هل النفط الذي قفز بالسعودية للعالمية؟

سامي العثمان
صحيح النفط كان سبباً هاماً في تطور السعودية وتقدمها ولكن الاكثر صحة ان من استخدم هذه الثروة ومايملك من فكر وطني ملهم في تطوير بلاده وانعكاس ذلك على مواطنيه لعيشوا حياة كريمة مفعمة بالعيش الرغيد والكريم والرخاء،هذا ماحققه ولاة الامر منذ اكتشف النفط في عهد المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه الذي لم يكتفي بتسخير موارد النفط فقط في تطوير بلاده وشعبه بل انعكس ذلك على العالم العربي والاسلامي والذي كان يجد الدعم المادي من المملكة، ومنذ ذلك الحين استمر ابنائه البررة على نفس النهج،ولذلك كانت ولاتزال الميزة الاساسية للتجربة الانمائية المتطورة في المملكة انها ترتبط في جوهرها بالتحدي الحضاري عبر كل مجالاته، ذلك لانه من غير امتلاك مقومات ذلك التحدي تبقى التنمية محدودة الفعالية ويبقى الفرق بين مظاهرها في البلدان المتقدمة وتلك السائرة في طريق النمو، ولعل هذه ماحدا بالمملكة ان تدخل التجربة التقنية المتطورة في جميع المجالات ومن بابها الواسع بأستخدام احدث ماتوصل اليه العلم لكن في اطار المحافظة على مقومات الآصالة.
فالانسان السعودي اصبح مضرب للامثال لدى الدول المتقدمة بفضل الله ثم بفضل اهتمام ورعاية ولاة الامر هذا من ناحية ومن ناحية اخرى العمران الذي يعتبر احد المظاهر البارزة للاصالة والموروث الثقافي، لكنه يحتاج ايضاً للتطوير من خلال الاستفادة من الخبرات العلمية والتقنية المتطورة واذا اخذنا احد مدننا الكبيرة مثل الرياض، جدة، الدمام على سبيل المثال كنموذج لهذا التطور فاننا نقف بحق امام مدن نموذجية في كل شيء ، كل ذلك التطور والقفزات نحو العالمية سبقها الفكر النير والتخطيط السليم والوطنية والانتماء والولاء قبل ان يكون سبب ذلك النفط ، هذا بأختصار كيف تم تسخير النفط لخدمة الوطن والمواطن، فالثروات التي لايصاحبها فكر ومشروع ليس لها قيمة وتضيع هباء منثورا. وكما نشاهد ونلمس في دول كثيرة ومنها ايران وفنزويلا وغيرها.