عاجلمقالات رئيس التحرير

من يحقق امن الخليج؟

سامي العثمان

في الثمانينيات وعندما كنت مراسلا لاحدى الصحف حيث كنت اقوم بتغطية للقمة الخليجية التي انعقدت في العاصمة العمانية مسقط في حينها وعندما اتيحت لي الفرصة لاطرح بعض الاسئلة على امين عام المجلس وقتها الاستاذ عبدالله بشارة سألته وبكل حماس الشباب:
كيف يرى اهمية المقولة التي تقول ان امن الخليج لايحققه الا ابنائه ؟
،واجابني وبكل بساطته وصراحته وشفافيته والتي عرفت عنه،ان هذا الامر تفرضه الظروف وتستجيب له المعطيات والامكانيات في الوقت ذاته ،وبعد مرور هذه السنين اصبحت القضية الامنية اكثر وضوحا والحاحا وأهمية خاصة أن الأوضاع السائدة الحالية أصبحت اكثر تعقيدا،كما أن الصراع بين العديد من القوى أصبح على اشده في سبيل ضمان مصالحها في منطقة الخليج العربي،لاسيما اننا مررنا بأكثر من حرب ناهيك عن ما شهده العراق من تطورات مستمرة،فضلا عن تطورات الصراع الايراني الامريكي من جهة اخرى،اضافة لذلك الشعور السائد لدي الايرانيين انهم اصبحوا القوة الاحادية الجانب في المنطقة وبعد ان انتزعت العراق قسرا وقهرا من المشهد السياسي وكلاعب رئيسي في المنطقة فضلا عن تدميره تماما وتذويب جميع مفرداته،هذا بجانب تسويق ايران لنفسها كقوة نووية وهذا الامر وبدون ادنى شك انعكس على دول مجلس التعاون الخليجي والذي بدأ يتوجس الخطر القادم من ايران والتي تسعى لزعزعة استقرار المنطقة وضرب مفاصلها الداخلية وتحت اي مسمى او عنوان،ولهذا كان لزاما على دول المجلس ان يعيدوا حساباتهم تماما خاصة فيما يتعلق بالأمن الخليجي وذلك من خلال التالي:
1 – ضرورة اشاعة مفهوم التماسك والوحدة الوطنية وبعيدا عن المزايدات التي عانينا منها كثير.
2- مقاومة الاخطار التي تلبس عباءة الاسلام سواء كانت ايرانية او افغانية او سودانية او مصرية او باكستانية وغيرها .
3-يجب ان يحقق مجلس التعاون مفهوم الكيان المستقبل الواحد لابنائه اسوة بالكيانات الحضارية المتقدمة مثل الولايات المتحدة الامريكية واستراليا وكندا وغير ذلك.
4- بناء القدرة العسكرية وبما يتناسب مع الاوضاع السائدة خاصة القدرات الصاروخية .
5 -الدفع باتجاه مشروع امتلاك القدرة النووية اسوة كذلك ببعض الدول الاسلامية الاخرى وذلك لاحداث توازن استراتيجي في المنطقة .
6- مشاركة دول المجلس في اي مباحثات نووية تتم بين امريكا وبين ايران باعتبار ان دول المجلس شريكه في الارض والبيئة في حالة لو حدث لاسمح الله حربا امريكية ايرانية وما يمكن ان تسببه من اثار وكوارث شعاعية نووية يمكنها ان تقضي على كل شيء.
ويبقى ان اقول ايها السادة : يجب كذلك ان لا ننسى ان دول المجلس بأنها ليست بمنأى عن الاحداث الجارية ومملكة البحرين والتي تشهد محاولة فارسية ايرانية لضرب المفصل البحريني وعلى جميع المستويات ومختلف للاصعدة هي التي تؤكد ماطرحه في هذ السياق لذا لابد ان نفيق من سباتنا وان ندفع باتجاه وعلى وكما ذكر الامير تركي الفيصل بان امن اي منا هو امن للاخر،ومصيبة اي منا بلوى للجميع،وعلية سيادتنا واحدة واي تنازل عن جزء من عناصر السيادة الوطنية لمصلحة السيادة الجماعية يجب ان لايؤخذ بحساسية،واضاف الفيصل الي كيف ان دول المجلس استجابت للتحديات التي واجهت بعض اعضائة كسلطنة عمان ومملكة البحرين ومن قبلهما الوقوف بجانب دولة الكويت.
csamino1@hotmail.com

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى