أيها المتكبر ، أتظن نفسك ملاكاً ؟ أنت بشر ، مخلوق من طين ، تحمل في بطنك العذرة ، وتفعل في الخلاء ما يذكّرك بضعفك وهوانك ، عندما تجلس لتتغوط ، ورائحتك المنتنة تزكم أنفك ، حاول أن تتذكر كل ما قلت في حق الناس من كلمات الكبر والاستعلاء ، راجع الإسراف في البذخ والتباهي ، وعد إلى تاريخك المتعجرف ، استذكر نظراتك لمن هم أقل منك مالاً وقدرة ، ستجد أنك حقير ، لا تساوي شيئاً ، فكّر في ضعفك ، تذكر أنك لا تختلف عن غيرك في شيء ، تذكّر أنك مخلوق ضعيف ، وأن كل ما لديك من نعم هو من الله ، فلماذا تتكبر؟ ولماذا تستعلي على غيرك؟ أنت لست بأفضل من أحد ، ولست بأحسن من غيرك ، فليكن درسك في التواضع ، وليكن شعارك الإحسان إلى غيرك ، والتواضع للخلق فضلاً عن التواضع لخالقكم جميعاً ،
ألا تعلمون أن المناصب زائلة ، والمال فانٍ ، والقدرة ضعيفة ، والصحة إلى زوال ؟ ستجد نفسك يومًا ما ضعيفاً ، تتمنى فيه صحة من تكبرت وتعاليت عليهم ، وستموت ، ولعل الفقراء يسبقونك إلى رحمة الله وجنته ، فاتقوا الله ، واعلموا أنكم ستقفون بين يدي العزيز القدير ، يوم لا مجال للمنازعة أو الجدال ، أيها المتكبرون ، تواضعوا لعظمة الله ولا تنازعوه في صفاته فهو الكبير المتكبر وذلك لا يليق إلا به جل جلاله .
ياسين سالم
كاتب سعودي