هذا ما كان يحضر للانقلاب الكبير من قبل حزب الله وجبران باسيل
الثورة المضادّة
في التفاصيل
تمّ الاتّفاق بين الأمين العام لحزب اللّه السيّد حسن نصرالله و وزير الخارجيّة جبران باسيل على تنفيذ انقلاب لانتخابه رئيساً للجمهوريّة
وجرى تحديد يوم ٣١ تشرين الأوّل الجاري، تاريخاً لاستقالة فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، عبر رسالةٍ يقوم بتوجيهها للشعب اللبناني، ويعلن فيها أن أسباب الاستقالة هي وضعه الصحّي.
وعلى الأثر يدعو رئيس مجلس النوّاب الأستاذ نبيه برّي الى جلسةٍ لانتخاب رئيس جديد.
على أن تسبق هذه الخطوة، عدّة مراحل متدرّجة بالتاريخ والتفاصيل، وهذه أبرز نقاطها :
١- تأزيم الوضع المالي والنقدي، توطئةً لتحضير الشارع الموالي للمحور السوري-الايراني للنزول الى الشارع والضغط على الحكومة وتحميلها أسباب الأزمة الاقتصاديّة، فتردّ الحكومة ببعض الوعود الاصلاحيّة وتعمل على تصعيد سياسي على المعارضة بأنّها هي التي تعرقل اجراءات الاصلاحات، بما يدفع بهذه المعارضة للخروج من الحكومة، وبالتالي اظهارها بأنّها تتخلّى عن مسؤولياتها تجاه مواطنيها، تمهيداً لعزلها سياسيّاً وشعبيّاً.
٢- اعلان الوزير باسيل عن زيارة سوريا للتفاوض لاعادة اللاجئين السوريّين.
٢- اشعال حرائق بالأحراج وبالمناطق المسيحيّة تحديداً واتهام اللاجئين السوريّين بافتعالها ردّاً على محاولة اعادتهم الى سوريا.
٤- تقوم الحكومة بتقديم مشروع مسودّة لموازنة ٢٠٢٠، وأبرز الاصلاحات فيها زيادة الضرائب وتقليص النفقات، فتأتي ردّة الشارع رفضاً للمشروع، ويتم اقفال الطرقات.
وهذه الخطوة تقوم بها مجموعات مندسة من حزب الله وجهاز أمن الدولة والتيار الوطني الحرّ (كما حصل في بيروت وجبيل).
٥- تقوم القوى الأمنية والجيش بفتح الطرقات بالقوّة، ويقوم المندسّون باعتراضها، ولو باستعمال القوّة المعاكسة، اضافة الى مجموعة المواطنين المعترضين.
تعمد القوى الأمنية الى احتجاز بعض المعترضين من المجموعتين ويجري التحقيق معهم، فيعترف بعض الموقوفين من المندسّين بأنّهم مدفوعون من القوّات اللبنانيّة والكتائب والحزب التقدّمي الاشتراكي لقطع الطرقات بهدف القيام بانقلاب عسكري ضد السلطة.
٦- يقوم وزير العدل بالطلب من المدّعي العام اصدار قرار بتوقيف سمير جعجع والنائب السابق وليد جنبلاط ويعمل مجلس الوزراء على اصدار قرار بسحب الترخيص من حزب القوّات اللبنانيّة وبسحب الترخيص من الحزب التقدّمي الاشتراكي.
وتقوم قيادة الجيش باعلان حالة الطوارىء على كافّة الأراضي اللبنانيّة وتسكير كلّ المعابر البريّة والمرافق والمطار.
٨- يجتمع مجلس النوّاب وينتخب جبران باسيل رئيساً جديداً للجمهوريّة اللبنانيّة.
غلطة الفجعان بوطن
١- الخطأ الكبير الذي أفشل انقلاب السلطة على لبنان، هو اعلان الوزير باسيل في ١٣-١٠-٢٠١٩ خلال مهرجان الاحتفال بذكرى ١٣ تشرين الأوّل أنّ التيار الوطني الحر سيجرف كلّ معارضيه كالمياه الجارفة، وسوف يقلب الطاولة عليهم.
ونسب لنفسه كلّ الصفات الحسنة وألقى على خصومه (وبعض حلفائه أيضاً) كلّ الصفات السلبيّة من التعطيل الحكومي الى عناوين الفساد.
وحدّدَ تاريخ ٣١ من الشهر الجاري موعداً للطلب من رئيس الجمهوريّة التصرّف كرئيس جمهوريّة فعلي، في اشارةٍ رمزيّة الى دعوته رئيس الجمهورية الى الاستقالة.
وهذا الخطاب أدّى الى ردّاة فعل سياسيّة وشعبيّة، والى تظهير وتكبير صورة ما يتمّ التحضير له عند الرأي العام اللبناني.
وأدّى الحماس الشعبي ضد تصرّفات باسيل وتصريحاته الاستفزازيّة وضد الاجراءات الضريبيّة والفساد الى ردّة فعل (زائدة عن اللزوم) ، وتزايدت النقمة، فولّدَت ثورة، وانقلب السحر على الساحر ..