مقالات

‏كبير الإرهابيين البغدادي أين كان ومن يأويه ولماذا ظهر الآن؟

أحمد الاشرفي

في حركة مسرحية ممجوجة لن تجدها إلا في المسلسلات التركية الهابطة، ظهر كبير الإرهابيين البغدادي، مرتديا ملابس ثقيلة تقيه من برد المنطقة التي يأوي فيها وهو بكامل صحته، وخلفه سلاحا يتمثل في رشاش آلي ، وأمامه ملثمون من أتباعه يتبادل معهم الحديث الذي يكشف عما تكنه نفسه الشريرة تجاه العالم وتجاه الأبرياء في منطقتنا واستمر في هذا العفن 18 دقيقة… وغاب عن المشهد وأيضا كما تعودنا ممن هلكوا قبله في القاعدة (بن لادن) المندوب الحصري لقناة الجزيرة في مثل هذه المواقف وهو الصحفي عبد الباري عطوان الذي كان يسبق اسم الإرهابيين (بن لادن والظواهري) بلقب الشيخ …. وأعتقد أنه لم يدر أن الإرهابي البغدادي، أطلق على نفسه صفة خليفة المسلمين لينافس اردوغان في منصبه..
لقد ظهر كبير الإرهابيين مرتديا ملابس ثقيلة تقيه من برد المكان الذي اختاره ليكون مأوى (دائما أو مؤقتا) له، وأعتقد أنه في تركيا أو إيران وهما الدولتان اللتان يتميزان ببردهما الشديد في هذا الوقت بالذات ، خاصة بعد أن تم مواجهة الدواعش أولا في شمال العراق بمعرفة القوات العراقية والقوات الامريكية ، وأخيرا في شمال سوريا بمعرفة قوات سوريا الديمقراطية بدعم أمريكي وبعض دول التحالف الدولى وتم طردهم من باغوز، وهلك كثير من الدواعش الذين استمروا في اطلاق النار على القوى المهاجمة ، وسلم بعضهم نفسه للقوات المهاجمة في مشهد مذل … وكثير منهم هرب من الحدود الشمالية السورية واستقبلتهم القوات التركية التي تحتل (عفرين) بالترحاب، كما استقبلتهم القوات الإيرانية أيضا، وترك الارهابيون نساءهم ومعظمهم اللواتي تم اغتصابهن، ومعهن أطفالهم خلفهم وهربوا ليواجهوا مصيرهم الأسود الذي سببه لهم الارهابيون الدواعش المجرمون)، وقامت قوات البلدين في تركيا وايران بمعالجة الجرحي من الدواعش الذين لم يتمكنوا من العودة للبلدان التي أتوا منها،
ثم قامتا بتصدير عدد من الدواعش الى المناطق الملتهبة في العالم ومن ذلك ليبيا على سفن أو طائرات قطرية وايرانية وتركية … وهذا ما أثبتته الاحداث الجارية في طرابلس ليبيا والتي بدأت قوات الجيش الليبي الوطني بقيادة البطل المشير حفتر في تحريرها من حكومة السراج وزبانيته ومن المليشيات التي تحميه ومنها مليشيات القاعدة وبوكوحرام وداعش ومليشيات تشاد والنيجر ، وكذلك مليشيات خوان الملسمين والمتأسلمين الذين وجدوا المأوى والدعم والمال في حكومة فايز السراج العميلة…
يتزامن ذلك مع قرار أمريكا بفرض عقوبات على ايران بسبب دعمها للارهاب العالمي، ثم بإلغاء تصدير البترول للدول التي كانت مستثناه ومنها الصين وتركيا والهند، وتضييق الخناق على الاقتصاد الإيراني والوصول بنسبة التصدير الى (الصفر) .. ومع تهديد ايران المستمر بغلق مضيق هرمز إذا لم يتم تمكينها من تصدير بترولها … وأخيرا مع قيامها وكعادتها بفبركة فيلم كرتوني عن قيام طائرة بدون طيار بتصوير حاملة الطائرات الامريكية (أيزنهاور) وتم فضح ايران وفيلمها الذي انتجته ، وليس موضوع اختراع طائرة (كوثر) من ايران ببعيد …
كما يتزامن ظهور المجرم الإرهابي (البغدادي) مع الاحداث الدامية التي تمت في نيوزيلندا بقيام المجرم الأسترالي الذي سبق له وأن زار تركيا والتقى بالارهابيين هناك، بقتل رواد عدد 52 مسلما كانوا يؤدون صلاتهم في مساجد نيوزيلندا …. وأخيرا قيام الإرهابيين في سيرلانكا بالهجوم على الكنائس والفنادق وقتل أكثر من 250 بريئا، وقد اعترفت داعش بالقيام بهذا العمل الاجرامي، بل ثبت قيام قيادات داعش في سيرلانكا التي نفذت عملها الاجرامي في سيريلانكا بلقاء المجرم مفتي الإرهاب القرضاوي بدوحة الأشرار ، كما سبق لمفتي الإرهاب القرضاوي أثناء زيارته لاستراليا بلقاء عدد من المسيحيين المصريين الذين يتزعمهم مهندس يعمل بسكة حديد استراليا واسمه هاني سوريال ، ومعه عدد من أتباعه الذين شكلوا جماعة إرهابية تسمي (أقباط ضد الانقلاب) ، حيث التقطت له ولهم صورة تضمهم وهم يرفعون شعار الماسونية رابعة، ويشتمون ويسبون بابا الكنيسة تاوضروس.
وليس غريبا أن يظهر كبير الإرهابيين البغدادي وصحة لقبه (السامرائي) في هذا الوقت بالذات خلال هذه الاحداث، ليثبت ( وهو واهم ) أن داعش لا تزال في أوج قوتها وأنها قادرة على ارتكاب عملياتها الإرهابية في كل أنحاء العالم سواء من خلال عملائها في نيوزيلندا ، أو أتباعها في سيرلانكا وطرابلس ليبيا وأفريقيا وحتى أوروبا….

ويبقى الأهم في كل ذلك أن البغدادي وميليشياته المجرمة ما هي إلا ذيول تأتمر برؤوس أفاعي لا تزال تنفث سمومها لتصيب الأبرياء في كل أنحاء العالم …يستوي في ذلك العربي والاوروبي والامريكي والافريقي والاسيوي والنيوزيلندي… هذه الرؤوس التي تمثلها دويلة قطر بالمال والدعم، وتركيا وايران بالتدريب والتسليح .. ومعها مليشيات الحشد الشعبي وعصائب الباطل، ومليشيات حماس الاخوانية… ولن يستقيم الامر إلا بقطع رؤوس الافاعي الداعمين للإرهاب العالمي … أما المجرم كبير الإرهابيين (البغدادي أو السامرائي) فلن يفلت من العقاب في الدنيا والاخرة … وأملى لهم إن كيدي متين.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى