بايدن قف عند حدك!!

سامي العثمان
مع احترامي للسيد للرئيس الامريكي بايدن يجب ان يعي بأن السعودية اليوم اصبحت تتجاوز جميع التحديات والصعوبات لتحقيق مستقبل شعبها وشعوب الامة العربية والاسلامية باعتبارها تقود العالمين العربي والاسلامي، لاسيما ان خلف كل ذلك قيادة حكيمة وملهمة تترجم الطموحات الحقيقية والامال العريضة للمستقبل الوطني والعربي والاسلامي فضلا عن علاقاتها بمواطنيها المستمدة من وجودها الحضاري ولعل هذا السر في تحمل القيادة السعودية ممثلة بشخص الملك سلمان وولي عهده محمد بن سلمان لاعباء ادارة الدولة على الصعيد الداخلي واعباء المهمة الموكولة للمملكة تاريخياً وحضاريًا بالكثير من الشجاعة والحكمة وبعد النظر، صحيح ان الملك سلمان بتجربته الغنية والثرية يعطي النموذج الاصدق للقائد التاريخي الذي يستقرئ الاحداث برؤية السياسي الملهم الذي يجمع بين حصافة المفكر ورصانة الباحث وصبر المؤمن ورصيد رجل التاريخ ورؤية الاستراتيجي المبدع،لكن الصحيح كذلك ان مواصفات القيادة قد اهلت الملك سلمان ليكون في طليعة الزعماء السياسيين الذين يتركون بصماتهم على الاحداث ويؤثرون في مساراتها فأندمحت بذلك خاصيتان نادرتان في التاريخ المعاصر الدولة ككيان حضاري وتكتل بشري وعمق تاريخي قادر على ان يربط في سلسلة متينة بين حلقات تاريخه وحاضره وتطلعاته المشروعة والنبيلة المؤهلة لخوض غمار التجربة المستقبلية وهذا بالذات ما ينطبق على المملكة التي تتمثل الدولة بمفهومها الشامل الذي يطبعه الاستقرار والامن والتوازن والعطاء والقيادة كمسؤولية تبلور تلك الطموحات وترتقي لمرحلة الانضاج ،من غير ان تحول المسؤولية كأمانة تاريخية الى ترف ومغامرة او نزوعات باتجاه التعصب او التسلط، فالقائد الحكيم هو ذلك المسؤول الذي يعرف كيف يجسد امال ابناء امته ووطنه بالاسلوب الذي يجعل الامة مقتدرة والوطن قويًا ، فهذا يعني الربط بين اطراف المعادلة الصعبة حيث ان سلامة المجتمع اي مجتمع في هذا الزمن تبدو وكأنه مقدرًا لها ان تدخل في انفاق الصراعات والحروب والازمات، غير ان الامر بالنسبة للقيادة السعودية قد اتجه لادراك قوانين الصراع المتحكم في المنطقة وغيرها من بلدان العالم فعمدت المملكة في المقام الاول في الانصراف لبناء الانسان وتحصين الوطن وبلورة الدور القيادي والريادي لمسؤولياتها التاريخية تجاه الامة العربية والاسلامية والعالم.
يبقى ان اقول للسيد بايدن هذه السعودية وهذا هو تاريخها وهذه هي حضارتها فمهما استخدمتم او لفقتم او افتعلتم من قضايا وملفات ضدها ستبقى صامده ولن يضيرها اي شيء، فضلا عن كيانات واحلاف تأمرت على السعودية وفي النهاية سقطت كل تلك الكيانات والاحلاف وبقيت السعودية شامخة تعانق السحاب ، ولذلك ستخسر سيد بايدن الرهان على ذلك واقول لك من باب الشفقة قف عند حدك.