عاجلمقالات رئيس التحرير

انا و قناة الجزيرة

سامي العثمان


وانا أتواجد في القاهرة في أواخر التسعينات أصور عدد من حلقات برنامجي
( قضية وحوار ) الذي كان يبث عبر راديو وتلفزيون العرب، art، هاتفني أحد الأصدقاء من الرياض وذكر لي بأن قناة الجزيرة وهي في بداية بثها رشحتني للعمل معها كمراسل ومدير لمكتبها في السعودية، لاشك انني سررت بذلك كثيرا ولعدة أسباب أهمها ان قناة الجزيرة أذهلت العالم مع بداية ظهورها تقنياً وفنياً وإعلامياً ولم ينافسها في تلك المرحلة حتى القنوات العالمية، فضلاً أنها ضمت في ديسك أخبارها عمالقة المعدين والمذيعين في العالم العربي والغربي ،وعندما عدت للرياض زارني صديقي الذي بلغني بذلك ومعه خطاب موقع من أخي العزيز الذي احترمه كثيرا صاحب التجربة الإعلامية الغنية والثرية الاستاذ محمد جاسم العلي مدير عام قناة الجزيرة يعرض على الانضمام للجزيرة كمراسل لها في السعودية، وبإعتبار الملك سلمان حفظة الله كان يطلق عليه صديق الإعلاميين ووالدهم آثرت على نفسي أن أستشير جلالته عندما كان اميراً للرياض بهذا العرض، وبالفعل تواصلت مع معالي الدكتور ناصر الدواود نائب وزير الداخلية حالياً وكان حينها مديراً لمكتب جلالة الملك، في إمارة الرياض، وشرحت لمعاليه الامر ووعدني بانه سيعرض الموضوع على جلالة الملك سلمان يحفظة الله، والفعل تواصل معي بعدها بيومين وذكر لي بأن جلالتة أبدى مباركتة لهذه الخطوة، بعد ذلك بعثت بخطاب استقالة للشيخ صالح كامل الذي أعمل في قناته art والحقيقة انه لم يوافق في بداية الامر ولكن مع إصراري وافق عليها متمنياً لي التوفيق، وكان من نبل ووفاء الشيخ صالح كامل انه اتصل بي هاتفياً وقال لي بالحرف الواحد مكانك محفوظ وموجود في قناتك art متى ما أردت العودة، والفعل تواصلت مع مكتب الطيران الذي حجزت من خلاله الجزيرة تذكرة السفر من الرياض للدوحة وأبلغتهم برغبتي بالسفر للدوحة في أقرب رحلة، وغادرت الرياض للدوحة في اليوم التالي، أستقبلني في مطار الدوحة مندوب وزارة الخارجية وسيارة كتب عليها وزارة الخارجية حتى اعتقدت انني ضيف على الخارجية وليس على وزارة الاعلام! منذ البداية بدأت الشكوك تدب في فكري، المهم آسكنوني في احد اتعس فنادق الدوحة والذي رفضت بالطبع الإقامة فيه وأنتقلت شخصياً دون علمهم لفندق رامادا على حسابي الخاص، كانت هذه ثان صدمه إلا أن الخارجية أو الأعلام أستدركوا خطأهم وأعتذروا لي عن هذا الخطأ بإعتبار ان ذلك الفندق التعيس معد لإقامة الفنيين والمصورين العاملين في قناة الجزيرة

وكان عذر اقبح من ذنب، المهم في صباح اليوم التالي اصطحبني سائق للقناة وهناك شاهدت أسراب من البشر اغلبهم من مرتزقة الشمال لمست من رؤيتهم لي بعدم ارتياحهم لوجود سعودي بينهم، والتقيت الأستاذ محمد جاسم العلي مدير عام القناة الذي رحب بي كثيراً وشكرني على قبول أنضمامي للقناة كزميل ومراسل ومدير مكتب الحزيرة في السعودية إلا أنني أعترضت على مسمى مدير مكتب الجزيرة في السعودية وقلت له حرفياً أقبل أن أكون مراسلاً في البداية وبعد ذلك يتم تقيم الامر اذا كنت في حاجة لمكتب من عدمه ويبدو أنه أقتنع بهذا الطرح، ثم صحبني معه لتعريفى بأقسام القناة والتحرير والديسك، والمونتاج، وقسم المذيعين، أول شخصين عرفني عليهما كان فيصل قاسم وجمال ريان واحمد منصور المؤذن، فعلاً كانوا طواوييس وكانوا ينظرون لي بنظرات غريبة عجيبة صعب تفسيرها فعلاً عدا عن كونها رفض لوجود جسد خليجي بينهم ،ثم عرفني العلي بعد ذلك على جميل عازر الذي يبدو لك كهلاً طيباً ولكنه يخفي شياطين الأنس والجن في داخله، وكان من أطيب من قابلتهم فعلاً ويتصف بالأدب والأخلاق الرفيعة المذيع التونسي كريشان، ربما البيئة التونسية الطيبة كانت بالغة التأثير على طباعة، بعد ان اتفقت مع العلي على كل التفاصيل عدت للرياض في اليوم التالي محملاً بخطابات اعتمادي كمراسل للجزيرة في السعودية وخطاب أخر بتغطية مهرجان الجنادرية، إنما وأشعرت به ومنذ دخولي مبنى قناة الحزيرة بأنني غير مرحب به من قبل مرتزقة وخونة الشمال!

غداً باذن الله موعدكم مع الجزء الثاني من
“انا والجزيرة “

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى