حكايتي مع سلطنة عمان و السيب ونزوى!

سامي العثمان

ابتدأت حكايتي مع سلطنة عمان عندما دعاني نائب رئيس الوزراء الشيخ قيس الزواوي – عندما التقيت معاليه في الرياض في أحد اجتماعات وزراء مجلس التعاون الخليجي – لزيارة عمان، وبالفعل لبيت دعوة معاليه الكريمة، استقبلني في مطار مسقط مندوب من وزارة الاعلام، وحينها كانت التأشيرات مطلوبة لكل من يزور عمان حتى من أبناء دول الخليج وهذا ما عرفته عند وصولي لمطار مسقط، ذهب بي مندوب الإعلام للمكان المخصص لإقامتي وكان في فندق انتر كونتننتال السيب والذي كان معدًا لإقامة رؤساء الدول الخليجية في القمة الخليجية المزمع إقامتها في حينه، ومن الصباح الباكر كنت في مكتب معالي وزير الإعلام للسلام عليه وإجراء حوار معه، وتناولت الغذاء مع معاليه، وانصرفت على أمل اللقاء به مجددًا، وفي ثاني يوم التقيت معالي وزير الخارجية يوسف بن علوي شخصية سياسية محنكة تتسم بفن الحوار والأخلاق العالية التي بالفعل تُخجِل كل من يتعامل معه، بساطة وتواضع جم وتعاملٌ راقٍ بكل ماتعنيه الكلمة، وأجريت معه حوارًا غلب عليه الدبلوماسية الصرفه، وفنون السياسة وذكاء التعامل مع أي سؤال أطرحه على معاليه، وفي يومي الثالث في مسقط التقيت أبا السياسة العمانية المفكر صاحب الرؤى الثاقبة والبعيدة المدى والذي يحمل أحلام عمان فيما يتعلق بالتطوير والتنمية، رحب بي معالي قيس الزواوي رحمه الله أيما ترحيب ودعاني لتناول الغذاء معه، تميز معاليه وكما يعرفه الجميع كذلك بالبساطة والتواضع يُشعرك ولأول وهلة أنه والدك وقريب جداً منك، فعلاً كان رحمه الله من الشخصيات التي قلما يجود بها الزمن في عصرنا الحالي، عندما عدت للفندق وجدت اتصالاً من الإعلامي الكبير والشاعر المتميز والمبدع الاستاذ/ عبدالله صخر العامري الذي كان حينها رئيس تحرير صحيفة عمان، مباشرة تواصلت معه ودعاني لزيارته في مكتبه بصحيفة عمان وبالفعل قمت مساء ذلك اليوم بزيارته، حقيقةً هذا الشخص من الصعب جدًا قراءته فهو فنان، مذيع، مثقف، شاعر، كاتب، أديب، يملك مفردات وأدوات الفكر والثقافة والأدب والفن والسياسة بجميع تفاصيلها، دعاني بدءًا من يوم غد أن يصحبني لزيارة نزوى، كنت أسمع كثيراً عن نزوى وسعدت كثيرًا بزيارتها، وبالفعل توجهنا يوم غدٍ لزيارة نزوى التي تبعد ساعتين تقريبًا عن مسقط، تجولنا في نزوى وشاهدنا معالمها التاريخية, فقد كانت تسمى “بيضة الإسلام”؛ وذلك بسبب نشاطها الفكري والإسلامي كما خرج منها الكثير من علماء وفقهاء الإمة، وكانت سابقًا العاصمة السياسية لعمان، وقد أطلق عليها سلطان عمان قابوس رحمه الله مدينة العلم والتراث، وذلك لكونها مركزًا للعلم والحضارة، ومستودعًا للتراث الإنساني، بعد هذه الجولة التي صاحبني فيها استاذنا الكبير الإعلامي/عبدالله صخر العامري عدنا لمسقط وقد كان حفل سمر أقامه صديقنا العامري في مزرعتة في منطقة السيب جمع بعض النخب العمانية، فنانين، شعراء، كتاب، صحفيين، مذيعين كان فعلاً عرسًا ثقافيًّا فكريًّا فنيًّا وإعلاميًّا لايكرره الزمن.
وفي اليو التالي لتلك الأمسية والعرس العماني غادرت مسقط عائدًا إلى الرياض وأنا أحمل أجمل الذكريات والمحطات الإعلامية التي مررت بها.