عاجلقضية و حوار

السياسة الأمريكية في العالم العربي بين الثابت والمتغير

 

القاهرة/ محمود مرسي

سامي العثمان

المحلل السياسي ورئيس التحرير سامي العثمان

اذا تحدثنا عن السياسية الامريكية العربية في المتغيرات والثوابت واخذنا على سبيل المثال العلاقات السعودية الامريكية السعودية سنجد ان تلك العلاقات صحيح انها تمر بين فترة وفترة اخرى بفتور ولكنها تبقى ثابته باعتبار ان السياسة الامريكية بشكل عام يتغير شخصوص من يقود سياستها ولكنها تبقى ثابتة مهما تغيرت الشخوص،ومنذ تأسيس امريكا وحتى وقتنا الحاضر،فضلاً ان هناك علاقات اقتصادية وعسكرية وسياسية ذات جذور بعيدة وتاريخية، اضف لذلك كله هناك استثمارات سعودية ضخت في الاقتصاد الامريكي تتجاوز مئات المليارات والتي لو حجبت لضربت الاقتصاد الامريكي في مقتل،ناهيك عن تأسيس السعودية لمركز الامم المتحدة لمكافحة الارهاب الذي اسس بجهود ودعم السعودية دون غيرها،فضلاً عن المعلومات الاستخباراتية السعودية التي انقذت امريكا من كوارث ارهابية كادت ان تضربها في الداخل الامريكي،ولذلك اكاد اجزم بأن الخلافات السعودية الامريكية مهما بلغ مستواها فامريكا بحاجة للسعودية كحليف رئيسي ومؤثر ويقود العالمين العربي والاسلامي وفي ذات الوقت السعودية بحاجة لامريكا باعتبارها دولة صديقة وحليفه وقوة عظمى، بغض النظر. عن من يقود ادارتها وارادتها السياسية، التاريخ يقول ذلك.

محمد العرابي

المحلل السياسي ومستشار التحرير معالي/ أ محمد العرابي

بعد ١٠٠ يوم من تولي بايدن نستطيع ان نرصد بعض ملامح سياسته الخارجية الخاصة بالمنطقة :
-اعلان ان امريكا عادت قد يكون منطلق علي المنطقة ،في نفس الوقت نجد بعض محاولات الخروج او علي الاقل رفع اليد عن بعض المشاكل ومراقبتها بطريق غير مباشر مثل الاوضاع في ليبيًا.
-التأكيد علي قوة العلاقة الاستراتيجية بالدول الاساسية وان كان هذالايمنع التلويح من حين لآخر ببعض الكروت لممارسة الضغط طبقا للظروف .
-التأكيد التقليدي علي ضمان أمن اسرائيل وتفوقها النوعي علي جيرانها.
-اتباع اسلوب المبعوثين لمشاكل محددة مثل ايران واثيوبيا.
-موقف الغموض الايجابي من بعض مشاكل المنطقة مثل القضية الفلسطينية ،سد اثيوبيا.
-التربص بالتواجد الروسي ومدي علاقاته بدول المنطقة وابدأ عدم الارتياح من تطور علاقة دول المنطقة بروسيا.
-الانسحاب العسكري من العراق وافغانستان لاعطاء شعور عميق بنهج السياسة الخارجية المختلف والتعامل مع الداخل في الولايات المتحدة.
-الملف الايراني الاقتراب الحذر وعدم الحسم
-تركيا تراجعت اسهمها بعد ان كانت اداة اساسية لتنفيذ بعض خطوط الاستراتيجية الاميركية في المنطقة .
-لازالت المملكة ومصر يشكلان الحليف مع مسافه قد تطول او تقصر حسب الاوضاع في المنطقة.ووفقا لتطور بعض الملفات الجانبية التي تلازم التحالف الاستراتيجي .

لبني الطحلاوي

الكاتبة والباحثة ومستشارة التحريرأ/ لبنى الطحلاوي الجهني.

تأسست العلاقات السعودية الأمريكية الاستراتيجية قبل ٧٥ عاما، في عام ١٩٤٥، حيث التقى المؤسس الملك عبدالعزيز -رحمه الله- مع الرئيس روزفلت كما وقّعوا على مذكرة تفاهم تناقش عدة محاور، من أهمها الحق الفلسطيني في أرضه، وحقوق العرب المشروعة،، وغيرها من الأمور ذات الاهتمام المشترك.

ومن الطبيعي أن تشوب هذه العلاقة بعض التوترات من آن لآخر لتغير المصالح والمواقف تبعاً للأحداث التي تجد في الساحة العالمية .. لكن تظل السعودية وأمريكا يحافظان على ما بينهما من ثوابت راسخة و مصالح مشتركة بنيت منذ عهد المؤسس وذلك دفع إلى إقامة التحالف الاستراتيجي المهم بينهما وتوقيع مذكرات الدفاع في عهد الملك سعود، وبعده في عهد الملك فيصل، والتي مازالت قائمة الى اليوم من اجل الدفاع عن المصالح المشتركة للحفاظ على أمن واستقرار المنطقة والعالم، وتعلم واشنطن أن الرياض هي مفتاح الحسم وهذا الموقف أكده مسؤولون كبار في إدارات سابقة وحالية بأمريكا وتعلم امريكا المكانة التي تتمتع بها المملكة وثقلها السياسي ومدى تأثيرها في منطقة الشرق الأوسط والعالم..

ولذلك مهما تغيرت الإدارة الحاكمة في امريكا ديموقراطية كانت ام جمهورية .. تظل العلاقات بين البلدين تحكمها الثوابت والتحالفات القوية التي تحافظ على متانة وجوهر العلاقة بين البلدين التي تحكمهما مصالح كبرى ذات ابعاد استراتيجية هامة مما يجعل الحكومة الأمريكية والإدارات المتعاقبة جميعها حريصون بشدة على الحفاظ على علاقات متينة مع الحليف والشريك السعودي من اجل استقرار الشرق الأوسط والعالم ..
فالمملكة العربية السعودية افضل شريك في محاربة الإرهاب الذي يهدد الشرق الأوسط والعالم وما قامت به المملكة العربية السعودية من جهود في محاربة الإرهاب والتطرف لم تقوم به اي من دول العالم ..
تميزت سياسة المملكة عبر تاريخها الطويل بالحكمة والعقلانية كما يتمتع حكامها عبر التاريخ بالثقة والمصداقية والشفافية .. وما قدمته المملكة اليوم ومن خلال ترأسها مجموعة العشرين الاقتصادية أثبتت للعالم انها دولة صاحبة رسالة عظيمة دولة استثنائية تتحمل مسؤوليات جسام وتسعى لحل المشكلات التي تواجه دول العالم .. فهي اكبر من يساهم في تقديم المساعدات للدول الفقيرة .. والدول المنكوبة .. كما قامت بدور استثنائي في مواجهة جائحة كورونا على المستوى الداخلي وعلى مستوى العالم .. ولذلك تتمتع المملكة العربية السعودية بمكانة مميزة بين دول العالم قائمة على الاحترام والثقة لا سيما ماتحظى به من تقدير من الولايات المتحدة الأمريكية .. ولذلك مهما حدث من توترات من وقت لآخر بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية .. تظل المملكة العربية السعودية الحليف والشريك الأهم للعب اكبر الأدوار في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم. . والشريك الأقوى والأهم في تجنيب المنطقة والعالم خطر الإرهاب العابر للحدود .. وتؤكد امريكا دائماً على التزامها بحماية المملكة والوقوف الى جانبها والدفاع عن امنها وعن كل ما يهدد استقرارها والوقوف في وجه كل متربص بها ..

هناك ثوابت وتحالفات ومصالح كبرى تجمع بين البلدين لا يمكن ان تتغير او تتراجع بتغير الإدارة الأمريكية التي تحكم كونها ديموقراطية او جمهورية .. العلاقات الأمريكية السعودية اكبر بكثير من ذلك واعمق وامتن
لا تغيرها خلافات عابرة او تصريحات يساء تفسيرها او بعض الأحداث التي تطرأ على الساحة ..

انمار الدروبي
انمار الدروبي

المحلل السياسي ونائب رئيس التحرير الدكتور أنمار الدروبي.

لا نريد التكهن بالنتائج فالسياسة علم معقد يستند إلى معادلات معقدة ومتغيرات وحسابات اختزال تاريخي وحتى فرضيات جبرية لا يفهمها غوغاء الحملات الانتخابية ومطبلين الحروب والدخلاء على علم السياسة الذين لا يجيدون غير استعراض عضلاتهم في القنوات الفضائية.
كان الصراع بين الشيوعية والإمبريالية صراعا أيديولوجيا بين نظام اشتراكي ونظام رأسمالي، وكانت الدول تدور في فلكيهما تبعا لطبيعة أنظمتها بما فرضته المصالح وما ترشّح عن السياسة العالمية عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية، أو ما كان يترتب جرّاء الحرب الباردة بين القطبين والمتغيرات التي طرأت بسبب ثورات التحرر. ثم بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وما تمخّض عن تفكك الدول المنضوية تحت مظلته وانضمام بعضها للاتحاد الأوربي، إضافة لتساقط أنظمة راديكالية سمحت لنفسها بالاستقلال وفق منظور الحياد وعدم الانحياز، ومع التغيرات الكبيرة المتوالية التي عصفت بالشرق الأوسط والوطن العربي منذ احتلال العراق في 2003 وتدميره من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وما تلا هذا الاحتلال من تداعيات لازال العالم يشهدها.
الثابت في السياسة الأمريكية في العالم العربي:
إن كلفت ما تنفقه امريكا عسكريا يفوق أضعاف الاستفادة من النفط. بيد أن أمريكا حاليا أكبر منتج للبترول ولديها أكبر مخزون عالمي للطاقة، وأن هدف الولايات المتحدة الأمريكية ليس اقتصاديا في الوطن العربي بل الهدف استراتيجي لغرض الهيمنة الإمبريالية ومسك زمام أمور العالم، والوطن العربي هو قلب العالم النابض الذي تتشابك فيه جميع الشرايين والأوردة. وعليه الآتي:
1. أمريكا لا تحارب من أجل البترول ومن يضع هذا المبدأ مبررا للتواجد الأمريكي في المنطقة العربية فهو واهم، وإنما دين العرب هو الهدف لإسرائيل ويجب تدمير هذا الدين.
2. الحفاظ على المصالح الأمريكية ونفوذها الجيوسياسي على ساحة الشرق الأوسط والساحة العربية.
3. وجود إسرائيل وضمان أمنها والحفاظ على مصالحها. هذا لو كان الهدف هو منح اليهود وطن بحدود رمزية لا تتجاوز ما كانت عليه السامرة واليهودية قبل السبي البابلي، لكن مشاريع السياسة تختلف وتحقيقها يتطلب مراحل وأجندات لكل مرحلة بتفاصيل سيناريوهات مسبقة يتم تنفيذها أو تمثيلها على أرض الواقع.
4. التآمر على الأمة العربية عبر عملائها وأبرز عملاء أمريكا في المنطقة هما (تركيا وإيران).
5. منذ ثمانية وثلاثين عاما، أي منذ وصول الخميني ونحن نعيش حالة كوميدية من التهديد والوعيد بين صقور البيت الأبيض وبين طهران، ولكنها ليس أكثر من معارك كلامية ظلت حبيسة ضمن دائرة الإعلام فقط، بينما الضربات الحقيقية المدمرة كانت ومازالت ضد الدول العربية.
في الحقيقة أنه وبعد مضي أكثر من قرن على سقوط الاتحاد السوفيتي وتفرّد الولايات المتحدة الأمريكية بقيادة العالم وتغيير موازين القوى في العالم. فإن العبث الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط عموما ومنطقتنا العربية بصورة خاصة نتيجة للسياسات الخاطئة للولايات المتحدة الأمريكية وما رافقه من تخبّط سياسي نتج عنه زلازل في عموم منطقتنا العربية وأدت الى دمار هائل يعجز العالم عن معالجة اضراره أو خلق معادلة جديدة تضفي إلى استقرار بديل عنه فهذا هو (الثابت في السياسة الأمريكية في العالم العربي). بدأ في أفغانستان ثم احتلال العراق بدون أي مبررات أو مسوغات قانونية دولية تسمح بذلك، وليس آخرا بإطلاق يد إيران في التوغل بأربع دول عربية (العراق، سوريا، لبنان، اليمن) من خلال ميليشياتها، إضافة إلى التدخلات التركية في ليبيا وسوريا. بسبب هذا العبث فشلت أمريكا في فرض هيمنتها حيث لم تستطيع سد الفراغ الجيوسياسي الذي حدث بزوال الدولة و النظام السياسي في هذه الدول وقد تمت تعبئة ذلك الفراغ بحشوه من القوى المتناقضة الذي تسبب تراكمها وتقاطعها مع ارتباطاتها الأيديولوجية بتداعيات جعلت من الساحة العربية بؤرة استقطاب لكل أجندات التطرف بمختلف اتجاهاتها الفكرية والطائفية، وتحولت الدول المذكورة آنفا الى ساحة صراع دولية من خلال حروب الوكالة باستثمار تناقض القوى وتجنيدها وتمويلها من أجل تحقيق أهداف تخدم استراتيجيات الدول الكبرى والإقليمية.  كما شهدنا ونشهد اليوم في سوريا وليبيا واليمن وربما سيشمل دول أخرى إذا لم يتوقف هذا العبث وتبدأ الولايات المتحدة الأمريكية بمراجعة سياستها وأخطائها وتصحيح مسارها بإعادة التوازن وفق رؤيا تنطلق من تلبية مطالب الشعوب مع الكف عن دعم الأنظمة الفاشية التي تلتحف بغطاء الدين (تركيا وإيران) بالسماح لها في ممارسة القمع ومصادرة الحريات وإحباط إرادة شعوبها.
كل شيء يحدث الآن أمام العين، لكن الأبصار تعمى عن ذلك، هذه هي سياسة أمريكا ومن لا يعلم خفاياها يسبح في برك الأوهام. وهنا سأذكر بعض الأمثلة البسيطة والواقعية للمؤامرة الأمريكية على الأمة:
لماذا لم يفتح ملف مجاهدي خلق في العراق؟؟
الجميع يعلم أن مجاهدي خلق في العراق باتوا تحت مظلة حماية القوات الأمريكية بعد عام 2003، حيث تم سحقهم وبتوجيه من إيران وأمام أنظار قوات التحالف الدولي في حينها لم يكن هناك ميليشيات، ثلاث معسكرات لمجاهدي خلق أبيدت بتعتيم أعلامي وبتنسيق استراتيجي كامل بين أمريكا وإيران.
عملية اغتيال على عبد الله صالح وتصفيته جسديا: من قبل جهة استخبارية تقع من ضمن هذه المؤامرة الشيطانية الثلاثية (امريكا واسرائيل وإيران). ولماذا لا يسعى صناع القرار السياسي في الولايات المتحدة إلى إنهاء أو القضاء على الإرهاب الحوثي في اليمن. وهذا كان واضح من خلال مراوغات المبعوث الدولي وتعزيز قوة الحوثي، لأنه كلما تستشعر امريكا الخطر على الحوثي، وإن القوات المسلحة السعودية على وشك سحق الحوثيين، تطلق عنان المفاوضات لكي تعيد تأهيلهم وتمويلهم.
المتغير في السياسة الأمريكية:
شواهد كثيرة وتداعيات متسارعة على مسرح الزيف السياسي تجعلنا نصل إلى حقيقة مهمة وهي، إن المعادلة السياسية القديمة لم تعد تصلح وتتماشى مع الوضع السياسي والعسكري في منطقة الشرق الأوسط بصورة عامة والمنطقة العربية تحديدا، حيث أن هذه المنطقة سوف تشهد الفترة القادمة أجندة وترتيبات، وفق معطيات جديدة بواقع القرار الذي ستفرضه البساطيل العسكرية وليست المعادلة السياسيّة.
ومن هذا المنطلق فإن صانع القرار السياسي في أمريكا يعلم جيدا أن المنطقة العربية لن تعيش بأمان، لأن الصراع لا يقف عند حدود إسرائيل والعرب؟ هنالك إيران الحالمة بالمجد الساساني، وتركيا التي تطمح الى استعادة عثمانيتها في عباءة عصريّة على قياسات الحداثة التي أسس نظامها كمال أتاتورك العلماني، وهنالك أيضا من يعتبر دويلات العرب سهما من غنائم الحرب العالمية الأولى والمعدلة بموجب سلسلة معاهدات واتفاقيات علنيّة وسريّة رغم شكليات الاستقلال الذي يعتّم على الحقيقة الاستعماري.

