ليبيا بين الاخوان واردوغان!


المحلل السياسي ورئيس التحرير سامي العثمان
تبقى ليبيا بالرغم من كل التحديات ارض عربية عروبتها ضاربة في جذور الارض، مهما حاول الاستعمار. ولاحتلال تلويث اراضيها، هناك جيش وطني يرفع شعار تلاحم الشعب ووحدة الصف هي الانتصار الحقيقي ولذلك نجد الشعب الليبي يقف في خندق واحد خلف جيشة الوطني وان كان تسلل عصابات الاخوان وميليشياتهم ومرتزقتهم القاعدة والدواعش الذين احضرهم اردوغان من كل بقاع الدنيا ليدنسوا ارضنا الليبية العربية، والذين جعلوا من ليبيا ملعب لمختلف الصراعات الغربية والشرقية، كل ذلك يأتي باعتبار ليبيا ارض الاحلام بالنسبة لهم لما تملك من مقومات وثروات ناهيك عن موقعها الاستراتيجي على المتوسط،ولهذا اجتمع دعم جزيرة الشيطان المادي وتمويل تلك العصابات والميليشيات واسندوا القيادة لاردوغان الذي يحلم بابتلاع ليبيا، الا مثل جزيرة الشيطان ومعها الاخوان واردوغان لم يقرأوا التاريخ جيدا، فليبيا عصية على الاحتلال والاستعمار فقد حاول الجنرال الالماني روميل ثم الايطالي غراتسياني ثم القائد البريطاني مونتغمري ثم الخلافة الاعجمية التركية والتي كانت الاسوء في تاريخ ليبيا. وجميعهم انهزموا وفشلوا هكذا التاريخ يقول، وهذا يؤكد ليس امام الشعب الليبي اذا اراد استرداد كرامته وتاريخه العربي المجيد ان يذهب لتلاحم والوحده بين جميع الوطنيين المؤمنين حقاً بدولة المواطنة قبل اي شيء اخر بعيداً عن الخونة سراق الوطن !

المحلل السياسي ومستشار التحرير معالي أ/ محمد العرابي “مصر”
اردوغان عرف ان هذا اقصي ما يمكن تحقيقة في ليبيا ،واتجه الي تثبيت موقفه بالمصالحة مع مصر ودفع مكاسبه الاقتصادية هناك الي اقصي مايمكن الحصول عليه.
اساس سياسته الخارجيه الان ،مايلي:
لامانع من تلقي لطمات وهزائم تكتيكية مادام يحقق وضع استراتيجي افضل يحقق مصالحه.

المحلل السياسي والعسكري منشار التحرير / عميد ركن خليل الطائي ( العراق)
تركيا دائماً تستغل الصراع والانقسام التي تشهدُها الدول كالعراق وسوريا وليبيا كفُرصة مناسبة لبدء تنفيذ مُخطط قديم تمَّ إحياؤه عقب ما سُمّي بأحداث الربيع العربي والمتمثل في توسيع النفوذ التركي وفق الحلم العثماني وهذه المرة من خلال بوابة المغرب العربي لتطبيق الوصاية الناعمة الماكرة مستغلةً الانقسام والتفكك واللاسيادة في هذه الدول .
وفي ليبيا فحكومة أنقرة تتستر بطلب حكومة الوفاق الاخوانية لتقديم الدعم العسكري برياً وبحرياً وجوياً لها وهذا هو الجواب الرسمي الذي يقدمه أردوغان عند السؤال عن هدفه في شمال افريقيا.
فتركيا مؤخراً تدخلت ودخلت في عدة دول في المنطقة خصوصاً في سوريا والعراق بهدف محاربة مقاتلين إرهابيين يهددون أمنها وحدودها كما تقول ، لكن في الحالة الليبية فإنّ تركيا لا تتقاسم حدوداً بريةً مع ليبيا الواقعة على مسافة 1500 كلم لذلك هدفها أكبر وأوسع ،
فهناك ملف الاقتصاد المتعدد العناصر وهناك عوامل جيوسياسية كنقطة انطلاق في عُمق البحر المتوسط لتكون بتماس مع أوروبا وأفريقيا والعالم العربي وهناك ملفات عديدة آخرى .
تركيا وتاريخها الطويل في استعمار الدول وإدارة المستعمرات يعطيها دافعاً وحافزاً لتنامي وجودها في المنطقة المغاربية ضمن حرب السباق والسيطرة على ضفاف المتوسط الجنوبية .
