لماذا أعشق الكويت؟ الجزء الثاني

سامي العثمان
لماذا اعشق الكويت ؟
الجزء الثاني

قبل تشرفي بلقاء سمو ولي العهد الشيخ سعد العبدالله رحمه الله، كنت في زيارة خاطفة للكويت وكنت عازماً التقي وكيل وزارة الخارجية المساعد حينها الاستاذ عبدالعزيز الراشد أو راشد الراشد حقيقة قد تخوننى الذاكرة عن تأكيد أسمه لطول الوقت وطلبت ان أجري حوار معه.وعندما لمس حماسي لهذا الحوار أشار علي أن أجري الحوار مع الشيخ صباح الأحمد وكان حينها وزير الخارجية وعراب السياسة الكويتية والعربية ومن أقدم وزراء للخارجية وصاحب تجربة غنية وثرية، كنت أعتقد أن الوكيل يمازحني لاسيما أنني لا أعتبر من الصحفيين الكبار الذين عادة مايلتقون بقامة كبيرة وعملاق السياسة ومنظرها في العالم العربي وبالفعل كتبت بعض المحاور وتركتها في مكتب الوكيل وغادرت وتركت رقم هاتفي الثابت، وكنت على ثقة تامة بأن الوكيل كان يحاول أن يسترضيني بأسلوب ما بعدها بعدة أيام تواصل معي سعادة الاستاذ الراشد وطلب منى الحضور لأستلام اجابات سمو الشيخ صباح الأحمد، وبالفعل ذهبت للخارجية وهناك استلمت الإجابات وطلبت من الوكيل اذا أمكن أتشرف بالسلام على سموه وبالفعل تم ذلك وبالفعل كان لي شرف السلام على سموه الذي استقبلني في مكتبه العامر بكل ترحاب شعرت حينها أنني اقف امام أب أحاطنى بشمولية مشاعرة النبيلة ودفء أستقباله وبكل صدق هذا إلقاء مع شخصية بمثل هذا الحجم قيمة ومقام نقلتني نقلة نوعية جعلتني أستمر في عملي الصحفي مقبلآ واثقا بعدما فزت بهذا الحوار مع أحد اهم الشخصيات السياسية في العالم العربي وربما هذا إلقاء الذي جمعني بسمو الشيخ صباح الأحمد كان سبباً في ترشيحي لتشرف بأجراء حوار صحفي مع سمو ولي العهد الشيخ سعد العبدالله رحمه الله بعد سلسلة تلك الأحداث أبتعثت للدراسة في الولايات المتحدة الأمريكية وعدت في التسعينيات، فكانت صدمة الغزو الغاشم للكويت الذي استنفر العالم بأسره وكنت أتابع عن كثب لحظة بلحظة تلك الجرائم الشنيعة التي ارتكبها الجيش العراقي في الكويت، حتى بدأت عملية التحرير والحمد لله كنت من أوائل من دخل الكويت حينها، واحتفلت مع الأشقاء الكويتين بخروج الجيش العراقي مدحوراً مهزوماً بعد ذلك الاعتداء الغاشم، وفي تلك الفترة ظهرت بدايات لبث الفضائيات العربية عبر الأقمار الاصطناعية، فكانت مصر اول من بث فضائياً تلاها محطات أخرى خليجية وعربية ومنهم كان راديو وتلفزيون العرب، الذي أنضممت اليه وعملت كمعد ومقدم برامج، وقدمت برنامج (قضية وحوار)

وكان ذلك البرنامج عربي الهوية ، قدمته من السعودية ومن مصر ومن الكويت والإمارات ومن قطر، وكانت الكويت صاحبة النصيب الأكبر من برنامجي الفضائي، ربما لأن الكويت هي اول من بادر وقدم دعوة لي لزيارتها بعد التحرير وقد جائتني الدعوة من عملاق السياسة والإعلام الشيخ سعودالناصر ال صباح وكان حينها وزيراً للاعلام وقبلها كان سفيراً للكويت في واشنطن يعجز القلم والقواميس والمعاجم ان تفي هذا الرجل حقه، فى أول حوار تلفزيوني أجريته مع الشيخ سعود رحمه الله في مكتبه في مبنى وزارة الاعلام، وكانت تربطني ومنذ الثمانينيات علاقة مع صاحب الابتسامة المشرقة والقلب الطيب الشيخ سالم صباح السالم وأجريت معه العديد من الحوارات الصحفية عندما كان وزيراً الدفاع، ولهذا سارعت بالتواصل مع مكتبه وكان حينها كما اعتقد نائب لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع وذكرت لهم انني اريد السلام على الشيخ ، وبالفعل دقائق وإذ الشيخ سالم رحمه الله يهاتفني شخصياً ويدعوني لتناول العشاء معه في نفس اليوم، وعندما حل المساء وجدت السائق ينتظرني في بهو الفندق وغادرنا لقصر الشيخ الذي كان فيما يبدو لي في الفنطاس على ضفاف بحر الخليج العربي، استقبلني الشيخ سالم يعلم الله عند باب مجلسه واجلسني بجانبه وكان مجلسه يضم نخب من رجال السياسة والإعلام والرياضة والفن وكان يوزع حديثه مع الجميع يمازح هذا ويلاطف ذاك، وقد تناولنا العشاء على مائدتة العامرة وطلب مني ان ازور مقر لجنة الآسرى ورعاية أسر الشهداء التي يرأسها وتقع في مبرة الشيخ صباح سالم الصباح، وبالفعل وفي مساء اليوم الذي بعده ذهبنا انا وفريق العمل التلفزيوني للمبرة وأستقبلنا الشيخ سالم عند بابها وأصطحبنا في جولة داخل لجنة الآسرى والتي نشر في داخلها وبشكل بانورامي صور واسماء الاسرى،قد كان الشغل الشاغل للشيخ قضية الاسرى ورعاية أسرهم وكان رحمه الله يعمل ليلاً نهاراً في سبيل التواصل مع جميع المنظمات الحقوقية والدول في سبيل الإفراج عن الآسرى وكان يقدم الملايين من الدولارات لمن يملك أي معلومات عن الآسرى ، وقام فريق عمل التصوير لتجهيز موقع التصوير بعد ان صوروا لجنة الاسرى بكل تفاصيلها، ثم بدأ حواري مع ابو باسل الرجل المتواضع البسيط المحب للجميع والذي يستمع وينصت جيداً لكل من يحدثه.

في الجزء الثالث التقي معكم ومحطات من الكويت
انتظروني تحياتي للجميع والله الموفق ..