عاجلمقالات

وجهان لعملة واحدة

 

لنفهم العلاقات بين البشر لا بد من أن نسترجع التاريخ قليلاً ففي عام 1923م (هذا التاريخ هام سيتكرر خلال الفترة القادمة كثيراً ) أسقطت الدولة العثمانية  وفي عام 1928 م تأست جماعة الإخوان المسلمين التي قامت على أساس إعادة الدولة الاسلامية بسبب حب السلطة .

بعد تأسيس جماعة الإخوان المسلمين سعى القائمين عليها على التقريب وتوحيد المذاهب الإسلامية  وفي حج عام 1948م تم لقاء بين لقاء بين حسن البنا والمرجع الصفوي آية الله كاشاني والسؤال الذي يطرح نفسه كيف تريد أن تتقرب مع من يقذف أم المؤمنين عائشة بنت ابي بكر الصديق رضي الله عنهما ويسب أبي بكر وعمر رضي عنهما إلا إن كان هناك أمر ما وهو حب السلطة  .

بعد لقاء قطب بالمرجع الصفوي زادت الزيارات من قبل الإيرانيين إلى مصر وأستضافت دور الضيافة التابعة للإخوان العديد من الملالي الذين بدورهم قاموا بترجمة بعض كتب الإخوان إلى الفارسية لما وجدوا فيها ما يتوافق مع نهجهم وحماس شباب الثورة الإيرانية مع مؤلفات الأخوان الثورية ومِن من قام بترجمه كتب الإخوان إلى الفارسية المرشد الحالي لإيران علي خامنئي ، واستمرت الزيارات حتى عام 1979م وقيام الخميني بالثورة على الشاة والإعلان عن جمهورية إيران الإسلامية ليكون الإخوان من أوائل المهنئين للخميني بهذه الثورة لم يتوقف توافق الإخوان مع الصفوين عند هذا الحد ففي أحداث عام 2006م هتف الأخوان في مصر بـ ( لا إله إلا الله كل مصر حزب الله ( واطلق بعضهم على حسن نصر الله ( صلاح الدين ) ، ومع تولي الرئيس المعزول محمد مرسي أعلن عن فتح السياحة الإيرانية في مصر إلا أن الشعب المصري الواعي أحبط تلك المغامرة .

من الواضح أن إنجذاب الإخوان لإيران الصفوية مبنى على أنها النموذج الذي ترى فيه الدولة التي يحلم بها الإخوان حتى وإن أختلفوا بالمذهب واتحادهم  مبني على مصالح مؤقته لن تدوم طويلاً متى ما وصل كل منهم الى مبتغاه سينشأ عداء كبير فإن اتفقوا بالظاهر فبالباطن خلافات عقدية ليست باليسيرة .فكيف لمسلم حق يرضى على أم المؤمنين ما يدعيه الصفويين .

وكما إتفق الصهاينة مع الصفوية في عداء الإسلام والعرب يتفق الصفوية مع الإخوان في عداء المنهج الإسلامي الصحيح الممثل في المملكة العربية السعودية مهبط الوحي وقبلة المسلمين وحاضنة الحرمين التي إتخذت من القرآن الكريم دستوراً لها منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود وسار من بعده أبنائه الى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو نائبة الأمين صاحب السمو الملكي محمد بن سلمان بن عبدالعزيز .

فالإخوان والصفوية وجهان لعملة واحدة حب السيطرة وحكم العالم بعبائة الدين حفظ الله المسلمين والعرب من شرهم ومكرهم وأدام على الأمتين الأمن والأمان .

 

عبدالله بن حمد الحلوة

Abdullah.alhelwah@gmail.com

تويتر: @abdullaalhelwah

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى