د. ناصر الخبجي لصحيفة العروبة اليوم . اتفاق الرياض يجمعنا

مشاوراتنا تتمحور حول قضيتين محورية من صميم اتفاق الرياض

من اكثر اللقاءات التي تتعلم منها اذا حاورت شخصية تملك جميع مفردات وأدوات فن السياسة فضلاً تمكنه الغير اعتيادي في ادارة اي مفاوضات يكون هو طرفاً في مفاصلها،حقيقة تعجز الكلمات عن ذكر مآثر ومناقب مهندس دبلوماسية المجلس الانتقالي الجنوبي دناصر الخنبجي،رئيس الوفد المفاوض في اتفاق الرياض الذي التقيته في مقر إقامته في الرياض اترككم مع حواري معه

حوار/سامي العثمان

س/ إلى اين وصلتم في مفاوضاتكم الجارية ؟

** في البدء نرحب بكم ويسرنا أن نكون معكم في ضيافة صحيفة  العروبة اليوم، آملين لصحيفتكم الغراء مزيداً من النجاح والتميز.

وعطفاً على سؤالكم، فإن مشاوراتنا قائمة وتتمحور حول قضيتين محورية من صميم اتفاق الرياض وآلية تسريع تنفيذه، وقضايا أخرى ذات صلة، أولهما تشكيل الحكومة، وقد قطعنا شوطاً كبيراً في هذا الشأن على أمل إتمام بقية المهام ذات الصلة خلال الأيام القادمة.

وثانيهما قضية الفصل بين القوات في أبين ونقلها إلى جبهات القتال، وهذه الأخرى أيضاً أحرزنا تقدماً كبيراً فيها.

وهناك العديد من المهام الأخرى التي نجري المشاورات بشأنها مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية، ومع رئيس الوزراء المتصلة بالأوضاع المعيشية والاقتصادية والخدمات والرواتب، بهدف الوصول  إلى معالجات مثمرة تسهم في رفع المعاناة عن كاهل المواطنين، وقد وجدنا تجاوباً إيجابياً من قبل دولة رئيس الوزراء، ودعماً ملموساً من قبل الأشقاء في المملكة العربية السعودية ينم عن استشعارهم بمعاناة المواطن وحرصهم على ملامسة احتياجاته وتلبية متطلباته.

س/ حسب المصادر هناك قرارات ستصدر قريبا بخصوص إعفاء قيادات عسكرية كان لها دور في تعطيل اتفاق الرياض والالتفاف على الانتقالي؟

** ننتظر ونأمل صدور مثل هذه القرارات، ونرى بأن أي قرارات قد تصدر من هذا القبيل، ستسهم بشكل فعال في توحيد الجبهة الداخلية لمواجهة الحوثيين، وتعزيز جبهة التصدي للمشروعين الإيراني والتركي، وتسريع عملية إجهاض المشاريع المعادية للمشروع العربي، وإنهاء الفساد القائم في أروقة الحكومة، وتسريع عملية تنفيذ اتفاق الرياض.

س/ الكثير من الأخوة الجنوبيين يتسألون لاسيما في عدن عن وضعهم الغير مرضي من حيث الخدمات والرواتب وغير ذلك كيف نستطيع طمأنتهم ؟

** نعمل بوتيرة عالية لمنح المواطن الجنوبي كافة مستحقاته، ونضع احتياجات المواطن الجنوبي في هرم أولويات المجلس الانتقالي الجنوبي، ومن هذا المنطلق نولي ملفات مكافحة الفساد وتوفير الرواتب والخدمات ومعالجة أزمة انهيار العملة والارتفاع الفاحش في أسعار المواد والخدمات اهتماما بالغاً في كافة جهودنا، ونحرص على أن تكون تلك المتطلبات ضمن أبرز أولويات برنامج الحكومة القادمة، وكذلك بالنسبة للسلطات المحلية في محافظات الجنوب بدءاً من العاصمة عدن وتعميماً على بقية المحافظات.

س/ إلى اين وصل تحقيق تشكيل حكومة كفاءات سياسة على ان تكون الحقائب مناصفة بين الجنوب والشمال؟

** تم التوافق على عدد من الخطوات الأولية في عملية تشكيل حكومة الكفاءات، أهمها التوافق على دمج بعض الوزارات بما يسهم في تقليص عدد الوزارات إلى عدد 24 وزارة وفق ما نص عليه الاتفاق، وتجري الآن مشاوراتنا مع رئيس الوزراء المكلف بشكل مستمر للوصول إلى تحديد عملية توزيع الوزارات بين الشمال والجنوب والتوافق على أسماء الوزراء ورفعهم لرئيس الجمهورية لإصدار القرارات ذات الصلة.

س/عودة جميع القوات التي تحركت من مواقعها باتجاه عدن وشبوة؟ كيف يسير هذا الامر في ظل تعليقكم لاتفاق الرياض؟

** هناك توافق تام على أن يتم نقل كافة القوات العسكرية في أبين إلى جبهات القتال لتدعيم دور القوات المتصدية للحوثي، ويتم حالياً العمل على إعداد الخطط والآليات اللازمة لتنفيذ عملية نقل القوات، وهناك جهود جبارة يبذلها الأشقاء في المملكة العربية السعودية في هذا المجال، ونحن سنكون عوناً وسنداً لهم.

أما من حيث التعليق فقد كانت خروقات الطرف الآخر هي أحد أبرز الأسباب الذي دفعنا إلى تعليق مشاركتنا في المشاروات، وطالما توفرت النوايا لنقل القوات إلى الجبهات فنحن على أتم الاستعداد لذلك.

س/هل يعني تعليقكم لاتفاق الرياض ايقاف تنفيذ كل ماجاء في بنوده لاسيما أنكم عينتم محافظ لعدن ومدير لأمنها وهذا يعتبر تنفيذ مرحلة من مراحل اتفاق الرياض؟

** يجب أن لا ندمج بين مفهوم التعليق ومفهوم إنهاء أو إيقاف العمل بالاتفاق، فالتعليق يعني تجميد مؤقت لأسباب معينة، وحالما وجدنا حسن نية وتجاوب إيجابي من قبل رئيس الوزراء بحضور ورعاية الأشقاء في المملكة العربية السعودية، آثرنا معاودة المشاورات من منطلق حرصنا على إنجاح جهود الأشقاء في السعودية لتنفيذ اتفاق الرياض، وإيماننا المطلق بأن الحوار والنهج السلمي هو الوسيلة المثلى لحل الصراعات السياسية.

هناك العديد من القضايا التي تم التوافق مع رئيس الوزراء برعاية سعودية على معالجتها، ونحن نعطي أولوية لإجراءات بناء الثقة وكلنا أمل أن تشهد الأيام القادمة مزيداً من التعاون والتنسيق على كافة المستويات بما يسهم في رفع معاناة المواطن وتلبية متطلباته.

س/ باعتبار الانتقالي أصبح حقيقة راسخة على الارض بعد اتفاق الرياض وأصبح شريكاً شرعياً قانوناً ونظاماً واعترف به العالم لاسيما بعد زيارة فخامة الرئيس عيدروس لدول العالم والتي استقبلته استقبال الزعماء والرؤساء هل هذا يمهد لاستعادة دولة الجنوب التي ينتظرها الشعب الجنوبي والعربي باعتبار الجنوب عمقنا الأمني والسياسي والجغرافي والتاريخي العربي؟

** لعلكم تدركون إن مبادئ وأهداف المجلس الانتقالي الجنوبي واضحة، والمتمثلة في استعادة وبناء دولة الجنوب الفيدرالية على حدود ما قبل 21 مايو 1990م.

ومن الطبيعي أن يمر تحقيق هذا الهدف بمجموعة من المراحل والمنعطفات، التي يراعي فيها المجلس الانتقالي الجنوبي دقة وسلامة قراراته بما يضمن التقدم الآمن بما في ذلك مراعاة الظروف الذاتية والموضوعية الراهنة التي تحتم علينا التعاطي بمرونة وديناميكية وفق الأولويات والخطط التكتيكية والاستراتيجية، وصولاً إلى الهدف المرسوم