عاجلقضية و حوار

العميد ركن خليل الطائي يكشف ل:العروبة اليوم” وضع المنطقة بعد مقتل الذراع الأيمن للمرشد الإيراني قاسم سليماني

مقتل الهالك سليماني والمهندس اول الغيث قطرة!

 

                                            بعد مقتل سليماني والمهندس الانتفاضة تزداد قوة وصلابة!

 

حوار / سامي العثمان

 

شخصية استراتيجية عسكرية سياسية عراقية وطنية عاش انتصارات العراق عندما هزم المشروع الفارسي ونهل من تلك التجربة الكثير، وعاش كذلك أيام الاحتلال الفارسي الذي أباد البشر والشجر والحجر ، وحرصت صحيفة “العروبة اليوم” علي محاوره الخبير الاستراتيجي العسكري والسياسي /العميد ركن خليل الطائي, ليكشف الوضع في المنطقة العربية بعد مقتل قائد فليق القدس قاسم سليماني وجاء الحوار كالتالي :  

 

 

س 1 كيف ترى المشهد العراقي السياسي حاليا في ظل الانتفاضة المباركة التي وحدت جميع المكونات العراقية ؟

 

*هناك ثوابت وحقائق ومتغيرات تتحكم في الملف العراقي لايمكن اغفالها ويجب ان تؤخذ بنظرالاعتبار عند قراءة المشهد السياسي في العراق ففي عراق اليوم المسلوب السيادة والارادة هناك مشهد متكامل (سياسي وأمني واقتصادي ومجتمعي) ولا يمكن فصل احدهما عن الاخر, فالعراق بلد محتل ومتأرجح بين احتلالين أمريكي وايراني يتصارعان على الجغرافية العراقية وكل منهما لديه أدواته والياته ولكن  النظام الايراني إنتهج استراتيجية التدرج المليشياوي في السيطرة على الدولة العراقية بدأً من الملف الامني وبشرعية عقائدية من مراجع الشيعة في (النجف) وبغطاء أمريكي وصولاً للسيطرة الجغرافية تحت إكذوبة محاربة الارهاب ثم تسللت للملف الاقتصادي والتعليمي ثم المرحلة الاخيرة وهي السيطرة السياسية وسلب القرار العراقي وجعله قراراً ايرانياً .

اما المتغيّر والذي هو في اصله ثابت فهو الشعب العراقي وانتمائهِ العروبي الذي توهم النظام الايراني بامكانية تغيير عقيدتهِ ونهجهِ وانتمائه وخاصة المكون الشيعي ولكن سرعان ما إندلعت احتجاجات شعبية في الاول من اكتوبر عام 2019م والتي كانت بداياتها في العاصمة العراقية (بغداد) وبعض المحافظات الجنوبية (البصرة وذي قار وميسان) لكنها سرعان ما إنتشرت لتشمل محافظات ( القادسية, كربلاء, النجف, بابل, واسط والمثنى) ولتتحول من احتجاجات الى انتفاضة وصولاً لثورة شعبية تضم جميع مكونات الشعب العراقي الذين استطاعوا ان يوحدوا صفوفهم ومطالبهم وهو إسقاط النظام السياسي ورموزه وإنهاء النفوذ الايراني الذي دمر البلاد والعباد , والمتغيّر المهم في هذه الثورة وانا أؤكد على مصطلح (الثورة) لانها تغيير جذري للمفاهيم الايرانية في العراق فحادثة إحراق القنصليات الايرانية في المحافظات ذات الغالبية الشيعية ليس امراً هيناً يتقبله نظام خامنئي خاصة عندما يشاهدون قنصليتهم وصور خامنئي وخميني تحرق وتدوس في الاقدام في اهم مدينة شيعة وهي (النجف) التي بات التومان الايراني العملة شبه الرسمية فيها هذا بالاضافة الى حرق كل ما له صلة بايران من مقرات تابعة للمليشيات الموالية لايران في الوقت الذي كان أذناب ايران يوهمون سيدهم خامنئي بان العراق بات ولاية ايرانية ضمن الامبراطورية الفارسية الجديدة .

فهذه الثورة التي وحّدت المكونات العراقية والتي تعتبر مؤشراً صحياً وصحوة وطنيةعلى عودة الوعي بعد أن حاولت السلطة الحاكمة وأحزابها وميليشياتها إحتكار الوعي العراقي وربطه بتفكيرها المعطوب وسياساتها الرثة وتبعيتها الايرانية المقيتة وهي الخطوة الاولى للانتقال بالعراق من دولة فاشلة مسلوبة السيادة إلى دولة عربية مستقلة تقف على خط الشروع لتحقيق التنمية المستدامة والديمقراطية الحقيقية وتوفير الحياة الحرة الكريمة في ظل نظام وطني كامل الاستقلالية والسيادة يحققه رجالات دولة لا زعامات مليشياوية تنتمي للعقيدة الخمينية وتنتهج السلوك والتصرفات الخامنئية .

صدام حسين

أما العملية السياسية في العراق فقد  باتت في مهب الريح حتى وإن اتفقت أحزاب السلطة ومليشياتها على نظام جديد فهو سيكون حلاً مؤقتاً وستظهر الخلافات بينهم  وستتشظى الكتل الشيعية والفصائل المليشياوية وستلجأ هذه الاحزاب والمليشيات لتغيير جلودها وتنتج تكتلات وإصطفافات جديدة لاتختلف عن عقيدتها ونهجها السابق وهي في حقيقة الامر محاولة مخادعة وتموية لتصدير إكذوبة التغيير السياسي ليعتمد البعض منها على تسويق بضاعته الفاسدة  ولكن هذا يوف لن بجدي نفعاً في ظل صمود وثبات الثورة الشعبية الرافضة للسرطان الايراني ولن تتمكن ايران من التحكم في المشهد بعد انكشاف عورتها أقليمياً ودولياً  ليُصبِح الشعب العراقي وشرفاءه  هو اللاعب والمتحكم الرئيس في نظام الحكم الجديد في العراق , ولكن في الوقت نفسه هذه الصورة المفرحة لايمكن ان تجعلنا متفائلين كثيراً فايران الشر وادواتها المليشياوية ومن أصطف معهم من أنظمة الحكم الاقليمي يسعون لاجهاض هذه الثورة وجر العراق لحالة الاقتتال الداخلي  وهذا سيزهق الكثير من أرواح الابرياء وسيضيف عبئاً على المنتفضين السلميين في مواجهة السلاح والارهاب والتصفيات , ولكن هذا هو حال جميع الثورات ومسببات نجاحها , وأيضاً لا يمكن ان نتجاهل المتغير الجديد وهو الخطأ الكبير الذي وقعت فيه المليشيات بمحاولة اقتحام السفارة الامريكية والتي تصرفت فيه بانصياع تام وسريع للاوامر الايرانية دون تدبير أو تفكير  والذي نتوقع ايضاً تصعيد من بعض المليشيات وفي مقدمتها مليشيا (حزب الله العراق) وباوامر ايرانية باستهداف جديد للقواعد العسكرية التي تتواجد فيها القوات الامريكية سواء في بغداد او المحافظات الاخرى وهذا ألامر يخدم ايران من خلال ادارة معركتها مع أمريكا من على الساحة العراقية خاصة وان العقوبات المفروضة عليها قد أتت أُكلها  ومستفيدةً من الصراع الداخلي الحزبي الأمريكي وهنا نتوقع ان تتخذ واشنطن متمثلةً بحكومة (ترامب) العديد من الإجراءات بحق هؤلاء المليشياويين ليس حباً بالعراق بل حفاضاً على قواتهم ومكانتهم في المنطقة ومعاقبة ايران وفي مقدمتها ارسال المزيد من القوات الأمريكية المحمولة والمنقولة جواً وهذا المتغير أن تحققت نتائجه فهو سيصب في مصلحة المنتفضين وسيدعم موقفهم السلمي الذي سيحرج المجتمع الدولي وبالتالي سيكون لزاماً عليهم اسناد التظاهرات سواء اعلامياً أو قانونياً ومحاسبة مرتكبي الجرائم بحقهم , وبعيداً عن العاطفة والتمنيات ومن خلال القراءة الواقعية والمشاركة الميدانية في الانتفاضة العراقية نحن متفاؤلون بهذه الثورة المباركة ونتوقع أن تنجح وتكون نتائجها في صالح العراق والعراقيين والعرب أجمعين .

