ماذا تريد مسقط!

سامي العثمان

في الوقت الذي أعلنت السعودية رفضها التام وإدانتها وشجبها لما أعلنه الصهيوني نيتانياهو اذا فاز في الانتخابات القادمة سيضم أراض من الضفة الغربية المحتلة عام 1967، معتبرة ان هذا الإجراء باطل جملة وتفصيلًا،كما أكدت الرياض ان هذا ان هذا الإعلان يعتبر تصعيداً بالغ الخطورة بحق الشعب الفلسطيني ويمثل اختراقاً صارخاً لميثاق الامم المتحدة والقانون الدولي .
بكل تاكيد موقف السعودية من القضية الفلسطينية موقف ثابت لايتغير اطلاقاً مهما اختلفت العصور والدهور، وهذا مأكده المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، وزرع ذلك في ابنائه ولهذا لايمكن وتحت اي عنوان المزايدة على ذلك، وبالمقابل لم نسمع اي تعليق على اعلان نيتانياهو من قطر ولا سلطنة عمان. بالنسبة لقطر فقد تحدثنا طويلا عن تحالفها مع الصهاينة منذ إنقلب ألعاق على والده الشيخ خليفه رحمه الله وجعله مطارداً في جميع دول العالم، اما بالنسبة لمسقط فعلاقتها التاريخية بالصهاينة قديمة جداً واضحة في بعضها والبعض الآخر خلف الكواليس،اما الظاهر والواضح تماماً فقد أبتدأ منذ قيام إسحاق رابين رئيس وزراء بني صهيون لمسقط عام 1994م عندما حظي باستقبال السلطان قابوس رحمه الله، وكما ذكرت الانبأ حينها فقد تم نقاش المصالح المشتركة بين عمان وإسرائيل، بعدها استقبل الرئيس الصهيوني رابين في القدس وزير خارجية عمان يوسف بن علوي،الذي افتتح مكتباً تمثيلياً لعمان في القدس، ولهذا سبقت عمان دول العالم بأسره في تواجد ممثليه لها لدى بني صهيون،وفي عام 1996م وقعت بني صهيون اتفاقية مع مسقط بافتتاح ممثلية لبني صهيون في مسقط، في الوقت الذي لايوجد اي ممثلية لفلسطين في مسقط، فضلاً ان وزير خارجية عمان بن علوي التقى الصهيونية وزيرة خارجية بني صهيون ليفي في العديد من الموتمرات لاسيما التي تعقد في قطر!وفي مطلع 2018م وجه السلطان قابوس رحمه الله دعوة للصهيوني نيتانياهو لزيارة عمان والذي لبى الدعوة وقام بزيارة رسمية لمسقط استقبله السلطان قابوس على سلم طائرته،ولهذا لانستغرب اطلاقاً عندما يصرح بن علوي وزير خارجية عمان نهاراً جهاراً والذي اعتبر بن علوي بني صهيون لهم الحق ان يعيشوا بسلام في جميع اراضينا الفلسطينية المغتصبة،وان سلطنة عمان تجاوزت في علاقاتها مع بني صهيون مرحلة التطبيع!فضلاً عن تصريح بن علوي الصادم اثناء منتدى دافوس الذي استضافته الاردن “بأن على الدول العربية ان تتخذ إجراءات فورية لطمأنة بني صهيون كي تشعر بالأمان في محيطها العربي وأضاف ان بني صهيون وبالرغم من قوتهم العسكرية غير مطئنين على مستقبلهم”
يبقى ان اقول أيها السادة امام هذا الزخم من تصريحات بن علوي تشعر ان بن علوي وزير خارجية بني صهيون قبل ان يكون وزيراً لخارجية عمان، ثم لم نرى بن علوي يتحدث عن اخوتنا الفلسطينين الذين بذبح أطفالهم ونسائهم ويزج بشبابهم في غياهب سجون اسرائيل ظلماً وعدواناً.
غداً لنا موعد مع الجزء الثاني نتحدث من خلاله كيف كانت خيانة مسقط لتحالف العربي في اليمن، كذلك رفضها للاتحاد الخليجي وآي توافق بين الأشقاء العرب، وكيف دعمت ومررت الأسلحة والعتاد والأموال عبر منافذها للحوثي وكيف تستضيف للزنديق الارهابي المتحدث باسم الحوثي محمد عبدالسلام، وزميله الارهابي الاخواني حمود المخلافي اترككم في رعاية الله