منذ كنت طفلاً وعرفنا عن الشعب السوداني الطيبة والأمانة والترابط القوي فيما بينهم حتى في غربتهم حتى أصبحوا مضرب المثل للجنسيات الأخرى وكذلك عرفنا حبه وشغفه للإطلاع والمعرفة في شتى المجالات وخصوصاً السياسية حتى أصبحت إحدى الصحف الشهيرة مرتبطة بشكل أو آخر لأبناء جيلي بالإخوة السودانيين وكما يبدوا لي حالياً من متابعة الوضع في السودان أن التراكم المعرفي والعلمي والسياسي إنعكس على شعب السودان في ثورته .
خلال الثورة نادى المتظاهرون بالسلمية واستمروا على مطالبهم بالسلمية مما أجبر الجيش على الإنقلاب على الحكومة وتشكيل مجلس عسكري تم رفضه من المتظاهرين لأن المجلس هو إمتداد للحكومة وإستمر الشعب الطيب بمظاهراته السلمية إلى أن تنحى رئيس المجلس وأعلن تولي عبدالفتاح برهان رئاسة المجلس .
رفض المتظاهرون تولي الجيش الحكم خوفاً من تكرار السياسة السابقة للدولة ولكن بأوجه مختلفة فذلك ليس بمستغرب فالجيش تشرب سياسة الحزب الحاكم خلال فترة مقاربة لثلاثين عاماً وطالب المتظاهرون بانتخابات لتعيين حكومة مدنية جديدة للسودان ولم تجد تلك المطالب التجاوب من الجيش وبين هذا وذاك توصل الطرفان إلى الإتفاق التاريخي على تشكيل مجلس سيادي مشترك بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيرتكون مهمته إعادة ترتيب الدولة خلال الفترة الإنتقالية وتهيئة الشارع السوداني للإنتقال الى حكومة مدنية ديموقراطية .
إن الفترة الإنتقالية هامة لتهيئة الشارع السوداني لتكوين أحزاب منظمة توصل رسالتها وأهدافها بشكل واضح وصريح للشعب وذلك باسترجاع العقول السودانية المهاجرة خارج السودان ودمجها بروح الشباب الثائر على النظام الذي أرجع السودان للخلف عشرات السنين لنقل السودان إلى مكانتها الطبيعية فالسودان أرض خيرات متى ماتم استثمارها بشكل صحيح سينعكس ذلك ايجاباً على الشعب السوداني .
يحسب للشعب السوداني رفضه الانسياق خلف أجندات خارجية تعبث في أمن واستقرار مستقبل السودان حيث سعت عدد من الدول والمنظمات دس السم في العسل خلال تلك المظاهرات ولكن الشعب المثقف والواعي سياسياً أدرك خطورة تلك الأجندات فهو يرى الدمار والأخطار المحيطة به .
بالنهاية أقول كم أنت عظيم يا زول
عبدالله بن حمد الحلوة
Abdullah.alhelwah@gmail.com
@abdullaalhelwah





