عاجلمقالات

المبادرة السعودية في الميزان؟

 

بالتركيز على قراءة واقع أحداث المنطقة سنجد دور المملكة العربية السعودية بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان هو الرئيسي على الأرض، بل أنه صمام الأمان الحقيقي ضد المشروع الإيراني الطائفي التوسعي في المنطقة وتحديدا في اليمن، ليدلل على حنكة ومهارة السياسة السعودية في تعاملها مع الأزمة اليمنية. لكن المكر السيء يحيق بأهله والسياسات الخاطئة تعقبها كوارث، ولاشيء يستقر بدون توازن ولايمكن تحقيق السلام إلا من خلال العدل، وهذا هو جوهر المبادرة السعودية لإنهاء الحرب في اليمن. حيث لا يوجد خيار استراتيجي لصانع القرار السياسي السعودي سوى أن تكون المملكة العربية السعودية مركز قيادة الأمة العربية والإسلامية، بتشكيل تحالفا مع الأمارات ومصر والبحرين، وهذا أفضل اختيار على كل المستويات السياسية والاقتصاية والاستراتيجيّة. فمتى تخرج إيران من الغيبوبة التاريخية وتعلم أن المملكة العربية السعودية قوة عظمى بتاريخها وإسلامها وعروبتها وبشعبها العظيم وقيادتها الحكيمة البطلة المتمثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
فحين يغلق طريق الأزمة، فلا بديل سوى أن ينفتح طريق آخر من قبل السعودية، لصناعة ثورة جديدة ليس فقط في لإنهاء الحرب اليمنية وحقن دماء الشعب اليمني، وإنما ثورة سعودية لصناعة الأمل في مستقبل مشرق لليمنيين.
إن الأساس فى أى تفاوض هو موازين القوى، من هنا جاءت المبادرة السعودية في حل الأزمة اليمنية..تلك المبادرة التي أثبتت وبكل المقاييس قوة المملكة العربية السعودية على أرض الحدث، فى حين سرى التمزق المهلك فى صفوف الحوثيين ، ولم يعد وجه مقارنة بين تفوق المملكة عسكريا وبين إنهيار ميليشيا الحوثي الإرهابية، حيث صار الحوثي شيئا من الهامش، لإيكاد أحد يسمع صوتهم، ولا يتلمس تأثيرهم بعد أن أصبحوا كالجرذان أمام ابطال القوات المسلحة السعودية.
بلا شك أن المبادرة السعودية العظيمة، لاتقتصر فقط بوقف نزيف الدم في اليمن، وإنما لكشف الحقيقة العارية للحوثيين أمام العالم، فهؤلاء قد جربهم الشعب اليمني وتجرع سم طائفيتهم.
وبما أن علاقة الحوثيون بملالي إيران علاقة خضوع إجبارى، فالعميل الحوثي قليل الحيلة، وكان من الأجدر به أن يحتمي بدفء المملكة العربية السعوديه وتاريخها المشرف، وعليه فإن المملكة لا تعترف بأى شرعية للحوثيين، وتعلم جيدا أنه لاأفق مفتوحة للتفاوض مع هذه الزمرة العميلة، فلا شئ يجبر السعودية على التفاوض مع هذه الجماعة العميلة سوى حقن دماء اليمنيين.
في الجانب الآخر من الرواية، لا تتعب نفسك فى السؤال عن الجواب المنتظر من الحوثيين، فهم الجماعة المضادة للأمة بصورة عامة وللشعب اليمني تحديدا، فهؤلاء لايريدون الاستماع إلا لصوت سيدهم الذي علمهم السحر خامنئي، لأنهم صناعة فارسية بامتياز، ولانعول على الدور الحوثي الذي لايملك عصا ولا جزرة. وربما لا تكون من حاجة إلى التفات كثير لما يفعله الحوثي، فقد تحولوا إلى جماعة مجرمة وفق عقائد أكثر إجراما، أنصاعوا إلى أوامر الفرس المجوس في خوض حرب مباشرة ضد الشعب اليمني والشعب السعودي ،فكانت نهايتهم إلى دار التهلكة.
في النهاية نعتقد أن الحل الوحيد هو تحرير أرض اليمن بالكامل من التوابع والشراذم الفارسية، وإقامة دولة ديمقراطية بعيدة عن التعصب الطائفي والمذهبي.
وتأسيسا لما تقدم، فإن العالم مقبل على حقبة تاريخيّة جديدة بقيادة المملكة العربية السعودية..تلك الحقبة التي لا تنسجم مع العنصريّة بجميع عناوين تشدقها الديني والعرقي والثقافي. وإن القيادة السياسية في السعودية إذ تدعو إلى التعايش والسمو الإنساني فوق جميع الميول والتوجهات التي تصادر كرامة الانسان وتسلب حريته وحقه المقدّس بالعيش الكريم.
ومن هنا سيشهد العالم زوال الشعوب التي تعشق الطائفية وتقدسها على إيقاع تطبيل التاريخ في كل فصول أكاذيب وزيف مسلسلاته التراجيدية.حتما سنشاهد عروض جديدة تناغم جهالة انحطاط عقولها السجينة في ظلام سراديب الطائفية الدينية.

بقلم: الكاتب والباحث السياسي
الدكتور: أنمار نزار الدروبي…

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى