عاجلقضية و حوار

العرابي في حواره ل”العروبة اليوم” يجب عدم السماح بأن يكون السودان ساحة للتنافس الروسي الامريكي وتحت اي عنوان !

الدول السبع المُحيطة بالسودان لديها ما يكفيها من الانشغالات الداخلية

يبقى الحل في السودان
في الحوار بين الاطراف السودانية برئاسة ثلاثية مصرية سعودية اماراتية!

حوار/ سامي العثمان

الحوار مع القمم في عالم السياسة ذو شجون لاسيما اذا كان ذلك الشخص عراب السياسة ومهندس للسياسة المصرية وصاحب تجربة غنية وثرية كان وزيراً للخارجية ثم اصبح رئيساً لمجلس الشؤون الخارجية المصرية،تعامل وعالج العديد من الملفات السياسية العربية والدولية المعقدة بأدواته الرشيقة الناعمة، اخي وصديقي والمستشار السياسي لصحيفة العروبة اليوم والذي يعتبر قيمة مضافة للاعلام العربي معالي أ/ محمد العرابي وزير خارجية مصر السابق ورئيس مجلس الشؤون الخارجية يحدثكم في هذا الحوار الصحفي الغير مسبوق.

** في البداية كيف ترون اهمية استضافة مصر لقمة دول الجوار المباشر السودان يوم الخميس القادم وماهي توقعاتكم لنتائج هذه القمة الهامة جداً في هذه المرحلة ؟

  • الفكره كانت موجوده منذ اندلاع الاقتتال في السودان ،وكان اول اتصال اجراه فخامة ألرئيس السيسي برئيس جنوب السودان .
    تفاقم الوضع الداخلي في السودان سينعكس مباشرة على دول الجوار المباشر للسودان
    هذة الدول اما دول مستقبله للاشقاء من السودان او يحاول البعض استعمال الحدود المباشرة في تمرير الدعم والامدادات بما يصعد من حدة الاقتتال .
    مصر تؤيد الحل السلمي الذي سيدعم مفهوم الدوله الوطنية وهو ماتراه ايضا دول الجوار المباشر .
    البيان المصري يؤكد علي عدم التناقض مع المبادرات الاقليمية والدولية بل يري اهمية التكامل بينها.

** كيف تري الوضع في السودان مؤخرا؟؟
*تطورت الأمور بشكل سريع وانتقل الصراع إلى داخل المكون العسكري نفسه، وتحول الأمر إلى اقتتال بين أطراف المكون العسكري، وتبدلت حالة الحوار والاختلاف السياسي، لتتحول إلى الاقتتال بالأسلحة.

إنَّ الدمار الذي أصاب السودان الشقيق يضع البلاد أمام مفترق طرق حقيقي، وفي مواجهة اختبار قاسٍ للاختيار بين الدولة واللادولة، وهو ما يجب التحسب له بشدة، فالسيناريو القادم، إذا لم يتوقف الاقتتال، يبدو مُفزعاً، ومفتوحاً على الاحتمالات كافة.

صورة تجمع العرابي باحد محافظي المنوفية

** وبالنسبة للدول السابعة المجاورة للسودان هل لها دور في عوده الأوضاع للسودان ولو بشكل مؤقت؟؟
* تجد أن الدول السبع المُحيطة بالسودان، لديها ما يكفيها من الانشغالات الداخلية والضغوط الاقتصادية، فضلاً عن أن عدداً لا بأس به من دول جوار السودان يعاني من ظروف اقتصادية وأمنية بالغة الصعوبة، وبعضها لا يزال يشهد اقتتالاً داخلياً، وحروباً أهلية تجعل الوضع فيها مرشحاً للانفجار في أي وقت.
** هل مبادرة وقف إطلاق النار من بعض الدول من الممكن ان تجعل مفاوضات الأطراف السودانية في مراحل متقدمة؟؟
*وتبدو واحدة من مشكلات التعامل الإقليمي والدولي مع الأزمة السودانية حالياً هي أن بعض المبادرات المطروحة يتحدث عن وقف إطلاق النار فقط، من دون أن يتطرق إلى إيجاد حلول مستدامة لإحلال الاستقرار في الداخل السوداني، أو معالجة العوامل والأسباب التي دفعت إلى إشعال ذلك الصراع. وإذا ما بقيت أسباب الصراع دون علاج واقعي وحاسم، فإن احتمالات تجدده ستبقى قائمة إلى أمد بعيد.
** من وجه نظرك ما هي الحلول لحل الأزمة بالسودان؟؟
* يجب أن يكون السودان اهتماماً عربياً في المقام الأول، فالسودان كان ولا يزال جزءاً محورياً من مشروع عربي يستحق الدفاع عنه ومساندته في مواجهة مشاريع إقليمية غير عربية، وفقدان السودان وسقوطه في مستنقع الفوضى سيكون بلا شك ضربة قوية لمنظومة الأمن القومي العربي، وخصماً من رصيد المنطقة التي تحاول بالكاد أن تلملم ما بعثرته رياح العقد الماضي في العديد من الدول.

معالي الاستاذ محمد العرابي

** وما هي الدول العربية التي تستطيع أن تضع حلول للأزمة؟؟
* مستقبل السودان يمر بمنحنى خطير، وأن هناك ضرورة ماسة لتحرك دول عربية فاعلة لطرح حلول قابلة للتطبيق على الأرض، وربما نتوقع لجنة «تيسير الحوار بين الأطراف السودانية» من بعض الدول العربية، برئاسة ثلاثية من جانب مصر، والسعودية، والإمارات، لضمان بقاء الحل في السودان عربياً، وعدم ترك فراغ تتحرك قوى أخرى لملئه.
** في النهاية ماهي توقعاتك لمستقبل دوله السودان؟؟
* يجب عدم السماح بأن يكون السودان ساحة جديدة للتنافس الروسي – الأميركي. يجب على الجميع أن يدرك أيضاً أن سيناريوهات الخطر في السودان مفتوحة على الاحتمالات كافة، وربما نكون بصدد نموذج جديد لتقسيم الدول، ولو نجح – لا قدر الله – في السودان ستكون تداعيات ذلك التفكك خطيرة للغاية.

وفي الإطار ذاته فإن دولاً عدة، ومن بينها مصر، ترى أن احتمالات تقسيم السودان لا يمكن احتمالها، وتبدي تمسكاً صارماً بوحدة الأراضي السودانية، وترى أن انهيار الدولة الوطنية معناه دخول السودان في دوامة الفوضى، ما يعني أن إطالة أمد الاقتتال يمكن أن تتطور إلى ما لا تحمد عقباه.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى