د ظافر العجمي في حوار ل”العروبة اليوم” السعودية تؤكد استقلال قرارتها!
الغرب يدرك عندما تريد السعودية ان تكون نووية سوف تصبح كذلك!

الحوار مع شخصية سياسية مخضرمة تملك جميع ادوات ومقدرات فنون السياسة ليس بالامر السهل لعدة اعتبارات اولها ان المتحدث معك يملك مخزون كبير في العديد من الملفات التي يتفنن في عرضها والتي بالضرورة تقنع المتلقي لما تملك من معلومات دقيقة تشخص الواقع العربي الذي نعيشه، اترككم مع ضيفي وضيفكم اخي العزيز المحلل السياسي الكويتي / د ظافر العجمي
حوار/سامي العثمان
س/ في ظل التحدي والدعم الامريكي الحالي والواضح للمشروع الفارسي الايراني وشيطنة الحوثي للهجوم الفاشل على السعودية؟ كيف تقرأ ذلك؟
ج / خلق الفراغ الأمريكي في السعودية أكبر من بايدن ومن الديمقراطيين أنفسهم, ومازال للسعودية ثقل وقوة لدي الولايات المتحدة الأمريكية من خلال أكثر من جهة إذا تبني الجمهوريين مساند للسعودية كمل نستطيع أيضا أن نحسب المجمع الصناعي العسكري, والمجمع الصناعي النفطي, ورؤس الأموال, جميعها تصب في صالح المملكة, بعكس الديمقراطيين الذين يؤيدون التوجه الإيراني.وسبب هذا التوجه أن بايدن ومن قبله أوباما كان يريدون تحقيق إختراق في العلاقات الأمريكية الإيرانية لمدة 40 عام, ويريدون أن يكون في تاريخهم أن أنجزو ما أنجزه الرئيس الأمريكي السابق نيكسون عندما قام باختراق في العلاقات الصينية الأمريكية خلال السبعينات.الأمر الثاني يريد بايدن الصهيوني أن يريح إسرائيل من صداع إيران, من خلال وضعها تحت قيود اتفاق نووي يكون مقيد لها .
الأمر الثالث وهو مهم جدا وهو الإستدارة الأمريكية نحو الشرق وترك الشرق الأوسط فتواجدها هنا مرتبط بالطاقة والنفط الأن تراجع هذا الأمر وأصبح وجودها للموقع الإستراتيجي ولحماية إسرائيل, فاذا تحقق لها ماتريدة من علاقات مع إيران بتربيط أيران بالكثير من الاتفاقيات يصبح وجود الاميركان غير مبرر.
المعروف أن السياسية الأمريكية تمثل فيها العلاقات الخارجية 20 % فقط والباقية سياسة داخلية ال20% كم تمثل الخليج واحد أو أثنان في المئة أقل من ذلك بكثير, الأمر الأخر من التوجه الإميركي جهه إيران وبرود العلاقات مع الخليج بشكل عام ومع السعودية بشكل خاص, وأن السعودية الجديدة طموحة لا يرتاح لما تقوم به الكثيرون لاسباب كثيرة فهناك خطة تنمية 2030 طموحة جدا تحدد الكثير من العلاقات الإقتصادية مع أمريكا وهناك جيل حيوي وقيادة جديدة طموحة ومستقلة في قرارها, جميع هذة الأمور تدفع الأمريكان بمحاولة الضغط علي السعودية من خلال التقرب من إيران ومشروعهم الفارسي.
س/ كان لكم مقطع فيديو كان عنوانه الرياض عزوة العرب النووية هل يمكن القول ان المشروع الفارسي الايراني وداعميه من الامريكان والانجليز والالمان يستوعبون ذلك؟
ج/ نعم يدركون هذا في ذلك الفيديو قلت كلمة مصدرها هو الغرب وليس الشرق وهي “العالم يعلم أن السعودية هي الدولة الوحيدة في العالم التي عندما تريد أن تكون نووية سوف تصبح نووية” وذلك لأسباب كثيرة منها القدرة العسكرية بوجود صواريخ باليستية وقاذفات “إف15 ” والقدرة المالية لتدريب كوادر سعودية قادرة على تحقيق ذلك وإستقلال القرار السعودي كاتخاذ قرار الدخول في حرب اليمن دون ان تستشير أحد .
سيناريو قيام السعودية بذلك وهو الذي يخيفهم وسوف يكون مثل سيناريو باكستان عندما فجرت الهند قنبلة ،لم يمضي أيام إلا وقامت باكستان بتفجير قنبلتها, فالعالم يعرف ذلك وليس فقط إيران والكتلة التي تدعمها.
س/ المشروع الفارسي والتركي واقتسام الكعكة العربية كيف يمكن مقومات هذا المحور ولدينا للاسف دول خليجية تدعم المشروعين ؟ وتلعب على الحبلين كما يقال؟
ج / اعتقد أنها لما تصل إلي حد الإنقسام, الكعكة العربية منيعة والنهضة العربية لم تكن شاملة لكنها موجودة في الخليج والكثير من الدول العربية, والجيوش العربية تاتي في أولويات جميع الإحصايات الصادرة من مراكز الأبحاث, فالقوة العسكرية العربية لا يستهان بها هناك جيوش عربية قوية جدا بالجوار الإقليمي.
الآن السؤال عملية المشروع الفارسي والتركي واقتسام بعض الأطراف وليس كل الوطن العربي في شمال العراق شمال سوريا وليبيا والأن بدأ التهديد الجديد من الأثيوبيين.
التحديات الأقليمية تقف بالنسبة لنا علي نفس المسافة الفارسي التركي الإثيوبي الإسرائيلي علي نفس المستوي من الخطورة.
في تقديري أري أن الإنهيار العربي بعد حرب تحرير الكويت صار هناك فراغ إستراتيجي والجميع يحاول القفز فية, مشكلتنا ليس بضعف الجيوش العربية فاكبر كمية سلاح تم شراءها في العقد الماضي هي للمنطقة العربية سوا من دول الخليج أو دول كالأردن والمغرب ومصر, هذا الأسلحة القدرات القتالية العربية ليست متدنية ولكن غياب وحدة القرار, و غياب الهم المشترك هذا ما يضعف العرب .وفي تقديري أن انهيار الأمن العربي خلق فراغ الجميع يحاول القفز فية ويقفزون في الأطراف حاليا ،وسوف يستمر التمدد لكن الأن في تقديري أن هناك توازنات دولية تمنع هذة المشاريع من تنفيذ أجندتها وأنا لست متشائم وأعتقد أن العرب يمكنهم إفشال هذة المشاريع في حالة أن النظرة العربية كانت موحدة بدرجة ما وعموما العرب عندما يشعرون بالخطر يتم التوحد وأعتقد أن ليبيا هناك حلحلة لموضوع إخراج الأتراك والمرتزقة الروس, وفي سوريا أعتقد أنهم يقتربون من وجود حل معين لخروج القوات الأجنبية. اما الأتراك ودخولهم في شمال العراق, فمرده الفوضي في العراق فهي التي شجعت الأتراك علي ذلك .
س/ في ظل طلب اردوغان الود مع مصر والسعودية هل ذلك بسبب شعوره ان دوره انتهى! والامحالة من اسقاطه بعد ان اباد العرب في سوريا والعراقي وليبيا واليمن ؟
ج / هذا هو أسلوب أردوغان هذة ليست الحالة الأولي لأردوغان والذي سبق وأرسل سفن استكشاف ثم أوقفها.
اصطدم مع فرنسا ثم عاد . فالتقلب في المواقف هي من سمات سياسة أردوغان التي تميزة عن غيرة, أن في تقديري أن أردوغان مرحلة إقتربت من الإنتهاء بعدما جعل تركيا تقف وحيدة لا يدعمها في جميع قضاياها الإ ادريبيجان, تركيا كانت علي وشك تصفير الخلافات ودخلت علي تنمية الخلافات, وأعتقد أن تركيا سوف تجد أنها في غني عن المغامرات التي لا جدوي منها في ليبيا وسوريا وأيضا في خلافها بالشرق الأوسط.
س/ كيف تنظر. لتطبيع بعض دول الخليج مع إسرائيل؟ وهل ايران اخطر من إسرائيل على المنطقة العربية؟
ج/ إيران إسرائيل تركيا إثيوبيا يقفون علي نفس المسافة من العرب كتحدي إقليمي, أنا شخصيا ضد التطبيع وأعتقد أن الكويت سوف تكون أخر المطبعين فهي أخر معاقل العروبة وأنا أتبنى وجهة نظر بلدي،وأعتقد أن السعودية تتوجه نفس التوجه ونبارك لها هذا الموقف, المخرج الوحيد بدل التطبيع هو ه مبادرة المرحوم الملك عبدالله الأرض مقابل السلام لرد حقوق الفلسطنيين وحفظ كرامتهم, فالخروج بسلام يليق بالطرفين هو بمبادرة الملك عبدالله رحمه الله.
س/ الوضع المتأزم في سوريا والصراع القائم هل تعتقد ان المجلس العسكري الجديد الذي يقوده العميد مناف طلاس المنشق عن بشار الاسد جزء من الحل القادم لسوريا؟
ج/ تعقيدات المشهد السوري في بداية الأزمة هي نفس التعقيدات في نهاية الأزمة طالما كان هناك فصال تأتمر بقوة إقليمية محيطة وطالما الطاغية الأسد يتمتع بنفس القوة والدعم الروسي طالما هناك دول عربية تدعم سرا وعلنية الأسد وطالما هناك قوة أجنبية موجودة في سوريا, للأسف أنا في تقديرى أن الأزمة السورية لم تصل حتي الأن للنهاية سوف يستمر الوضع كما هو ومازالت سوريا للأسق تحتاج إلي سنوات حتي تصل للإستقرار.
س/ لبنان الى اين ذاهب هل للمجهول كما هو حاصل في ظل سيطرة حزب الله على مفاصله؟ وماهو الحل في تصوركم لتعود لبنان للحضن العربي ؟
ج/ لا تنحصر الأزمة اللبنانية في وجود حزب الله بل تنحصر في وجود الأحزاب الأخري الفاسدة الإنتهازية التي سيطرت علي مفاصل الدولة وتقتسمها بنظام الطائفية ونظام الولاء للخارج , أزمة لبنان المستمرة من عام 1975 حتي الآن سوف تستمر لنفس الفترة لآن الشعب أراد زوال هذة الطبقة الحاكمة بفسادها بكافة أطيافها من خلال التظاهر في الشوارع, والحل هوإمتثالا للقول ” لا يصلح الشرق الإ مستبدا عادل” وفي تقديري أن لبنان في حاجة إلي رجلا واحد طاغية. لبنان في حاجة إلي حكم فردي يصل إلي السلطة يزيل النظام القديم ويعيد بناءها من جديد, أما الثورة الشعبية لم تحقق أهدافها الأحزاب الجديدة التقليدية تتوالد من جديد ولم تزول الإ بطاغية يزيل جميع ماهو موجود ويكون مدعوما عسكريا ودوليا ويعاد بناء الدولة علي اسس جديدة هذا هو المخرج من وجهة نظري.
س/ كيف تنظر للمغرب العربي وما يجري من صراع في مفاصله لاسيما في ليبيا وتونس والحزائر والمغرب؟
ج / هناك مشكلة في المغرب العربي من خلال الصراع علي القيادة بشكل عام, فبعد سقوط الطاغية القذافي أصبح هناك تنافس واضح وهو تنافس قديم وليس بالجديد بين المغرب والجزائر, ففي فترة ما كان الأخوة الجزائريين يميلون إلي إيران بحكم أن الخليجيين يميلمون إلي المغرب ويعتبرونها إمتداد للأنظمة الملكية الحاكمة, الآن تجدد هذا الأمر في قضايا الصحراء المغربية هناك سباق تسلح رهيب بين المغرب والجزائر فهناك تفوق للجزائر في هذا الشأن نتمني أن يعرف الأخوة في المغرب العربي أن أزماتهم لاتخدم نظام الأمن العربي الإقليمي بشكل عام ويجب أن يكون هناك تواصل بين الشرق والمغرب العربي فهما جناحين يمثلان الأمة العربية بشكل عام وأتمني أن تزول خلافات المغرب العربي وأن يستقر الوضع هناك.
س/ الوضع في العراق كيف تحدثنا عنه؟
ج / بالنسبة للعراق لاشك أن الطاغية صدام تسبب في تدمير العراق الحديثة إقتصايا وسياسيا وإجتماعيا, والدمار الأكبر حصل في عصر المالكي الذي أعاد بذر الخلافات والتقسيمات والطائفية في العراق, حتي أصبحت هناك تقسيمات ومحصصات داخل الطائفة نفسها حينما نري الفصائل الشيعية وهناك الفصائل الولائية لإيران وهناك من يملكون بعض الحس الوطني في العراق.
وفي تقديري أن الأزمة العراقية سوف تستمر لفترة طويلة.وبحجة اليمقراطية أو الإنتخابات القادمة نرى المالكي يحشد صفوفة للعودة فإذا عاد المالكي للحكم أو رئاسة الوزراء مرة أخر سوف تعود الأمور كما كانت ويخلق داعش جديد حتي يخلق حشد جديد وتعود الأمور كما كانت من سيئ إلي أسوء.