فعلى الصعيد السياسي تسعى تركيا للسيطرة على الحكومات أو البرلمانات في ليبيا وتونس والجزائر وإيجاد حاضنات سياسية تُنمي فيها أفكارها وإستراتيجياتها ،
وعلى الصعيد الاقتصادي فقد بذلت وتبذل تركيا جهوداً كبيرة من أجل التوغل الاقتصادي في بعض دول المغرب العربي (ليبيا والمغرب وتونس والجزائر وموريتانيا) البالغ عدد سكانها أكثر من 110 مليون نسمة وفعلاً فقد قفزت قيمة صادرات تركيا لهذه الدول نحو ( 6.570 ) مليار دولار في عام 2018م بفضل التقارب مع الأنظمة التي تشارك بأحزاب إسلامية في حُكمها ، وفي المقابل لم تحقِّق هذه الدول شيء بل تراجعت قيمة صادراتها إلى تركيا بنحو ( 2.4 ) مليار دولار لتدخل محور العجز التجاري ، وفي نهاية عام 2019م بلغ حجم التبادل بين أنقرة والعواصم الأفريقية أكثر من 20 مليار دولار .
أما في جانب النفط فتركيا تسعى أن تكون المصدّر للنفط الليبي إلى أوروبا بدلاً من الليبين أنفسهم فهي وعلى مدى العشرين عاماً الماضية ظلت تستورد 95% من احتياجاتها النفطية من ليبيا ، لذلك ملف الطاقة يشكل غاية رئيسية لتركيا لبقائها وتواجدها في الاراضي الليبية .
وبهذا تركيا وفق المفهوم الاردوغانية تسعى للسيطرة على القرار السياسي والاقتصادي في ليبيا وصولاً للقرار العسكري ضاربة السيادة والمصلحة الليبية في عرض الحائط
ومتناسيةً أن تواجدها ونهجها الاخواني سيحول ليبيا الى بؤرة إرهابية وملاذ آمن لشذاذ الافاق ومرتزقة الدماء وهو ما يُرشِّح لحرب أهلية ليبية قريبة يعلو فيها صوت العرقية والطائفية والمناطقية ولتُصبح واحدةً من بؤر الصراع المركبة التي يختلط فيها البُعد الديني بالسياسي، والجغرافي بالاقتصادي، والدولي بالإقليمي .
ولتضاف دولة عربية آخرى الى سجل الدول المنفلته سياسياً والقلقة أمنياً جراء الاطماع التوسعية الاردوغانية الخامنئية في وطننا العربي وبمباركة دولية .

الخبير السياسي والاقتصادي ومستشار التحرير د/ محمد عبيدات ” الأردن”
لاشك اننا نرفض تماماً التدخل التركي في ليبيا وتحت اي عنوان وان ذلك مرفوض تماماً،كما انني ارحب كثيراًبأعلان القاهرة حيال الوضع في ليبيًا واعتبره انجازاً مهما للتوصل لحل سياسي في ليبيا، وفي نفس الوقت اشكك في محاولات تركية ونشاطها في القدس الشرقية التي الهدف منها الحفاظ على التراث العثماني بعيداً تماماً عن دعمها للفلسطينيين وقضيتهم!

المحلل السياسي ومستشار التحرير العقيد متقاعد/ محمد العسيري
التدخل السافر التركي في ليبيا ونشر ارودوغان للارهاب واحتلال ليبيا غير مقبول عربياً اضف لذلك هذا الامر يهدد امننا القومي العربي كون ذلك التدخل السافر في الشأن الداخلي الليبي الذي يعتبر جزء مهم في الجسد العربي ومخالفة سافرة للمواثيق والقوانين الدولية، ومع ذلك كله لن يصح الا الصحيح فليبيا ليست سوريا التي احتل شمالها المحتل التركي ولا العراق، ليبيا ارض احفاد عمر المختار الذي يشهد لهم بعروبتهم والدفاع عنها حتى النفس الاخير .

الكاتبة والباحثة ومستشارة التحريرأ/ لبنى الطحلاوي الجهني “السعودية”
الإنقسامات والحروب الداخلية في ليبيا بين حكومة الوفاق التي يقودها فايز السراج و بين الجيش الليبي بقيادة الجنرال خليفة حفتر ادت الى اضعاف الوضع الأمني وادخال ليبيا في متاهات خطيرة نتيجة استغلال بعض الدول لهذا الوضع من الفوضى والانقسامات مما جعل تركيا تجد في ذلك فرصٍاً استثماريةٍ واعدة .. ومواردَ نفطية.. واطماع ” جيوسياسية ” كبيرة، كنقطةِ انطلاقٍ للنُّفوذ التركي في عُمق البحرِ المتوسط .. تجعل تركيا على تماسٍ مع أوروبا وأفريقيا والعالم .. فدخلت تركيا بقواتها ومرتزقتها إلى ليبيا و احتلتها لتحقق تلك الأطماع وبدأت بالسيطرة على قطاع البترول والغاز الليبي .. كما اصبحت مهددة لأمن جيران ليبيا من جهة اخرى واصبحت مصر اول المستهدفين بتلك التهديدات .. فمصر وليبيا جارتان متلاصقتان تجمعهما جغرافيا واحدة و ليبيا امتداد للأمن القومي المصري ..
وهناك من يسعى لإستدراج مصر لحرب في ليبيا .. ومصر متيقظة لذلك وتدرك جيداً الأهداف وراء استدراجها لحرب .. فبعد ان تم تفكيك الجيش العراقي منذ اعلان بريمر في عام ٢٠٠٣ حل القوات المسلحة العراقية ووزارتي الدفاع والإعلام، و تم تسليم العراق لإيران. وتم سجن اهم قيادات الجيش وقتل منهم من قتل واختفى البعض الآخر لم يعد الجيش العراقي كما عرفه العالم وبعد استنزاف الجيش السوري في حرب داخلية لأكثر من سبع سنوات وما حدث من انشقاقات وانقسامات داخل الجيش ادت الى ضعفه الى حد كبير فلم يعد الجيش السوري كما كان .. الجيش العراقي والسوري والمصري هي من اهم واقوى جيوشنا العربية استطاعوا اضعاف الجيش العراقي والسوري بقي الجيش المصري الذي يعتبر من اهم جيوشنا العربية يحاولون بشتى الطرق استدراجه لحرب .. هذا مخطط عالمي وضعته الدول الكبرى وعلى رأسهم امريكا وبريطانيا واشتركت في هذه الطبخة تل ابيب التي تريد استدراج مصر لحرب بشتى الوسائل فإن لم تكن في ليبيا فلتكن مع اثيوبيا بسبب سد النهضة الذي خططت له إسرائيل لحرمان مصر من حصتها في مياه نهر النيل .. ويستخدمون ايران وتركيا وروسيا ادواتهم المهمة لتدمير جيوشنا العربية القوية ودولنا واقتصادياتنا .. بترول العراق تحت سيطرة إيران وعملائها وبترول سوريا تحت سيطرة ايران وروسيا .. وفي ليبيا البترول والغاز تحت سيطرة تركيا
هكذا تريد الدول الكبرى التي تسيطر على هذا العالم تريد تجريد العرب من ثرواتهم ولذلك يدعمون التوسع الإيراني والتركي في بلاد العرب .. وما اعلان تركيا
بأنها ستنسحب من ليبيا الّا اكاذيب فاقدة لكل مصداقية فمازالت تركيا تراوغ و ترسل بمرتزقتها الي ليبيا .. وهذه التصريحات والأكاذيب تطلقها لتساعدها في التقارب مع مصر وعودة العلاقات . ولكن الحكومة المصرية بفطنتها وخبراتها الكبيرة تدرك حقيقة النوايا التركية .. ولن تسير في طريق الصلح وعودة العلاقات مع تركيا دون ضمانات حقيقية وملموسة على ارض الواقع .. فمصر متمسكة بضرورة تنفيذ تركيا لجميع الشروط والبنود التي وضعتها مصر للصلح دون الإخلال بأي منها .. ومن اهم هذه الشروط والبنود هو خروج القوات التركية ومرتزقتها من ليبيا .
لابد ان نذكر ان “التحالف الأمني العسكري ” بين مصر ، واليونان ، وقبرص ، الذي تم مؤخراً له اهمية كبرى وخاصة انهم دول حوض البحر المتوسط جعلهم يفرضون سيطرتهم على المتوسط مما اقلق تركيا كثيراً نظراً لسؤ العلاقات التركية مع اليونان وقبرص ومصر.
فهذا التحالف الأمني العسكري لن يكون في صالحها وكذلك لن تكون تركيا داخل هذا التحالف ..
.. كما حاولت تركيا استفزاز مصر وجرها الى حرب في ليبيا ولم تنجح ..
وعي الحكومة المصرية بذلك اجهض احلام تركيا ومن خلفها فلم يستطيعوا جميعاً النيل من الجيش المصرى ولا استنزاف مصر في حرب قد تطول ..
إيران وتركيا خلفهما دول كبرى تدعم توسعهما في الدول العربية
إن لم تتراجع الدول الكبرى عن هذا الدعم وتلك المخططات فستظل المنطقة العربية تعاني كثيراً من الحروب والاضطرابات الأمنية ..
وسينعكس ذلك على العالم اجمع
الذي سيصبح اشبه بشريعة الغاب ..
في غياب دور حاسم لمجلس الأمن ومن مواقف رادعة من الأمم المتحدة والدول الكبرى ..اصبحت هذه الهيئات ليست اكثر من دمى لا تحرك ساكناً في عالم اصبح يعج بالجرائم والحروب والتعدي على سيادة الدول وعلى امن الشعوب .. مقابل تواطؤ تلك الهيئات وتواطؤ ما تضم من دول كبرى لديها النفوذ والصلاحيات وتحمل حق ” الفيتو ” ولا تستخدم ذلك الا لحماية المعتدين وتجنيبهم العقاب ..
المحلل السياسي ونائب رئيس التحرير د/ أنمار الدروبي “العراق”

قد يكون التعليق والتحليل أقرب إلى تقدير موقف استراتيجي؟
لو أخذنا ما يدور على الساحة الليبية حاليا من انفلات أمني وانعدام الاستقرار المجتمعي، فهو أمر طبيعي للحالة التي خلفتها العاصفة الهوجاء من دمار وخراب على جميع البلدان العربية التي عصفت بها رياح التغيير.
وهنا لا بد لنا أن نعرج على اتفاق الصخيرات وهو” الاتفاق الذي شمل جميع أطراف الصراع في ليبيا، وقد تم توقيعه تحت رعاية منظمة الأمم المتحدة في مدينة الصخيرات في المغرب بتاريخ 17 ديسمبر عام 2015، وبإشراف المبعوث الأممي (مارتن كوبلر) لإنهاء الحرب الأهلية الليبية المندلعة منذ عام 2014، وقد بدأ العمل به في 6 أبريل 2016″. وقد تمخض عن هذا الاتفاق السياسي أربعة مبادئ رئيسية وهي
1. ضمان الحقوق الديمقراطية للشعب الليبي.
2. الحاجة إلى حكومة توافقية تقوم على مبدأ الفصل بين السلطات والرقابة والتوازن فيما بينها.
3. ضرورة تمكين مؤسسات الدولة، كحكومة الوفاق الوطني، لتتمكن من معالجة التحديات الخطيرة في المستقبل.
4. احترام القضاء الليبي واستقلاله.
وقد كان من المفترض أن يكون هذا الاتفاق الخطوة الأولى على طريق طويل نحو تعافي ليبيا وازدهارها.
أما السؤال لماذا انجرفت ليبيا، فالإجابة على السؤال ستفضح ما جرى ويجري معا؟
تطرأ الأحداث عندما تتوفر أسبابها وتجد دوافع مبررة وظروف موضوعية تسمح لظهورها في الواقع، ولعلّ جملة المسببات ما هو مستجد أو متراكم لم تتم إزالة عواقبه أو معالجة مخلفاته وتأثيره على السياسة الليبية داخليّا وإقليميا ودوليا. ومن هذه المسببات:
أولا. فتح أبواب ليبيا للجماعات الأصولية والإرهابية، بإيعاز مباشر من التنظيم الدولي لإخوان المسلمين ولمستوى إنشاء معسكرات تدريب وإيواء لتلك الجماعات، وقد نتج عن ذلك اعتبار ليبيا من الدول الداعمة للإرهاب وتحميل الشعب الليبي أوزار وأعباء أثقلت كاهله بسبب تلك السياسة الخاطئة من قبل حكومة الوفاق. الجدير بالذكر أن نشاط تنظيم الإخوان المسلمين في ليبيا كان قديما، حيث تعتبر ليبيا من أوائل البلدان العربية التي بدأ فيها نشر فكر الجماعة في الاربعينات من القرن العشرين، بيد أن أول عملية اغتيال سياسي في ليبيا وقعت عام 1954، حيث تم اغتيال ناظر الخاصية الملكية المدعو (إبراهيم الشلحي) المقرب من الملك، ومن ثم ليترتب عن هذا الأمر إصدار الملك أمر يمنع بموجبه جماعة الإخوان المسلمين من ممارسة أي نشاط سياسي لاتهام القاتل علاقته بالجماعة.
ثانيا. التدخل التركي في ليبيا، هذا يظهر بوضوح في تصريحات الرئيس التركي أردوغان وتحديدا في أبريل 2019، والذي أكد خلاله” أن بلاده ستُسخر كافة إمكانياتها وستقف بحزم لمنع وبحسب وصفه المؤامرة التي تحاك على ليبيا واستقرارها، وأن تركيا تندد وتستنكر الاعتداء الذي يشن على العاصمة طرابلس؟!، هذا التصريح قد أثار جدلا كبيرا وطرح السؤال الأهم: ما هو الدافع السياسي الذي يدعو رئيس الدولة العضو في حلف الناتو لمثل هذه التصريحات، وما هي العلاقة الجيوسياسة بين طرابلس وأنقرة، وتاريخ التدخل الأردوغاني في ليبيا؟
أ. النقطة الأبرز في التدخل التركي في ليبيا، فهو يمثل أحد صفحات المؤامرة الإخوانية على مصر.
ب. فشل مساعي أردوغان في السيطرة على جزيرة سواكن الواقعة في البحر الأحمر شرقي السودان، التي سعت تركيا للسيطرة عليها لتتولى لإعادة تأهيلها وإدارتها لفترة زمنية غير محددة.
ج. مساعي أردوغان الدائمة وبكل الطرق إجهاض أي مشروع عري توحيدي، ولعل عداءه للمحور العربي (المملكة العربية السعودية ومصر والأمارات) خير دليل على ذلك.
تغيرات الدور التركي:
شهد الدور التركي مؤخرًا تغيرات حادة داخليا وخارجيا، وهو الأمر الذي انعكس على سياسة أردوغان التي تبدو وكأنها محاولة لإنقاذ موقفه، وتتمثل هذه التغيرات في:
1. خسارة حزب (العدالة والتنمية) الحاكم، وفوز المعارضة التركية في الانتخابات المحلية الأخيرة وتحديدا في العاصمة (أنقرة وأزمير) ، وهو ما يمثل انعطافه جديدة وقوية في الخارطة السياسية التركية، التي بالتأكيد ستكون لها تداعيات أخرى مستقبلا، لكن من البديهي أن أردوغان سيقضي على كل من يعارضه.
2. التراجع التركي في سوريا وتحديدا في مدينتي (منبج) (وأدلب)
3. المشاريع الأمريكية في المنطقة، وتقتصر شعبيته على جماعة الإخوان المسلمين.
4. مكانة السياسي (جولن) في تركيا، فهو كيان مواز لحكم أردوغان لا يُستهان به ويمتع بنفوذ كبير داخل وخارج تركيا ومدعوم أمريكيا واوربيا.
البُعد التوسعي:
أما فيما يخص التدخل التركي في ليبيا حديثا كان أم قديما، ففي أواخر أكتوبر عام 2014م، التقى مبعوث الرئيس التركي المدعو (أمر الله إيشلر)، علنا بـ (عمر الحاسي)، رئيس حكومة الميليشيات في طرابلس، وقد صرح إيشلر بأن تركيا سوف تستأنف رحلاتها إلى مدينة مصراتة الليبية الخاضعة لسيطرة الميليشيات (فجر ليبيا)، ومن المعروف أن كل من جماعة فجر ليبيا وجماعة أنصار الشريعة هم عبارة عن ميليشيات إرهابية خارجة عن القانون.
التحالف العربي الرباعي الذي أسقط مخططات أردوغان التوسعية:
وبالتالي فالموضوع أكبر من مجرد تصريحات من هنا وهناك، أو عبارات تنديد أو استنكار، فالقضية في جوهرها مؤامرة كبيرة يقودها التنظيم الدولي للإخوان المسلمين ومن خلفهم الذين يسعون إلى تدمير الأمة العربية والقضاء على مصالحها العليا، مستخدمين شتى أساليبهم وعقائدهم الإرهابية. بيد أن التحولات التي يشهدها الشرق الأوسط خلال الآونة الأخيرة فرضت سياسات جديدة محكومة بأدوار جديدة، وهو ما رسم خريطة التحركات الجديدة لمواجهة المشروع التخريبي وذلك من خلال التطورات والتداعيات. في المقابل جاء دور التحالف العربي الرباعي، وتحديدا مصر والمملكة العربية السعودية، وبروز القاهرة وإمساكها بخيوط المشهد لتقلب موازين المعادلة السياسية بالمنطقة، واستطاع مصر والسعودية أن يسقطا المؤامرة الإخوانية والمشروع التوسعي التركي.