (1,433,000) مليون وأربعمائة وثلاثة وثلاثون ألف دولار ، وقدمت مبلغ (2) مليون دولار للصليب الأحمر الدولي لشراء أدوية ومعدات طبية وأغذية للفلسطينيين ناهيك عن البرامج الإنمائية عن طريق الصندوق السعودي للتنمية والتي بلغت قيمة احدها (300) مليون دولار خاص بقطاعات الصحة والتعليم والإسكان والقائمة المتخمة بملايين الدولارات تطول بالاضافة لمؤتمرات الدول المانحة والإعفاءات الجمركية وشؤون اللاجئبن وغيرها .
ولو تحدثنا عن القدس والتي يتبجح الكثير من ناهقي الاعلام المرتزق بها فقد أسست المملكة لجنة القدس في إطار منظمة المؤتمر الإسلامي للمحافظة على عروبة القدس وطابعها الإسلامي وخصصت صندوق القدس لدعم صمود الشعب الفلسطيني ودعت الدول الأعضاء إلى الالتزام بتغطية رأسمال صندوق القدس (100,000,000) مائة مليون دولار ورعت المملكة حماية وترميم الآثار والمقدسات الإسلامية في فلسطين .
وحالياً وفي عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز (حفظه الله) فمواقفه الداعمة والمؤيدة لفلسطين وسلطتها وشعبها يتحدث فيها العدو قبل الصديق فالقضية الفلسطينية في رؤيته لا تزال على رأس القضايا التي تدعمها المملكة في سياستها الخارجية مجدداً التزامه بدعم الخيار الاستراتيجي للسلام والتمسك بمبادرة السلام العربية 2002 وفقاً للقرارات والقوانين الدولية ، ومؤخراً أدانت السعودية وتحركت بصمت وهدوء بخصوص الاحداث وما قامت به القوات الإسرائيلية بحي الشيخ جراح في القدس الشرقية والهجمات الصهيونية العشوائية والاستهانة بحياة الأطفال والنساء والشيوخ والشباب وتدمير للمنشآت الحيوية والانتهاكات المتنوعة وطالبت مجلس الامن بالتدخل بشكل سريع لايقاف جرائم الكيان الصهيوني التي تندرج ضمن جرائم الحرب بحق المدنيين وتعد خرقاً لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني .
هذا هو موقف المملكة العربية السعودية التي سار عليه الآباء والأبناء ومعهم الشعب الأبي الغيور ، فهي تعمل بصمت تجاه أشقائها حتى لا يعتقد البعض أنها تقدم دعماً مالياً أو اقتصادياً أو تبرعات لأجل الحصول على مكاسب إعلامية أو سياسية كما يفعل الاخرين بل ما تقدمه يأتي من منطلقات إسلامية وثقافة عربية أصيلة وستستمر الملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده في الوقوف مع العرب والمسلمين وقضاياهم العادلة في كل مكان وفي مقدمتها قضية فلسطين التي تعتبرها قضية مركزية في سياساتها الخارجية وهذا الأمر هو شرف وواجب تجاه أرض مسرى النبي وأولى القبلتين .
وهنا يتوجب علينا أن نذكّر الشعب الفلسطيني بأمرٍ هام في هذه المرحلة الحرجة التي كثر فيها الاعداء وأختلطت فيه المفاهيم هو أن يعرفوا الصديق من العدو ومن هم أصحاب الافعال وليس الاقوال ومن الذي جعل قضيتكم مبدأ اساسي في عقيدته وآمن بها بخلاف ممن جعل قضيتكم سلعة يتاجر بها ويترزق منها كما فعل مُدّعي المقاومة وتفعل إيران التي منذ وطِئت قدما الخميني مطار طهران وأعلن مشروعه الطائفي التوسعي الذي يستهدف تغيير عقيدة الأمة وخارطتها السياسية والديمغرافية والقضية الفلسطينية في تراجع وتنازل وسيل دماء .
فلايجوز النظر للقضية الفلسطينية على إنها قضية نفعية بل هي قضية عقائدية واجب الدفاع عنها ويرخص لها المال والرجال ،
وليكن شعاركم يا أحبتنا في فلسطين وسائر بلاد المسلمين
(لا عباس ولا هنية
فلسطين هي القضية ) .

المحلل السياسي مستشار التحرير اللبناني يوسف شمص ( لبنان)
كي لا تخون الذاكرة الشعب العربي
من البداية علينا تشريح الدعم العربي السعودي للقضية الفلسطينية لثلاث ابعاد البعد السياسي والبعد الاقتصادي والبعد المالي على مر هذه الازمة
الدعم السعودي بأختصار بدأ مع الملك عبد العزيز رحمه الله من مؤتمر لندن الشهير لمناقشة القضية الفلسطينية
السعودية شاركت وأنجحت العديد من المؤتمرات والاجتماعات لحل هذه القضية من مؤتمر مدريد وانتهاءا بخارطة الطريق ومبادرة السلام العربي التي اعلنها الملك عبدالله بن عبد العزيز ولي العهد حينها في قمة بيروت عنوانها الارض مقابل السلام
السعودية كانت السباقة بالدعوات لوقف الحروب الاسرائيلية على الاخوة بفلسطين وادانت قيام جدار العزل العنصري اتجاه اهلنا الفلسطينيين
السعودية وعبر الملك فهد بن عبد العزيز رحمه الله دعت للسلام في القمة العربية حينها واصبح مشروعا دوليا ومنه تفرع مؤتمر مدريد للسلام وطالبت بأنسحاب اسرائيل من الاراضي العربية المحتلة بعد عام السبعة والستين وطالبت بأنسحاب اسرائيل من هضبة الجولان السورية المحتلة مقابل التطبيع بين العرب وأسرائيل
رعت السعودية المصالحة التاريخية بين حركة حماس وحركة فتح ولمت شمل جميع القيادات الفلسطينية المتناحرة وقتها لاعتماد لغة العقل والحوار بينهم ونسجت افضل العلاقات مع حركة حماس وتم فتح مكتب سياسي لحماس بجدة
قدمت المملكة الدعم المالي الكبير لحماس وخاصة بعد الزيارة التاريخية للشيخ احمد ياسين للسعودية ودعمت المملكة ماليا لاهلنا بفلسطين اثناء انعقاد قمة الخرطوم وقمة بغداد والجزائر وللانتفاضة وقتها وقدمت دعما ماليا كبيرا لقطاع الصحة والتعليم والاسكان وعملت على الغاء الضرائب على المنتجات الفلسطينية وقدمت دعما كبيرا ايضا في قمة شرم الشيخ وتونس ومؤتمر القاهرة وقدمت للانتفاضة الفلسطينية اكثر من مليار دولار اميركي والمملكة ساعدت اهلنا الفلسطينيين بالشتات واينما وجدوا والسعودية رعت ايضا لجنة اقتصادية سعودية فلسطينية ودعمت بقوة مجلس الاعمال العربي الفلسطيني السعودي
هذا قليل مما قدمته المملكة اتجاه القضية الفلسطينية وما نجهله اكبر بكثير مما نعلمه فسلام للقيادة السعودية على ما قدمته لقضايانا العربية