 

احتجاجات ضد خامئني

س2 فماهو الحل لمواجهة هذا التهديد ؟

 

** نقول ان جميع الدول التي تواجه تهديدات محتملة تضع دراسات وخطط لمواجهتها بعد تقييم التهديد ومعرفة نوعه ووضع السبل لمواجهته وبحسب الامكانيات المتاحة فما بالك بالتهديد الايراني الواقع وليس المحتمل لدول المنطقة عامة والخليج العربي خاصة  فنحن كدول منطقة لدينا عدة امتيازات يمكن ان نتسلح بها في هذه الحرب الحقيقية فلدينا الروابط المشتركة وهي الدين واللغة والمصاهرة والتاريخ والجغرافية ونمتلك سلاح الاقتصاد الذي اذا وظّف بصورة صحيحة سيتحول لسلاح فتاك في مواجهة التهديدات والاطماع الاقليمية والدولية فما نحتاج له فقط وحدة القرار واستقلاليته والنوايا الصادقة ؟

والجواب لا ما نتمناه , بل ما سنفعله على ارض الواقع للدفاع عن الامة العربية والاسلامية فجميع الشعوب التي تضررت من هذه المليشيات مستعدة لمواجهتها وهذا

 

س3 يعطي أفضلية لمن سيقود المعركة .. فمن الفارس الذي سيسل سيفه لقيادة الحرب في المرحلة القادمة الحاسمة ؟

 

** المشهد في العراق بعد مقتل رؤوس الإرهاب قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس سيتمثل بموقف الأحزاب والمليشيات الموالية لايران فقط وسينخرط معهم البعض القليل من الزعامات السنية التي تحاول أن تنأى بنفسها من هكذا صراع وتنظم اليها القيادات الكردية لذلك ستكون  ردود الفعل في اليومين القادمين تصعييد إعلامي كبير من قبل المليشيات وأحزابها خاصة بعد إدانة مرجعية النجف للهجوم الأمريكي وسيتم توظيف الحدث لفرض أجنادتها بالقوة تحت يافطة مقاومة الإحتلال وإخراجه ، ولكن بعد عدة أيام سيعودون الى مخابئهم بإنتظار الأوامر الإيرانية  والتي بالتأكيد سيكون لها رد ..

وسيتم إفتعال حوادث في ساحات التظاهر لغرض قمعها بالقوة وإنهائها ولكن إن حدث هذا سيأمر الموقف وستزداد التظاهرات قوةً بالإضافة إلى القوة التي إكتسبتها من مقتل الارهابيان قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس وهذا سيعطي زخماً إضافياً سانداً للمنتفضين الرافضين للتواجد الإيراني ..

اشلاء سليماني بعد مقتله

س4 ليبيا العربية التي تواجه هجومًا شرسا من قبل المشروع التركي القطري الغربي لنهب مقدراتها ومكتسباتها من جهة ومن جهة أخرى محاصرة مصر والسيطرة على المتوسط ؟

 

** الجمهورية العربية الليبية هي منطقة الصراع الجديد فهي منطقة استراتيجية وحيوية من حيث الجغرافية والثروات والسكان وبعد قرار البرلمان التركي على ارسال قوات تركية الى ليبيا يكون الصراع قد دخل مرحلة حرجة جداً بعد الاتفاق بين حكومة السراج والجانب التركي وهنا نرى أن حكومة اردوغان لن تجازف بارسال قوات تركية كما يتم تداوله على الاقل في الوقت الحالي على الرغم من القرار هو ارسال القوات التركية خلال يومين لان هذا الاجراء يعتبر اعلان حرب وهذا قد يدفع مجلس الامن للانعقاد واتخاذ قرارات بهذا الشأن , لذلك نتوقع ان القرار التركي هو لغرض فرض الشروط وليس للتنفيذ  فهو سيقوم بارسال عناصر سورية ومن جنسيات أخرى غير التركية مع القليل من القادة الاتراك للاشراف وتسهيل المهام .

ولكن السؤال هنا ماذا سيكون موقف الجامعة العربية هل ستكتفي بالشجب والاستنكار ويقولون لليبيين .. أذهبو فقاتلوا نحن ها هنا قاعدون ..

والمطلوب في هذه الحالة موقف يتناسب والمسؤولية الملقاة على عاتقهم في اقلها ايجاد حل وسط بين الاطراف وجعل الشعب الليبي هو من يقرر شكل حكومته وهنا يتطلب موقف عسكري بدايته اجراء مناورات عسكرية فورية في البحر المتوسط بالذخيرة الحية على غرار المناورات المصرية مؤخراً لاظهار القوة لكل من يحاول أن يتدخل في بلداننا العربية , ودعم جمهورية مصر العربية لمواجهة هذا التهديد القريب منها  وان تبدأ التحركات الدبلوماسية العالية لتحشيد الرأي الدولي وصولاً لاصدار قرار من مجلس الامن بمنع التدخل الخارجي في الشأن الليبي وبخلاف ذلك ستذهب ليبيا في متاهة المفاوضات والتدخلات الحارجية وستكون سوريا أخرى وتتقسم جغرافياً وعرقياً كما يروج اليوم من قبل تركيا بالحفاظ على (كراغلة ليبيا) بالاشارة الى الاصول التركية وسنرى بعد ذلك تدخلات في دول عربية أخرى .

اتفاق أردوغان والسراج لتدمير ليبيا

 

س5 في ظل تخاذل بعض الدول العربية أمام الغزو الفارسي التركي الأخواني ! اين هو مشروعنا العربي السياسي والاعلامي والفكري ؟

 

** الموقف العربي متشظي سياسياً واعلامياً وفكرياً ففي الوقت الذي لايوجد أي إرتباط بيننا وبين إيران سوى الجوار لكنها استطاعت ان تتمدد مستغلةً التشيع المزيف وعقيدة سلب العقول وإجتثاث كينونة الانسان بينما يوجد بين دولنا العديد من الروابط والاواصر منها الجوار واللغة والدين والنسب والتاريخ لكن  نرى البعض يذهب لايران الشر والارهاب ليطبق مقولة (عدو عدوي صديقي) او تزييف وتدليس في القاعدة الفقهية (الضرورات تبيح المحضورات) وهذا ما رأيناه من بعض الدول التي ارتمت في أحضان الولي الفقيه وسارعت لترويج أفكاره وتدعم أدواته واذنابه سياسياً واعلامياً وتروّج له دولياً  مما ساهم في عجز عربي كبير يضاف له تخاذل بعض الدول العربية والاختباء تحت مسمى الحيادية في المواقف والنأي بالنفس ,