الفرضية الأولى للمتغير الأمريكي:
هل انتهى توظيف نظام الملالي ودوره الظلامي في حكم إيران؟ وكيف سيكون سيناريو إزالته لكي تبقى إيران في حضن الاستعمار العالمي وفق متطلبات المرحلة الجديدة مرحلة لمعادلة يتم نسجها وتنفيذها على ساحة الشرق الأوسط والوطن العربي؟ بعد أن منحت إيران امتياز العربدة على حساب العرب وضمان أمن اسرائيل وهذا كان من خلال الاتفاق النووي بين إيران والدول الخمسة الدائمة العضوية مع ألمانيا، بدليل أن الدول التي وقعت الاتفاق لم تعترض على التوغل الايراني في العراق وسوريا واليمن لأن ذلك ضمن الاتفاق.
ولمن يتقن علم حساب معادلات السياسة وفن تفكيك شفرات طلاسمها، سيجد النظام الإيراني على شاكلته المتخلفة زائدا لا يصلح استعماله في المرحلة القادمة، وإن إعادة تأهيل هذا النظام وترميمه ستكون أكثر كلفة من انتاج نظام جديد. إذا لم تبادر الدوائر التي أنتجته الى تنحيته سوف يكون معطلا ومعرقلا لمخططات المرحلة الجديدة.
الفرضية الثانية للمتغير الأمريكي:
سيشهد العالم فصلا دراماتيكيّا ساخنا على مسرح الشرق الأوسط، والوطن العربي خصوصا وسوف يبدأ العرض المسرحي بتقطيع أذرع إرهاب الميليشيات وفي ضجيج وصراخ واسع النطاق يشمل العراق وسوريا ولبنان واليمن وليبيا.
الفرضية الثالثة للمتغير الأمريكي:
استنادا إلى الفرضيتين السابقتين، فإن الحرب قادمة لا محال، فلم تعد منطقة الشرق الأوسط ومنطقتنا العربية تحديدا تحتمل المزيد من الفوضى بعد أن استهلكت الملايين من الأموات والمشردين في سجال تقاطع أجندات المشاريع الدولية والاقليميّة. إن الخطر الأكبر لا يتجسّد في وحشيّة النظام الإيراني والنظام التركي الجاثمة على شعوبنا العربية، فهذه الأنظمة ليست أكثر من وحوش مدجنة لدى من هو أخطر منها، تلك القوى الشريرة التي تمتص دماء الشعوب وتنهب مقدراتها وثروتها من خلال الأساليب المجردة عن الأخلاق والقيم الإنسانية.
إن هذا التحليل البالغ الأهميّة بما يتضمن لا ينفصل عن جملة الأحداث الدائرة في الشرق الأوسط والوطن العربي ولا عن تاريخ روسيا ودورها في السياسة العالميّة والعربية تحديدا سواء القريب بما كانت عليه إبان عهد الاتحاد السوفيتي أو السابق ما قبل الثورة البلشفية الشيوعية، من الخطأ أن يذهب تفكير البعض باتجاه فرض عودة الحرب الباردة ودخول العالم في سباق تسلح جديد رغم أن أحد اهداف خطاب بوتين لا يخلو من الترويج لبضاعة الروس العسكرية. الأهم في هذا الاستعراض يكمن بوضع العالم على مدار فلك سياسة القطبية المتعددة، فلا جدال على تحالف روسي مع الصين، ولا ريب بأن النظام الكوري الشمالي في أهميته للصين وروسيا يعادل قيمة إسرائيل الاستراتيجية لدى أمريكا، فهو يؤدي ضمن محيطه نفس الدور الجيوسياسي الذي تؤديه اسرائيل في الشرق الأوسط. سواء كون هذا النظام رأس حربة أو عامل لزعزعة الاستقرار السياسي. بينما كانت روسيا ترتب أوراقها مع مجموعة دول البريكس BRICS في خطوات اقتصادية حثيثة نحو تأسيس نظام عالمي ثنائي القطبية منذ العام 2009، كانت أمريكا مع مجموعة حلف الأطلسي تتخبط في ترميم نتائج أخطاء ما اقترفت سياستها في العراق وافغانستان، ولم تنتهي لنتيجة أكثر من تفاقم الكوارث وتداعيات أخرى تسببت في اندلاع حريق كبير شمل عدة دول في الشرق الاوسط لا تزال نيرانه تحرق الأخضر واليابس، بيد أنه لا توجد ملامح أو مؤشرات تشير الى استقرار المنطقة العربية  بسبب اختلال التوازن الاستراتيجي الذي أحدثته الولايات المتحدة الأمريكية، هذا الخلل الكبير خلق حالة من الرُعب والخوف لدى دول المنطقة وأباح لها التدخل السلبي في شؤون دول أخرى بذريعة الدفاع عن النفس واتقاء حالة الفوضى أو بدافع التوسع والهيمنة كما هو الحال في العراق وسوريا واليمن وليبيا. لا شيء يبيح لأمريكا بالتدخل وتحشيد قواتها العسكرية أكثر من دافع الهيمنة الاستعمارية والدفاع عن الجاليات اليهودية التي تم استجماعها من شتى بقاع العالم وحشرها في مستوطنات ضمن كيان دولة لا تتجانس مع محيطها الإقليمي. والأخطر من ذلك هو التجسيد الأسطوري لمشروع الحركة الصهيونية الذي أسس وجود هذه الدولة، فهو مشروع ديني يتناقض مع منطق التاريخ ويعادي جميع الشعوب والأمم بمنطلقات عقيدته العنصريّة، ونظيف دون تردد أو ارتياب بأن جميع ما تمر فيه منطقتنا من حروب وويلات أو تردّي وتخلف يرتبط مباشرة بعامل وجود هذا الكيان المدسوس في جسد الشرق الأوسط، فلم يكن احتلال وتدمير العراق الذي تداعت له سائر أمة العرب إلا من حيث كونه يشكل خطرا حقيقيا كان يهدد وجود اسرائيل. لم تعد الشعوب نائمة في سبات يسمح تمرير المخططات السريّة بدليل عجز وفشل الولايات المتحدة الأمريكية أن تخلق نظام دولة في العراق وأفغانستان. ولو راجعنا خطاب وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس آبان فترة حكم الرئيس الأمريكي ترمب، عن استراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية باعتبار الصين وروسيا أعداء في المقام الأول وبخطوة غريبة ومفاجئة تراجعت في وضع الإرهاب في العراق وسوريا على أولويّة المواجهة. لم تمضي إلا أيّام فكان الجواب الروسي على لسان الرئيس وفقا للنسق البوتيني المتبجّح بالعظمة ليعلن قطبيّة الاتحاد الروسي بصريح عبارة التصدّي لأي تهديد نووي يستهدف روسيا أو حلفائها بأشدّ امكانات الرد وبما تعجز وسائل الدفاع عن التصدي لسلاح تم تطويره سريّا في روسيا؟
وبناء عليه:
يجب على الولايات المتحدة الأمريكية أن تبدل سياستها في المنطقة العربية، وإن تتوقف عن دعم الأنظمة الإسلاموية، تلك الأنظمة التي تعشق الطائفية وتقدسها على إيقاع تطبيل التاريخ في كل فصول أكاذيب وزيف مسلسلاته التراجيدية. وعليه فإن العالم مقبل على حقبة تاريخيّة جديدة لا تنسجم مع العنصريّة بجميع عناوين تشدقها الديني والعرقي والثقافي. لابد من التعايش والسمو الإنساني فوق جميع الميول والتوجهات التي تصادر كرامة الانسان وتسلب حريته وحقه المقدّس بالعيش الكريم.

العميد ركن خليل الطائي

المحلل السياسي العميد ركن خليل الطائي.

الإستراتيجية الأمريكية تجاه الوطن العربي مرّت بعدة مراحل وفترات زمنية شهدت تقارب وتنافر في العديد من الملفات وتباينت المواقف من بلدٍ لآخر ، وقد شهدت السياسة الأمريكية تجاه بلدان وطننا العربي إجراءات متعددة ومتغيرة من بلد الى آخر شملت الانفتاح والتقارب والتفاهم مع بعض الدول ، والإحتواء والتحييد والعزل وصولاً إلى الإحتلال العسكري مع دول أخرى ، ولكن هذه المتغيرات في السياسة الأمريكية لم تكن ثابت إستراتيجي بقدر ما هي متغيرات ظرفية لتطويع نظام معين وتحذير أنظمة أخرى أو إرسال رسائل وصولاً للهدف المركزي والاستراتيجي التي تقوم عليها السياسة الأمريكية لتحقيق الغاية الرئيسية والثابت الإستراتيجي وفق قول (في السياسة لا يوجد صديق دائم أو عدو دائم بل توجد مصالح دائمة) .
ومن أهم الركائز التي بُنيت عليها السياسة الأمريكية في العالم العربي والتي إنعكست على الموقف الامريكي ليتّصف بالثبوت أو التغيير هو ثالوث (الديمقراطية – الإرهاب – إسرائيل) وتوظيفه بحسب المكان والزمان ،
فبعد هجمات برجي التجارة في الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 برز فجأةً مفهوم الإصلاح الديمقراطي في الوطن العربي باعتباره من الأولويات الضرورية للسياسة الخارجية الأميركية في المنطقة وبلداننا على وجه الخصوص لتكون أمريكا راعية تطبيق الديمقراطية في العالم العربي وأحد أهداف سياستها الخارجية المرتبطة بالأمن القومي الأمريكي ووفقاً لهذه الركيزة بنّت أمريكا علاقاتها وسياستها مع بلدان وطننا العربي ، وكان حصة العراق بشن حرب عسكرية واسعة لاحتلاله وتغيير نظام حكمه عام 2003 بذريعة الديمقراطية والحرية وحقوق الانسان لتتحول لاحقاً الى زرع نظام حكم مليشياوي يحرق الزرع والضرع ويجتث الحجر والبشر .
أما ركيزة الارهاب فقد تصرفت الولايات المتحدة معها وفق المبدأ الزئبقي ، فالحوثي وفق المفهوم الترامبي إرهابي أما وفق النظرية البايدنية فهو مواطن يبحث عن حرية العيش وحق السلطة وهو الحال ذاته مع المليشيات في العراق ولبنان وهذه النظرية تجعل منطقتنا تعيش في ديمومة الإرهاب ومتاهة اللاأمن وهي الحاجة الملحة لتنفيذ الاستراتيجية الأمريكية في وطننا ، ومن هنا إتصفت السياسة الامريكية بالتناقض بين المبادئ والمصالح، وأن الإدارات الأمريكية المتعاقبة سواء أكانت جمهورية أو ديمقراطية كثيراً ما ضحّت بالمبادئ الديمقراطية من أجل المصالح أو وظفت المبادئ في خدمة المصالح ، علماً أن سجل الولايات المتحدة الأمريكية القائم على التدخل العسكري لبناء الديمقراطيات هو سجل فقير وحالات الإخفاق فيه تفوق بكثير حالات النجاح ، هذا بالاضافة الى عنوان الحرب ضد الإرهاب التي تبنتها أمريكا في وطننا العربي قد خلقت ظروفاً وأوضاعاً ومجاميع خارجة عن القانون هددت الأمن المجتمعي والسلم الاهلي وسيادة الدول ، ولذلك كانت مخرجات شعار محاربة الإرهاب هو صناعة الإرهاب وتنويعه .
اما الركيزة الثالثة في ثالوث السياسة الامريكية تجاه وطنا العربي فهي (إسرائيل) هذا الكيان الضعيف الذي إستقوى ونما بفضل إنعكاسات السياسة الامريكية على علاقاتها مع دول وطننا فاسرائيل الخط الاحمر الذي لايجوز تجاوزه وهي ناقوس الخطر الذي يدق ليرسم طبيعة السياسة الامريكية مع هذا البلد أو ذاك ،
ومن هذا كله فقد سعت الولايات المتحدة لبناء تحالفاتها مع أي بلد في وطننا العربي وفقاً لمعاييرها ورؤيتها ومصالحها .

وهناك متغير وركيزة مهمة وحيوية أُدخِلتْ على ثالوث السياسة الأمريكية تجاه وطننا العربي والتي إتّصفت بمبدأ الارجوحة المتغير في المستويات والاستقرار والذي وظفته واشنطن في الابتزاز وشيطنة الخصوم ،
ألا وهي دور المملكة العربية السعودية ممثلةً بقيادتها الحكيمة وشعبها الوفي والذي تمكن من إضافة عامل الإقتصاد ممثلاً بالنفط وعنصر الحزم مثلاً بالقرار السياسي ليفرض متغيراً إستراتيجياً مؤثراً في السياسة الأمريكية وجعلت واشنطن تفكر الف مرة قبل القدوم على أي خطوة او إجراء في منطقتنا العربية وتُعيد الميزان السياسي في العلاقات الدولية الى وضعه الطبيعي ولتكون المملكة العربية السعودية هي صانعة القرار العربي والمؤثر في طبيعة السياسة الامريكية تجاه عالمنا العربي وإضفاء حالة الثبوت الجزئي عليها .
فالمملكة برؤيتها تسعى لاستبدال المبدأ الغربي
فرّق تسد الى
رؤية نتوحد لنتطور وننتصر .

يوسف شمص

رئيس الائتلاف الوطني العربي اللبناني أ/يؤسف شمص

 

حسن الشهري

المحلل السياسي العميد ركن حسن الشهري

من المفيد ان ننظر الى المتغيرات في البيئة الاستراتيجيه دوليا واقليميا قبل الحديث عن السياسه الامريكيه ،فمنذ تفكك الاتحاد السوفيتي وروسيا الاتحاديه تعمل لاستعادة مكانتها ورافق ذلك ظهور هائل في الصين أخل بشروط القطب الأوحد التي رسمتها واشنطن لنفسها طيلة عقدين من الزمان وحافظت عليها الاّان سياسة واشنطن تحولت من فرض الهيبه بالاقتصاد الى فرضها بالقوة العسكريه فاحتلت افغانستان ثم العراق وخسرت الكثير من القيم التي رسمتها لسياستها في المنطقه وترليونات الدولارات دون فائده والصين وروسيا تعملان بصمت والقياده الامريكيه خسرت حلفائها في الشرق الاوسط بالتخلي تدريجيا عن حلفائها وخاصة دول الخليج ومصر لحساب ايران وتركيا في عداء واضح للعرب وخصوصا في عهد الرئيس السابق اوباما وماسبتته سياسة واشنطن من تدمير للعديدمن الدول العربيه بدعم ثورات الدمار العربي الاانها تفاجأت بالموقف السعودي الصلب في البحرين ومصر واليمن وسوريا وليبيا وقطروغيرهم الذي توج بالرباعي العربي بالرغم من محاولة الرئيس ترامب لتعديل المسار الا انه حورب من اليسار الامريكي واليمين الاوروبي ولم يجد الوقت الكافي لظروف الجائحة وظهور قوتين فرضت واقعا جديدا قبل وبعد ذلك بدخول روسيا سوريا وقلب ظهر المجن ثم دخول الصين بقوة في ايران وعندما عاد اليسار الامريكي للبيت الابيض وجديده اقصر من تحقيق كامل المصالح الامريكيه في الشرق الاوسط فانتقل بايدن من سياسة الضغوط القصوى الى سياسة الاسترضاء لايران التي تشكل تهديدا جيوسياسيا لدول المنطقه من خلال برنامجها النووي والصاروخي وزعزة الاستقرار في المنطقه واذكر ان واشنطن ليس لها ثوابت في السياسه وهي تتحرك حاليا من خلال المصالح وبحذر باتجاه الصين وروسيا ومحاولة احياء حلف الناتو الذي كان ميتا سريريا
وفي المقابل تعمل قيادة بلادي المباركه وبصمت مع حليفاتها العربيه لاصلاح الاعوجاج وردم الفجوات لمجابهة كل المشاريع الهدامه في المنطقه وبفضل الله استطاعت السساسه السعوديه احداث توازن في البيئة الاستراتيجيه لصالح الممكله والدول العربيه والجميع بات يصغي حاليا مع صوت الحكمه والعقل والقوة السعوديه

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى