عاجلقضية و حوار

المحلل السياسي العميد حسن الشهري في حوار جرئ وخاص ل”العروبة اليوم”

حوار / سامي العثمان

 

اتفاق الرياض الخيار الوحيد الذي يؤسس لمرحلة قادمة يستطيع اليمن من خلاله إنهاء الانقلاب!

 

لم يعد اليمن عروس العروبة !

 

كيف يمكن الخلاص من المشروع الفارسي التركي الاخواني !

 

عندما يكون الذي أمامك في الحوار محلل سياسي ومفكر استراتيجي يملك جميع أدوات وفنون التحليل السياسي الموضوعي العقلاني بعيداً عن الأمنيات والتمني التي احيانا تطغي على اي مفكر استراتيجي وتبعده عواطفه عن الجاده والواقع الحقيقي، تقف احترامًا واجلالاً لمن يتحكم في عواطفه لإظهار الحقائق كما هي وهذا هو ديدن ظيفي المفكر الاستراتيجي والمحلل السياسي العميد/حسن الشهري الذي يتحدث معكم من خلال هذا الحوار ويعبر عن وجهة نظره الشخصية، في العديد من الملفات اليمنية.

 

س/سعادة العميد كيف ترى المشهد السياسي في اليمن بعد اتفاق الرياض الأخير بين الفرقاء؟

** قبل الاجابه عن رؤيتي للمشهد اليمني بعد اتفاقية تسريع اتفاق الرياض الموقع قبل حوالي العام ،أؤكد انه لوحسنت النوايا وتم تنفيذ اتفاق الرياض لكانت الشرعيه قد قطعت شوطا كبيرا في تحديد وسائلها وتوحيد جهودها بإتجاه عدوها الاساسي وهو المليشيات الحوثيه الانقلابيه التابعه لايران

الاانه ظهر ان هناك طرفا يمنيا اخل بشروط التنفيذ وهم الاخوان المسلمين الذين يتلقون التعليمات والدعم من تنظيم الحمدين وتركيا ودول اقليمية اخرى منها ايران وصاحب ذلك تمدد هذا الطرف الى المحافظات المحرره ودعم الفوضى في المهره وصولا الى انشاء المعسكرات والتجنيد خارج اطار الشرعيه واستقبال الخبراء الاتراك بهدف تمكين تركيا من الوصول الى الجنوب وباب المندب في الوقت الذي التزم فيه المجلس الانتقالي بالاتفاق ونفذ اربعة اخماسه،وفي اطارالخيارات المتاحه دعت المملكه العربيه السعوديه اطراف الشرعيه وقدمت لها مبادرة لتسريع الية اتفاق الرياض والتي حظيت بقبول الاطراف اليمنيه وحظيت بدعما اقليميا ودوليا،ومع شديد الاسف لازال الطرف الذي عمل على محاولة نسف اتفاق الرياض يعمل بنفس الوتيره لتعطيل هذه الاليه واعماله ظاهره للعيان في تعز وشبوه وابين والمهره ،وان كنت لازلت متفائلا ان تتمكن الشرعيه من تنفيذ هذه الاليه المزمنه في شقها السياسي ثم الامني والعسكري وباقي بنود الاليه والتوجه لمواجهة الانقلابيين وتحرير شمال اليمن لان المليشيات استفادت من هذا العبث وتوسعت وثبتت اوتادها في اماكن جديده.

هل هذا يتناسب مع التوجه العام.

س/ ذكر معالي نائب رئيس للانتقالي الشيخ هاني بن بريك في حواري السابق معه بأن الأمور ذاهبة بالنسبة للجنوب لاتحاد فيدرالي كيف ترى ذلك؟

** قبل التفكير في التوجه الى اتحاد فيدرالي علينا ان ننظر الى مرتكزات الحل في اليمن (المبادره الخليجيه واليتها التنفيذيه، مخرجات مؤتمر الحوار الوطني اليمني، القرار ٢٢١٦ )لاستعادة الشرعيه في اليمن ودحر الانقلاب ،الا ان الحوار الوطني اقر بيمن اتحادي من ستة اقاليم والاهم ان الحوارالوطني اقر بضرورة البحث عن حلول للجنوب واعتقد ان المجلس الانتقالي ينطلق من ذلك وصولا الى غاية عظمى وهو العوده الى ماقبل عام ١٩٩٠ واعتقد ان المجلس الانتقالي يدرك ان لااحد بوسعه اقليميا ودوليا مساعدته في هذه المرحله لضغوط البيئة الاستراتيجيه في المستوى الدولي ،والوصول الى اتحاد فيدرالي مهم للغايه لخدمة جميع الاطراف وفي مقدمتهم الشعب اليمني في ظل هذا الاتحاد والوصول الى ذلك يحتاج الى نوايا حسنه وامتلاك الارادة والقدرة في اطار عملية عقلانيه تنتج استراتيجة وطنيه لتنفيذ هذا الهدف السياسي

 

س/ بكل صراحة وكما اعرف ان سعادتكم تميل لها دائما وكما نشاهد من خلال تحليلاتك السياسية كيف يمكن الخلاص من المشروع الاخواني الفارسي التركي في اليمن!وهل هذا ممكن في الزمن المنظور على الأقل ؟

** وجود الاخوان المسلمون في اليمن منذ خمسينات القرن الماضي  ويعمل بصمت حتى تكمن في عهد الرئيس الراحل على عبدالله صالح قبل ثلاثة عقود من ظهوره كحزب تحت مسمى التجمع اليمني للاصلاح ومٰكّن وتمكّن ايضا من تنظيم نفسه حتى اصبح ينافس اكبر الاحزاب اليمنيه المؤتمر ووصل الى كل محافظات اليمن والمشروع الفارسي بشكله الحالي ظهر للسطح في نهاية ثمانيات القرن الماضي عن طريق بدر الدين الحوثي بمعرفة الرئيس السابق بهدف احداث توازن داخلي لمصالح خاصه ثم وافق على انشاء حزب خاص بهم وان كانوا ينتمون الى دولة عميقه بدأت في اليمن في القرن الرابع للهجره،وخطورة هؤلاء سواءً الاخوان او الصفويين الجدد هي الادلجة واستخدام الدين لتحيق الاهداف السياسيه وصولا الى كرسي الحكم اما تحت الحكم باسم الله اوالتكفير واستباحة الدماء والاعراض وكلا الايدلوجيتان متغلغله الى العظم وخصوصا في الهضبه من تعز وصولا الى صعده وان كانا يختلفان في الوسائل الاانهما لايختلفان في الاهداف والمشهد اشهر من ان يدلل عليه حاليا في اليمن وقطر وتركيا وايران فالهدف تدمير الاسلام وبناء اسلام جديد يحقق مصالح الصهيونيه والماسونيه والصليبيه والامرواضح ان الاخوان المسلمين والصفويين الجدد هما اداة لاعداء الاسلام في المنطقه لتنفيذ اجندتهم واذا توحدت الجهود سيتم تدمير هذا المشروع المزدوج مع تقديم التضحيات وتحمل المزيد من التبعات والالتفاف حول المملكه العربيه السعوديه لتحظى شعوب المنطقه بحياة كريمة وامنه.

 

س/ قالوا زمان بأن اليمن عروس العروبة هل هذه المقولة لاتزال صحيحة؟

** اعتقد ان مقولة اليمن عروس العروبه قيلت قبل القرن الرابع الهجري وقبل تسلل الرسي من بلاد فارس لليمن وتاريخ اليمن الحديث هومحصل لتفاعل قياداته مع الشعب والذي لم يسجل فيه اي انجاز لاستثمار الانسان والمكان ولم يكن لتلك القيادات حتى الان القدره على التمييز بين الواقع والوهم  ولابين الممكن وغير الممكن وعليه كانت قيادات شكليه لاتحظى بالحد الادنى من الاحترام مما ادى الى تفسخ نسيج المجتمع.

لذا فلا ارى ان هذه المقوله تستقيم الان وان كان المستقبل يوحي بان هناك شكلا اجتماعيا بدأ يتبلور وان كان ببطء وانا اتمنى ان يحظى الشعب اليمني بما يستحق من الامن والتمنيه.

العميد حسن الشهري..

س/ هل تتفق مع استعادة دولة الجنوب وكما كانت سابقا دولة مستقلة عضو في جميع المحافل الدولية وعضو كذلك في الجامعة العربية ام مع فيدرالية قد تنجح او لاتنجح !

** استعادة دولة الجنوب  والعوده لماقبل ١٩٩٠ في ظل الاحداث المتسارعه والمؤثره على الجيوسياسيه اليمنيه وعودة بريطانيا للتأثير بعد غياب دام طيلة بقائها في الاتحاد الاوروبي واطلالة روسيا من جديد ورغبة امريكا بالتخلي عن المنطقه والتوجه شرقا باتجاه الصين بعد ان ادركت واشنطن الخطر القادم فهذا يعتمد على قدرة المجلس الانتقالي في التأثير في هذه البيئة المعقده ولكن ماهو ظاهر وممكن الان هو يمن اتحادي تحظى المحافظات بادارات ذاتيه في المجالات الخدميه والامنيه وتبقى العناصر السياديه بيد دولة اليمن الاتحادي والاهم هوسرعة تنفيذ الية اتفاق النار والابقاء على وقف اطلاق النار وما ارجوه ان يلتزم الجميع باتفاق الرياض لانه الخيار الوحيد الذي يؤسس لمرحلة قادمه يستطيع اليمن من انهاء الانقلاب وماتلا ذلك فهو شأن داخلي

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى