عاجلمنوعات

كذا كانت أول ليلة لي في المملكة السعودية، ليلة رائعة بين بعض المغتربات زوجات من يعملون بالشركة

بقلم / فاطمة عطية

 

أسبوع كامل كانت تأتينا وجبتي الإفطار والغذاء، باطعمة لذيذة منوعة مابين المصرية والسعودية.. في اليوم السابع استقبلتنا ام صالح مع زوجات العاملين في الشركة، كانت منهن اللبنانية والسودانية، والفلسطينية، والمصرية كانت انا، نسيت تماما انني بعيدة عن امي واخوتي، والفضل يرجع لها.. أم صالح.. يوم محدد من كل أسبوع كنا نترك شققنا في العمارة المقابلة، ونجتمع معها ونقضي يوما كاملا.. نتحدث ونسأل ونأكل ونغني.. كل اساليب الكرم والضيافة وجدتها هنا سألت الصديقة السودانية، أقربهن الي قلبي: أين زوجة صالح أبن الام الكبيرة؟. زغدتني أسماء السودانية واشارت لي أن اصمت.. همست في اذني :الام الكبيرة لم ترزق بأولاد.. ابو صالح له زوجتان في بيوت أخرى. سكتت وقلبي يضم الام العظيمة التي راحت توزع حبها علينا جميعا بالتساوي، ترشدنا وتهدينا.. وتؤنب الرجال لو اهانوا زوجاتهم.. تبعث بمن يشتري لنا مطالبنا، وهكذا سارت بنا الايام رائعة هادئة، حتى كان يوم من أيام اجتماعنا، اقترحت الام الكبيرة ان تغني كل منا اغنية تعبر عن شوقها لبلادها، تصنع منها فيديو تبعث به لأهلها.. وافقت في سعادة.. لكني لاحظت ان بعضهن استاء من الفكرة، قطعت اسماء السودانية الصمت وقالت:سأبدأ انا… راحت تغني بصوت عذب لحن سوداني، لم نفهم بعض كلماته، لكننا تابعناها وصفقنا لها وتمايلنا مع اللحن، ثم كانت اللبنانية وإحدى أغنيات فيروز.. ثم غنيت انا اغنية خفيفة لشادية حازت إعجاب الجميع، جاء دور الفلسطينية، لكنها لم تنطق ولم تتحرك.. اتجهت إليها الانظار، في خبث قالت:كيف تطلبون مني أن اغني بينما بلادي محتلة؟. سادنا الصمت والحزن لحظة، تقدمت إليها ام صالح وضمتها إلى صدرهاوقالت:لاعليك يابنتي كل الدول العربية ارضك، وكلنا اهلك، وغدا تعود لكم الأرض و….. تملصت جهاد الفلسطينية من حضن الام بشكل مستفز وقالت: وماالذي تفعلونه كعرب من أجل حل القضية، لاشئ الا الشجب والاستنكار، مؤتمرات، اجتماعات لاتقدم ولا تؤخر     في جرأة قالت اللبنانية: وماذا فعلتم انتم من أجل قضيتكم؟. أشارت ام صالح للبنانية ان تصمت وقالت في ود:ياابنتي، نحن وبعض الدول العربية نقدم لكم دعما ماليا كبيرا.   ردد الجميع:نعم… نعم.    في غيظ ونفور قالت جهاد:معكم حق انكم تقدمون لنا زكاة أموالكم كأي فقير او مسكين.. او….      بخفة دم وبحركة سريعة قررت أن انقذ الموقف الذي تحول فجأة إلى شبه صراع سياسي       أسرعت اربت ظهر جهاد وأسألها في براءة _حدثينا عن ثوبك الرائع هذا.. من أين اشتريته.. اعترفي بسرعة.. كلنا سنشتري مثله.. أليس كذلك؟. قال الجميع :نعم.. نعم. قاطعتني جهاد في سخرية وقالت:لن تستطيعوا.   . تبادلنا النظرات في دهشة حتى قالت أسماء:لماذا هل المول بعيد لهذه الدرجة؟….. في احد واضح وإصرار قالت جهاد:نعم… بعيد جدا عنكم… لكنه قريب جدا منا.. اشتريته من إسرائيل…… انتهت

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى