ثورة الشعب الاحوازي مستمرة ضد الاحتلال الغاشم الايراني

كتب/ سامي العثمان
عندما يكون الحوار مع شخصية تجتمع في شخصيتها جميع عناصر التفوق والتميز. يضاف لها ادواتها ومفرداتها الاعلامية والدبلوماسية والفكرية،اتاحت لها ان تتبوء مكانه عاليه في وجدان وطنها وفي وجدان الامة العربية، كان لي شرف معرفتها منذ سنوات وقد استضفتها في احد القنوات الفضائية عندما كنت اقدم واعد احد برامجها السياسية.، وكان ذلك لاول مره وكانت الحلقة تدور حول احداث البحرين والفتنة التي زرعها ارهابي ملالي ايران في البحرين حينها، من اول لقاء ذكرتني برئيسة وزراء بريطانيا سابقاً مرغريت تاتشر لاعلم لماذا ولكن هكذا شعرت للوهلة الاولى، اليوم يطيب لي ان التقي مجدداً بهذه الشخصية الالمعية معالي أ/ سميرة رجب وزيرة الاعلام البحريني سابقاً من خلال سؤالي لها
• كيف ترى الوضع في اقليمنا العربي الاحواز الذي انتفض خلال الايام الماضية و الذي ذاق ويلات المحتل الفارسي الارهابي لارض عربية وكل شيء في مفاصلها ينطق بالعربية؟
** كان احتلال الفرس للاحواز، وكامل تراب عربستان، العربية في عام ١٩٢٥ صفقة بريطانية صرفة في ظل الصراع الانجليزي ضد النفوذ الامبراطوري الروسي في البداية، ثم ضد النفوذ السوفييتي لاحقا، بعد نجاح الثورة البلشفية، خوفا من وصول السوفييت الى نفط عربستان.
تمكن الانجليز من استثمار الظروف الدولية والاقليمية، بما يضمن لهم نجاح الصفقة دون ازعاجات، كعادة الانجليز في ترتيب اوضاع مستعمراتهم وتنفيذ سياساتهم دائما.
جاء احتلال عربستان في ظل ظروف الحالة الانتقالية للنظام الدولي حينذاك، في فترة ما بين الحربين العالميتين الاولى والثانية، على النستوى الدولي، و في ظل ظروف تحولات سايكس بيكو الاستعمارية على الميتوى الاقليمي، حيث العرب مفككين سياسيا، غير مستقرين اقتصاديا، وغير ملمين بأمر حاضرهم ولا مستقبلهم.
لذلك مر امر احتلال عربستان، الواقعة على طول الساحل الشرقي للخليج العربي، في اكثر فترات العرب ضعفا، وتماهيا، مع ظروف دولية غير واضحة المعالم.، فلم يلقى اي اعتراض دولي، ولا اي مقاومة اقليمية… ولكن الشعب العربي الاحوازي بدأ المقاومة منذ اليوم الاول… ولم تتوقف هذه المقاومة حتى يومنا هذا، اي على مدار قرن من الزمان…
وثورة الشعب الاحوازي البطل اليوم استمرار لحالة المقاومة التي لم تنقطع يوما ضد الاحتلال الايراني الغاشم، الذي مارس كل احقاده التاريخية ضد العرب على هذا الشعب العربي الاصيل، فجرده من هويته وتاريخه ومستقبله، وتفنن في تعذيبه وتجويعه وسرقة ثرواته، كما لم يفعل احتلال في التاريخ.
من المؤسف ان لا يتحرك العرب، ولا تتحرك الجامعة العربية اليوم لنصرة شعب عربي ثائر من اجل حريته واستقلاله من ابشع احتلال مر في تاريخ البشرية… وهذه فرصة يضعها الشعب الاحوازي امامنا، علينا ان نجيد استثمارها ضمن مشروع طويل المدى في مواجهة الجشع والطغيان الفارسي ضد الامة العربية عموما.