سلطان بن عبدالعزيز الذكرى الخالدة!

سامي العثمان

من اهم الشخصيات السعودية و العربية والعالمية التي مرت علي في مسيرتي الإعلامية صاحب الابتسامة الجميلة التي تعكس دائما التفاءل لدى الآخرين،صاحب القلب المتخم بحب الآخرين، صاحب السريره النقية الصافية الناصحة البياض،صاحب اليد البيضاء التي تمتد دائما لمساعدة الاخرين، صاحب الدموع التي ذرفها عندما شاهدطفل معاق وأرملة محتاجه، وعجوز لايملك سوى الدعاء له،صاحب الطفل والشاب والكهل، بكل تأكيد لن يكون ذلك الشخص سوى الأمير الانسان سلطان بن عبدالعزيز الذي تبكي الارض والسماء لفراقه، عندما توفي رحمه الله كان لدي برنامج إذاعي حولت تلك الحلقة من البرنامج لرثاء الأمير اسكنه الله فسيح جناته وذكرت مآثره واستضفت في تلك الحلقة شخصيات سعودية وعربية من الشخصيات العامة الذين يعرفون من هو سلطان بن عبدالعزيز ونقلوا تعازيهم من خلال تلك الحلقة للملك عبدالله والملك سلمان والشعب السعودي والعربي،ولعلي وانا اتحدث في هذا السياق ان اذكر اول لقاء جمعني مع الأمير كان ذلك اثناء تغطيتي لاحتفالات مدارس الرياض بيوبيلها الذهبي وكانت على شرف الأمير سلطان وكنت حينها اعد وأقدم برنامج قضية وحوار على شاشةart وكان من حسن الطالع انني التقيت بسمو الأمير كأول ضيف التقيه، سبحان الله شعرت انني اقف امام اب وصديق وأخ يملك من الحب مايمكن توزيعة على العالم، نعم كان لقاءً استمعت به ايما استمتاع مع شخصية بهذه القامة الشامخة، بعد هذا اما لقائي الثاني بسموه رحمه الله،كان من خلال اهداء سموه لوحة تشكيلية فريده من نوعها لم يسبق ان شاهدت مثلها شكلاً ومضموناً مرسومة للأمير وحجمها كبير بعرض مترونصف في متر، اتذكر انني حملتها بسيارة نقل لمكتب سموه بعد ان تواصلت مع مدير مكتبه الفريق الخليفة لاتذكر اسمه الاول ولكن كان بكل أمانة رجل رائع في التعامل مع الاخرين فضلا عن كونه يقدم صورة مشرقة لمكتب سمو الأمير .
المهم قدمت اللوحة الفنية الرائعة للأمير الذي استقبلني وكعادته مبتسماً ينشر التفاءل في كل مكان وشكرني على هذه الهدية المتواضعة بالنسبة لي، يقول لي الأمير تركي بن سلطان وهو صديق وأخ عزيزرحمه الله والذي كان نائباً لوزير الاعلام بأن والده سمو الأمير سلطان اعجب كثيرا بتلك اللوحة الفنية وأن سموه أمر بتعليقها في صدر المدخل لمكتب سموه، رحم الله الأمير سلطان وابنه تركي وجعل مكانهم الفردوس الأعلى من الجنة، إنما الحديث عن شخصية مثل الأمير سلطان مأثره ومناقبه تحتاج مجلدات وبحور من الكلمات حتى توفيه حقه، ولهذا اذا تحدثنا عن ألجانب الإنساني فمؤسسة سلطان الخيرية وماقدمته من أعمال إنسانية على المستوى المحلي والعربي تتحدث عن نفسها، فضلا عن رعايته المباشرة للأيتام والفقراء والمحتاجين السعوديين والعرب في كل مكان،اما إنجازات سموه السياسية فيعرفها الجميع سعودياً وعربياً ودولياً،ولعل الذي تواصل معي عبر تلك الإذاعة التي خصصنا حلقاتها في ذكر مناقب ومآثر سموه ومن تواصل معنا من رجال السياسة في الخليج الدول العربية والأجنبية خير دليل كيف ينظرون لهذه القيمة الكبيرة التي فقدتها السعودية، وهذا غيض من فيض من المجاميع السياسية التي حضرت عزاء الأمير من رؤساء دول ووزراء وملوك وأمراء، من العالم العربي والأجنبي، إنما مايميز الأمير سلطان رحمه الله رحمة واسعة وتجربته الميدانية هو انه كان نموذجاً للقائد المتزن الذي يجمع بين سعة الذكاء ونبوغ المعرفة وحدس المسؤولية وإشراقات العطاء،فلم يلجاء اطلاقاً لاتخاذ القرارات العفوية الاستعراضية وإنما يكتفي بطرح الرأي السديد بتواضع العارف حيث شارك ومنذ عهد والده المؤسس الملك عبدالعزيز ومن بعده سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله وسلمان كرجل قرار في عدة قضايا على جانب كبير من الاهمية، وبقي دائماً ذلك الجندي المجهول الذي وهب حياته لخدمة المملكة والدفاع عن قضايا الامة العربية والأسلام، حافزه تقوى الله ونصرة العدل وخدمة الرعية.
