قناة تحت الشمس: سلاح الإعلام الحر ؟

تشكل تضاريس الوعي أعقد معالم جغرافيا الواقع البشري، عندما تتحول الحدود الى معتقدات ويتم حشد الرأي العام أو تجنيده فالحروب ستأخذ طابعا شموليّا أخطر بكثير من تأثير أسلحة الدمار الفتاكة. هذا الصراع لا يمكن إدارته بالإفراط في استخدام القوة العسكريّة ومكر السياسة، والأدهى من ذلك أن تنقلب معادلة الحرب ليكون الغالب فيه مغلوبا إذا فقد صوابه. الحقيقة إننا لا نتفلسف، إنما نضع القارئ المثقّف أمام مرآة طبيعيّة تشبه من يقف على حافة بحيرة تسكن في ثناياها مياه صافية لكي يرى واقع صورته الذهنيّة، كل ما يجري في حياتنا صراع قوى تعبّر عن نفسها بأفكار، بعضها يترسّخ فيكون دينيّا يلتحف بألوان من ثياب طقوس وتعاليم يستر فيها عوراته عن بصيرة الوعي، وبعض الأفكار تمارس اللعب على أوتار غرائزنا، والأخطر هو ما يستهدف وجودنا الثقافي وتاريخنا، أما أنواع الأسلحة المستخدمة في هذه الحروب فتجسدها وسائل الإعلام .
السجال يتعلق بقناة ( تحت الشمس) ومؤسسها الإعلامي المبدع (سامي العثمان) حيث تعد هذه القناة العلامة الفارقة في السلطة الرابعة وفق تقيم دورها، لكن الأصح أنها سلطة موازية ورافد رئيس في تشكيل رأي عام، سيما أن قناة تحت الشمس تمارس دورها في فضح مؤامرة أو فساد كل المؤامرات التي تتعرض لها أمتنا العربية والإسلامية، وتستعرض بعض الأدوار المشبوهة، بيد أن هذه القناة استطاعت أن تسقط كل هذه المؤمرات والدسائس. في السياق ذاته تلعب هذه القناة في بعض الأحيان دورا وظيفيا بشبه دور (السلطة القضائية) عندما تحاكم إعلاميا الممارسات الإرهابية ليميليشيا الحوثي وإرهاب ولاية الفقيه. كذلك تقدم قناة تحت الشمس تقارير أو تحليلات دقيقة تصدر عن مراكز الدراسات أو بعرض حوار ونقاش موضوعي بين المثقفين والمفكرين والعناوين المهة في منطقتنا العربية، في هذه الحالة فهي تصنع رأي عام ويبلور مفاهيم وحقائق لكل مايدور على الساحة العربية فترسم لها خطوط السياسة التي تنسجم مع متطلبات المرحلة المقبلة.
على ماتقدم، فإن قناة تحت الشمس تمثل بالفعل سلطة رابعة مستقلة عن السلطات الثلاثة، فهي تعبر عن الإعلام الحر.
بهذا الوصف يمكننا اعتبار قناة تحت الشمس إنها تقف ضد كل من يخدمون أجندات حزبية أو اجنبية، الذين يمثلون أداة من أدوات الاحتلال والفساد. لأنها علامة بارزة في ساحة الإعلام النزيه.
بقلم الكاتب والباحث السياسي
الدكتور أنمار نزار الدروبي نائب رئيس التحرير…