عاجلمقالات رئيس التحرير

٩١ عاماً قيادة حكيمة ورسالة مستمرة!

 

سامي العثمان

٩١ عاماً و القيادة والدولة يمثلان بالنسبة لولاة امرنا مثالاً البنيان الفكري والسياسي والاقتصادي المتماسك في عالم تتنازعه الصراعات الماديه، والاضطرابات السياسية وتهيمن عليه الايدلوجيات المتناقضة، فأن ذلك البنيان هو مايميز حقاً المملكة كدولة تجمع بين الخصوصيات الآصالة المتجذرة في عمق التاريخ وبين تطلعات المعاصرة التي تؤهلها على الحفاظ على ذلك الدور التاريخي الذي هو عنوان وجودها منذ الولادة، وبمثل هذه الخصائص ان كانت تبرز ملامح الاستقرار ومظاهر الامن النفسي والاجتماعي والسياسي الذي تتمتع به المملكة فانها في نفس الوقت تؤكد على اهمية هذه العناصر مجتمعة لتكوين الدولة الحديثة وفق منظور يكاد يكون متميزاً في صورته لكنه يبقى في مضمونه نموذجًا لايماثله اي نموذج اخر من حيث التأكيد الدائم والمستمر على اهمية الانسان وعلى ماتوليه المملكة من عناية تأخذ في اعتباراتها المقومات الروحية كاساس في عملية البناء وتأخذ ايضاً مقومات الانفتاح والدخول في العصر لايرهن ذاته لاشكال الهيمنة المادية وجبروت الآلة وطغيان الايدلوجيا التي تحول العلاقات الانسانية الى انماط تتناقض والبعد الانساني ، واذا كانت الميزة الاساسية لتجربة غنية من هذا النوع تكمن في بروز قيادة حكيمة وملهمة من خلال حكامنا وولاة امرنا فأنما يترجم ذلك الطموحات الحقيقية والآمال العريضة للمواطن السعودي، فان الاهم في طبيعة العلاقة الحميمية التي ربطت وتربط بين حكامنا وولاة امرنا والشعب كونها مستمدة من آصالة الوجود الحضاري للمملكة ممثلة بحكامنا جميعهم لاعباء الدولة داخلياً واعباء المهمة الموكلة للمملكة تاريخياً وحضارياً بالكثير من الشجاعة والحكمة وبعد النظر.ولذلك نجد خادم الحرمين الملك سلمان وبتجربتة الغنية والثرية يعطي النموذج للقائد التاريخي الذي يستقرئ الاحداث برؤية السياسي الملهم الذي يجمع بين حصافة الفكر ورصانة الباحث وصبر المؤمن ورصيد رجل التاريخ ورؤية الاستراتيجي المبدع، لكن الصحيح كذلك ان مواصفات هذه القيادة قد اهلت الملك سلمان ليكون في طليعة الزعماء السياسين الذين يتركون بصماتهم على الاحداث ويؤثرون في مساراتها، فأندمجت بذلك خاصيتان نادرتان في التاريخ المعاصر الدولة والقيادة،الدولة ككيان حضاري وتكتل بشري وعمق تاريخي قادر على ان يربط في سلسلة متينة بين حلقات تاريخه وحاضره وتطلعاته المشروعة والنبيلة والمؤهلة لخوض غمار التجربة المستقبلية.، وهذا ماينطبق على المملكة التي تتمثل الدولة بمفهومها الشامل الذي يطبعه الاستقرار والأمن والتوازن والعطاء والقيادة كمسؤولية تبلور تلك الطموحات وترتقي بها لمرحلة الانضاج والتحقق، من غير ان تحول المسؤولية التاريخية لترف او مغامرة او نزوعات باتجاه التعصب والتسلط، فالقائد الحكيم هو ذلك المسؤول الذي يعرف كيف يجسد آمال شعبه وامته ووطنه بالاسلوب الذي يجعل الامه والوطن قوياً فهذا يعني الربط بين المعادلة الصعبة حيث ان سلامة المجتمع وكأنه مقدر لها ان تدخل في صراعات وحروب وآزمات غير ان الامر بالنسبة للقيادة السعودية قد اتجه لادراك قوانين الصراع المتحكم في المنطقة وفي غيرها من دول العالم، فعمدت المملكة في المقام الاول للانصراف لبناء الانسان، وتحصين الوطن، وبلورة الدور الريادي لمسؤولياتها التاريخية تجاه الامة العربية الشعوب الاسلامية والانسانية.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى