حكايتي مع لبنان وفخامة الرئيس أمين الجميل!

سامي العثمان

في صيف 2012 كنت في بيروت وكنت فعلاً تواقًا لزيارة بعض النخب السياسية اللبنانية وإجراء حوارٍ صحفيٍّ معهم، وكان على رأسهم حينها الرئيس أمين الجميل، دولة الرئيس اللواء عصام أبو جمرة، دولة الرئيس سليم الحص، وغيرهم، وكان المدخل لتلك اللقاءات صديقي وأستاذي رئيس تحرير صحيفة اللواء صلاح سلام الذي رتب لي هذه اللقاءات، وبالفعل كان أول لقاء مع فخامة الرئيس أمين الجميل الذي زرته في منزله في بكفيا في الجبل، والذي ورثه عن والده وأجداده منزل تراثي عاش جميع الحِقَب التي مرت بلبنان وكان شاهدًا عليها، انما كان منزلاً في قمة الروعة الهندسية الكلاسيكية، رحب بي الرئيس كثيرًا وتحدثت معه في عدة ملفات وعن الإحداث الساخنة التي تمر لها لبنان لاسيما محاولات اغتياله من قبل النظام السوري، وكذلك اغتيال شقيقة بشير الذي كان رئيسًا كذلك للبنان وابنه والاغتيالات التي ضربت أسرة ال الجميل، إنما ما أدهشني حقًا عندما فاجئني الرئيس الجميل وذكر لي بأن أسرة آل جميل أصولها من قبيلة شمر، وقد هاجروا من مئات السنيين إلى لبنان، بالرغم من كونه ينتمي للديانة المسيحية، الحقيقة كان حواري مع الرئيس الجميل تغلب عليه الصراحة المتناهية فيما يتعلق بالمشهد السياسي اللبناني حينها، وكيف أن إيران سيطرت تمامًا على القرار السياسي وكيف يتلقى تهديدات مستمرة من حزب اللات وحسن حزباله، وكيف أن النظام السوري ومنذ عهد الهالك حافظ الأسد كان عدوًا للبنان والعرب، وكيف أنه ينفذ أجندة إيران في لبنان بكل تفاصيلها وهذا ما ورّثه لابنه بشار، وكيف دمر النظام السوري لبنان أيام الوصاية عليه، وجعل اللبنانيين يفقدون هويتهم بعد أن تم تهجيرهم لأصقاع الدنيا، بعدها تحدثنا عن اتفاق الطائف الذي كان الجميل عرّاباً له، والذي توافق عليه اللبنانيون برعايةٍ عربية ودولية، لعبت السعودية دورًا محوريًّا في هذا الاتفاق، كما شدد فخامتة على السرطان الإيراني الذي يريد ابتلاع العالم العربي، من لبنان لسوريا للعراق لليمن. إلا أن الرئيس عاد وأكد بأن الحلم الفارسي لن يستمر حسب ما يقوله التاريخ، بعد هذا اللقاء الحافل مع شخصية سياسية عبقرية قدمت ولاتزال للبنان مبادارات تدفع باتجاه السلام والأمن والاستقرار والتنمية في ظل عدوٍّ لدود للبنان وعروبته وانتمائه لعمقه الاستراتيجي العربي، ودّعت فخامته على أن التقي به مجدداً قبل عودتي للسعودية.
موعدكم غدًا مع حكايتي في لبنان وحواري مع الرئيس سليم الحص، تحياتي للجميع.