وفي نفس الوقت لا نرى أي مشروع عربي جامع يذهب بامتنا الى بر الامان فالمشروع العربي السياسي والاعلامي والفكري يتطلب تشخيص الخلل ووضع الخطط لمشروع عربي والابتعاد عن القرارات الشخصية والاستشارات الخاطئة التي تؤدي لنتائج وخيمة وعلينا أن نبتعد عن (الانا) ونذهب الى (نحن) وتوفير أرضية صالحة وبيئة ملائمة وادوات فاعلة وقيادة قادرة على توظيف الحدث وتحقيق الغايات وفق ظروف المرحلة الراهنة , ولنكون صريحين أكثر اليوم لايوجد مشروع عربي يواكب حجم التهديد ومدى خطورته فهناك من ينتظر أن يطرق الشر بابه ليتحرك والبعض الاخر ينتظر الاوامر من أمريكا ناهيك من ان هناك دول غربية ولوبي صهيوني يحول دون وجود هكذا مشروع عربي متكامل سياسي وأعلامي وفكري موحد ليقف في وجه التهديدات ويتصدى لها ويحجّم دورها ان لم يكن يقضي عليها ولكن هذا يجب ان لا يصيبنا بالتشاؤم والاحباط فهناك دول عربية لاتزال تتصدى للمشروع الفارسي ومن تحالف معه وان كانت مهمتها صعبة لكنها ليست مستحيلة وعلية يجب تقديم كل الجهود لمؤازرة هذه الدول وإن يقوم السياسيين والاعلاميين والمفكريين ممن هم خارج المنظومات الحكومية بتنظيم صفوفهم ووضع أهدافهم وحشد طاقاتهم وتهيأة الحواضن الشعبية لمواجهة هذا التهديد السرطاني المميت , وهنا قد يقول البعض ان هذا كلام نظري لايمكن تحقيقه وتطبيقه ونقول في لحظة تنازل بسيطة من هذا الطرف أو ذاك بعيداً عن المشاريع الايرانية والصهيونية سيكون فيه خلاصنا بعد التوكل على الله .

 

س6  ولكن السؤال هو كيف ومتى وأين ونوع الرد الذي ستقدم عليه إيران ؟؟

 

** وبما أن الحدث كبير ومهم لجميع الأطراف المعنية فالرد أيضاً سيكون بحجم الحدث  وستكون المرحلة المقبلة في المنطقة ليس كما كانت قبل مقتل (سليماني) والنظام الإيراني فالمقتول شخصية مهمة في (إيران) ويعتبر إبن الثورة الإيرانية التي جاء معها عام (1979م) وهو المرشح لخلافة رئيس الجمهورية (روحاني) ، ومعه قتل أبو مهدي المهندس الذي يعتبر القائد الفعلي لمليشيا الحسد الشيعي والمؤسس لمليشيا حزب الله العراق ..

وكذلك من أسباب الرد هو الحفاظ على ماء وجهها أمام أذرعها  ومليشياتها علماً أن إيران كانت دوما تبحث عن سبب للتصعيد مع واشنطن ولكن ليس بهكذا خسارة .

الآن (إيران)  هي من بيدها مبادرة الرد وهي من سيختار الوقت والمكان ونوع الهدف وسنشهد حرباً إستخباراتيةً على مستوٍ عالٍ في المنطقة جميعها .

فقد تقدم إيران لإستهداف القطع البحرية الأمريكية المتواجدة في المنطقة ، ولكن هذا سيكون ثمنه عالٍ على النظام الإيراني .

وقد تستهدف (إيران) أهداف تابعة لدول المنطقة (السعودية والامارات والبحرين) فايران طالما هددت دول المنطقة في حال تعرضها  لأي هجوم أمريكي فانها يترد باستهداف دول الخليج وهذا إحتمال مرجح تتمكن (إيران) من خلاله الهروب من العقاب الأمريكي ومحاولة إشراك دول المنطقة في صراعها مع أمريكا .

وقد تحرك (طهران) مليشياتها وأذرعها في مقدمتهم مليشيا (الحشد الشعبي) لاستهداف القوات الأمريكية والهيئات الدبلوماسية المتواجدة في العراق .

وقد تحرك مليشياتها (الحوثي وحزب الله اللبناني) بالاضافة لحركة (حماس) لتصعييد الموقف أمنياً .

وقد يكون هناك رد إيراني ولكن لا يتناسب وحجم خسارتها لكنها تضخمه إعلامياً والقبول بمفاوضات ووساطات تمكنها من تخفيف ضغط العقوبات الأمريكية عليها .

ولا نستبعد أن يكون إستهداف شخصيات أمريكية أو عربية (عسكربة أو مدنية) في جغرافيات غير متوقعة .

ميليشيات الحوثي

س7 الوضع في اليمن كيف تراه ؟

 

**الحالة اليمنية تؤثر فيه ثلاث محاور حالة دون إنهاء النزاع الذي تسبب في تدمير  البلاد وحوله من اليمن السعيد الى اليمن التعيس وهي :

أولاً . النظام الايراني وأذرعه المتمثلة بمليشيات الحوثي . فايران الشر وبعد سيطرتها على العراق وسوريا ولبنان تسعى للسيطرة الكاملة على اليمن ثم المغرب العربي بمساعدة الاخوان المسلمين الجدد وبهذا تكون قد أكملت الطوق الفارسي الصفوي على أمتنا العربية .

ثانياً . النظام الدولي المتمثل بالامم المتحدة . المجتمع الدولي يعتبر مليشيا الحوثي نظام حكم ويتعامل معه وفق هذا التوصيف وكلما ضاق الخناق عليه يسارع ممثل الامم المتحدة بايقاف العمليات العسكرية والدخول في متاهة المفاوضات اللامتناهية والسائبة النتائج ، ورأينا في كل مرة عندما بضيّق الخناق والحصار على مدينة وميناء الحديدة تأتي الامم المتحدة بحزمة مباحثات لا تسمن ولا تغني من جوع وبالتالي تستعيد المليشيات تنظيم صفوفها وتعزيز مواقفها العسكرية.

ثالثاً . المصالح الشخصية ممن يخدمه الوضع الحالي ويغذي منافعه الآنية . وهذا موجود في بعض ممن هو ضمن منظومة الحكم الشرعي في اليمن او من يتعامل معهم من تجار مواقف وأزمات ومنافع ومتغير الولاءات .

رابعاً . الدول الأقليمية التي تعادي دول التحالف العربي وتعكس هذا العداء على دعم مليشيات الحوثي ومن ثم إطالة معاناة أهلنا في اليمن ونصرت المشروع الصفوي في المنطقة .

هذه المحاور الداخلية والخارجية وقفت حجر عثرة في تحقيق النصر اليمني وبمساعدة التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية والتي تتحمل جراءه العديد من الإستحقاقات المالية والأمنية والسياسية ومعها دولة الامارات العربية المتحدة ، وهنا نرى الحل في هذا الجانب هو توسيع التحالف العربي من حيث عديد القوات والسلاح والمعدات ويتم هذا عن طريق الجامعة العربية وجعل الجامعة العربية طرف رئيس في التفاوض فهي دولة عربية وشأن عربي وهذا من حقنا وإستحقانا كعرب ، فلماذا نرى تركيا وايران وروسيا يتفاوضون في الملف السوري العربي ؟!

وعليه يحب توحيد القرارات والصفوف لمواجهة هذه المحاور الأربعة التي تسعى لتدمير اليمن وإنتزاع عروبته وإنتمائه .

 

س8 هل مليشيات الحشد الشعبي هو التهديد الاقليمي القادم ؟

 

** باتت الصورة واضحة والاهداف مكشوفة والاطماع معلنة فالحرب الدائرة في منطقتنا تقودها ايران ومن تحالف معها سراً وعلناً وباسناد من بعض دول المنطقة ذات الطموح السلطوي فقد سعت لانشاء جيوش طائفية موالية لها تتمدد من خلالها الى جغرافية المنطقة فطهران تجد نفسها جسم غريب في الوسط العربي حالها حال الكيان الصهيوني فبعد هزيمتها في حرب الثمانينات امام العراق انتقلت من استراتيجية القتال بقطعات محلية الى ادارة معارك متعددة ومتنوعة خارج حدودها الاقليمية بادوات مليشياوية انتجت لتعمل داخل دول الجوار وغيرها من البلدان ذات الاهتمام الايراني للتوسع نحوها جغرافيا وعقائديا, ومن هنا كانت الاستراتيجية الخمينية التي يسير عليها ولي الفقيه علي خامنئي هي ارباك واشغال العالم العربي والاسلامي والدولي بمشاكل واضطرابات سياسية وامنية وعسكرية .

ولهذا اعتمد نظام الملالي لتنيفذ استراتيجيته التوسعية اسلوب تعبية التدرج في انتاج المليشيات وتنوعها جغرافيا ومذهبيا وقوميا,فقد انتجت حزب الله اللبناني ومليشيا الحوثي ,ومليشيا الحشد الشيعي العراقي الذي هوخليط من فصائل مليشياوية أغلبها شيعية وتم تطغيمها بمسيحية وتركمانية انشئ البعض منها داخل ايران قبيل احتلال العراق والقسم الاخر بعد احتلال العراق, وهي اليوم تعد العدة لانتاج مليشيات سورية بالاضافة لخلاياها الفاعلة والنائمة المتواجدة في البحرين والكويت والسعودية ومصر ودول اخرى عربية واسلامية ,

وبهذه الادوات المليشياوية يسعى ولي الفقيه لتهديد الامن المجتمعي والسلم الاهلي في دول المنطقة من خلال إجتثاث نظام الدولة ونشر الفوضى السياسية والامنية وتشكيل بؤر ومؤوسسات مليشياوية مناطقية تتوسع من خلالها كما حدث ويحدث في العراق وسوريا واليمن .

كل هذا يشير الى ان إيران تتخذ التشيع سياسية وليس مذهب وخامنئي رجل سياسي وليس مرجع ديني لذلك أوكلت مهام ملامسة الجغرافية الخليجية لمليشيا (لحشد الشعبي) بقيادة هادي العامري زعيم فيلق بدر الايراني والجندي المطيع لطهران وجمال جعفر ابراهيمي المكنى بأبو  مهدي المهندس المطلوب من قبل الانتربول والمحكوم بالاعدام عام 1984 وزعامات مليشياوية ارهابية اخرى والتي انعكست عقيدتهم الارهابية والحاقدة على كل ماهو عربي واسلامي على نهج وسلوك وتصرفات عناصر منتسبيهم .

الحشد الشعبي

فقد سارعت هذه المليشيات بالتوجه صوب الحدود السورية وسيطروا على بعض المنافذ الحدودية ومنها (ام جريص) ثم التوجه جنوباً وسيطروا على (تل أصفوك)  وايضاً التقرب من غربي الانبار من  منطقة (K160) ومنطقة (H3) حتى وصلت مليشيا الحشد لوادي (جلام ) ووادي  (صواب) قرب منفذ الوليد العراقي في محاولة منها الالتقاء بقوات النظام السوري على الضفة الاخرى ومن ثم تحركت باتجاه عكاشات والرطبة والقائم ومعبر طريبيل الحدودي مع الاردن وتحركت باتجاه النخيب التي لديهم فيها مواقع وثكنات ثم التوجه الى منطقة عرعر باتجاه الحدود السعودية لتبدأ الصفحة الاهم وهي كامل الحدود (السعودية-العراقية) ابتداءاً من منطقة النهدين ثم جديدة عرعر والى المعانية ونصاب وصولا الى العوجة عند المثلث العراقي الكويتي السعودي ، وبهذا تكون الحدود السورية والاردنية والسعودية والكويتية تحت نفوذ مليشيا (الحشد الشيعي) النسخة المطورة من الحرس الثوري الايراني وليفرض طوقاً عسكرياً وامنياً مليشياوياً .

وبهذا الاجراء ستؤمن طهران لاذرعها المليشياوية حرية الحركة على الحدود الشمالية لدول الخليج العربي ولتكون جار السوء الاجباري للمملكة العربية السعودية والكويت جغرافياً

ولتكون مليشيا الحشد الشعبي السلاح المستقبلي الايراني لمهاجمة دول الخليج العربي .

 

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى