عاجلمقالات رئيس التحرير

في ضيافة فارس الكلمة وامير الشعراء!

 

سامي العثمان

في أواخر الثمانينيات تلقيت وزميل صحفي اخر دعوة كريمة من الأمير خالد الفيصل لزيارة منطقة عسير التي كان حينها اميراً لها، ونحن في طريقنا لابها وكنت اجلس بجانب النافذة في الطائرة التي أقلتنا من الرياض كنت انوي ان.اجلس مع الأمير اكثرالوقت لاتعلم واستمع منه مايشنف مسامعي من القصيد والشعر الذي غزى به العالم العربي. كنت متشوق ان سمع قصيدة “من بادي الوقت وهذا طبع الأيام” ايوه” دستور”وغيرها من المعلقات التي كتبها وكنت اود سماعها بإلقائه ألمتميز الذي يسحرك شعراً والقاءً، وانا أعيش تلك للحظات الجميلة اعلن قائد الطائرة قرب وصولنا لمطار أبها ، سبحان الله تغيرت الأجواء تماماً فقد طرنا من الرياض وشمسها اللاهبه ونحن في عز الصيف لمنطقة تشعرك انك في اجواء بريطانيا او فرنسا فضلا عندما تطل من نافذة الطائرة تشاهد جمال الطبيعة الخلابه والجبال وقد اكتست بثيابها الخضراء على امتداد النظر، عندما خرجنا من مطار أبها كان الجو ماطراً ونسمات عليلة تهب علينا ونحن في منتصف النهار ، انتظرنا سائق من الإمارة وذهب بنا للمكان المعد لسكننا،تواصل معنا الأمير ورحب بنا كثيراً وفي الغد ذهبنا في جولات عديدة للمناطق السياحية الجميلة ذات المشاهد الخلابة، زرنا السوده وغيرها،حقيقة لم اعد اتذكر اسماء بقية المناطق السياحية، إنما ماشهدناه عجلة تنمية وتطوير لابها على امتداد الساعة والأمير خالد الفيصل يقف على كل صغيرة وكبيرة ميدانياً ومكتبيًا ، إنما مادهشني حقيقة كم السيارات الخليجية والعوائل الذين يستمتعون بتلك الأجواء ، من الكويت ، البحرين ، قطر، الامارات، فضلا عن الإعداد الكبيرة الذين قدموا من الداخل من سعوديين ومقيمين،وقبل يومنا الأخير وكما اتفقت مع الأمير خالد ان اجري حوارًا صحفياً معه بعد ان نزور المناطق السياحية ونرى عجلة البناء والتطور واكمال البنية التحتية لابها والمحافظات التابعة لها، وفعلاً التقيت الأمير في مكتبه في الإمارة وأجريت معه حواراً شكل قيمة مضافة للعمل الصحفي لاسيما ان الضيف يملك جميع ادوات ومفردات الإبداع وعندما تغوص في أعماقه تجد نفسك امام احد جبال عسير المتزين والمخضب بجمال تلك الجبال وزهورها، والزاهي بألوانها،في نهاية الحوار طلب مني الأمير ان اصطحبه القيام بجوله في أبها وبالفعل أخذنا لمكان ا
غاية في الروعة والجمال اعتقدت في البداية انه متحف او شيء مشابه لذلك، وبالفعل عندما دخلنا لذلك المكان الجميل والمطل على المشاهد الجميلة وكأنه معرض للفنون التشكيلية والذي يشعرك فعلاً انك تشاهد جمال طبيعة أبها من خلال تلك اللوحات المعلقة في كل مكان، ثم دخلنا بعد ذلك لمرسم وكأنك في مرسم فينسنت فان جوخ، اتضح انه مرسم للأمير خالد والفنانين التشكيلين الذين زادوا ابداعاً بدعم الأمير ، ولهذا ليس غريباً ولاعجيباً عندما تشاهد لوحة فنية مرسومة بإتقان اصلها قصيدة كتبها فارس الكلمة وامير الشعراء الخليجين خالد الفيصل،ولهذا لم يتوانى خالد الفيصل بدعم الفكر والثقافة العربية فقد اسس مؤسسة الفكر العربي والتي تهتم بالهوية العربية وتعزيزها،اضافة لكونه نائباً فاعلاً وفعال لمؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع “موهبة،الحديث عن هذا المبدع المتألق في عالم الفكر والأدب والشعر يطول إنما جئت على غيض من فيض من ابداعات هذا الرجل الذي قد لايتكرر في هذا الزمن.

 

زميلنا سامي العثمان رئيس التحرير في حوار مع الأمير خالد الفيصل
اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى