لماذا اعشق الكويت؟

سامي العثمان

منذ الصغر كنت محبًا للقراءة ومتابع جيد للأحداث الأدبية والفنية التي يشهدها العالم العربي، كانت الكويت حينها مصدر إلهامي، فكنت اتابع واقراء بكل شغف ما يصلنا منها من صحف ومجلات، وكنت استمتع ايما استمتاع عندما أسبر اعماق مجلة العربي الفصلية التي كان يرأس تحريرها في بدايات صدروها عملاق الفكر العربي العلامة المصري د/احمد زكي ثم تلاه شيخ الصحافة والفكر والأدب استاذنا احمد بهاء الدين، كانت مجلة العربي نافذة تقدم وجبات دسمة فكرياً وأدبيًا للعالم العربي باسرة، ولهذا احتفظت وحتى الان بالكثير من اعدادها، كما كنت أيضاً متابع جيد لمجلتي النهضة ومرأة الأمة،وعندما بدأت الدراسة في مرحلتي الجامعية وكما ذكرت لكم ذلك سابقاً انتسبت لاحد الصحف وأصبحت مشرفاً على قسم الثقافة والفنون، ومن حسن حظي انه تم ايفادي للكويت لتغطية اول مهرجان لتلفزيونات الخليج ووالذي اصبح يقام في كل عام بعد ذلك، وكانت فرصة ذهبية بالنسبة لي، فقد التقيت بأكثر فناني ومفكري الكويت حينها ، وأجريت حوارات متعددة من تلك النخبة من النجوم. من بينهم كما اتذكر الفنان الكبير عبدالكريم عبدالقادر، والمرحوم عبدالحسين عبدالرضا، وسعد الفرج،وسعاد العبدالله، وحياة الفهد،وخالد النفيسي،وغيرهم، فضلا ان علاقتي الخاصة وصداقتي الحميمية مع الشاعر الكبير اخي وصديقي العزيز الغالي فايق عبدالجليل بدأت من تلك الفترة فبعدها تعمقت علاقتي به وأصبح من اكثر المقربين لي حتى تم استشهادة على يد الغدر، هذه كانت اول محطاتي في الكويت.
في بداية الثمانينيات تركت القسم الثقافي والفني وأصبحت محررا سياسياً وكانت هناك زيارة للملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله عندما كان ولياً للعهد وطلب مني السفر للكويت قبيل زيارة ولي العهد لإجراء حوار مع سمو ولي عهد الكويت حينها الشيخ سعد العبدالله رحمه الله، وبالفعل سافرت الكويت على عجل، وكنا حينها 3صحفين من السعودية الذين سيقابلون سمو ولي العهد الشيخ سعد العبدالله ، الزميل الاستاذ احمد محمود رئيس تحرير صحيفة المدينة، والأستاذ الدكتورعبدالعزيز النهاري واعتقد انه كان رئيس تحرير البلاد حينها وأنا وكنت وبكل تأكيد أصغرهم سناً واقلهم في درجات الصحافة، وبالفعل سافرنا للكويت واستقبلنا وكيل وزارة الاعلام الاستاذ رضا الفيلي الذي كان مرافقا لنا في لقاء سمو ولي العهد الشيخ سعد رحمه الله.
في الجزء الثاني استكمل معكم محطاتي في دولة الكويت الشقيقة.