عاجلقضية و حوار

العلامة عبدالله بن رداس ومحطات في حياته

 

كتب / سامي العثمان

 

الشيخ عبدالله بن محمد الرادس

اسعدها كثيراً صحيفة العرب من المحيط للخليج العربي” صحيفة العروبة اليوم ان تسهم في عرض سيرة المفكرين والادباء والشعراء العرب الذين اثروا الساحة الثقافية العربية ونالوا اعجاب الجماهير والنقاد العرب والذين ستبقى بصماتهم علامات على جبين الامة العربية، عبر “صفحات من التاريخ” نستعرض معكم في كل عدد قادم السيرة الطاهرة لعباقرة المفكرين والادباء العرب حتى يبقون دائماً في ذاكرة الاجيال ضيفنا في هذا العدد العميد متقاعد أ/ خالد بن عبدالله الرداس العلوي الحربي ليحدثنا ويحدثكم عن سيرة ومدرسة الاديب الكبير والمؤرخ والشاعر وفارس اللغة العربية والده الشيخ / عبدالله بن محمد الرداس العلوي الحربي رحمه الله..

الوالد رحمة الله من مواليد عام 1922 ، كانت فترة الطفولة انا واخواني من اجمل الفترات العمرية حيث كان الوالد يشجعنا على الدراسة والمثابرة وكان رحمة الله لايتهاون إبدأ في العلم لان الوالد كان متعلمًا وسابق عصره وجيله حيث انه كان يساعدنا في المذاكرة وحل الواجبات الدراسية وهذا كان من النادر حدوثه في ذلك الزمن لان اغلب جيل الوالد لم يكونو متعلمين. الوالد اتاحت له الفرصة لدخول المدرسة حينما سكن مكة المكرمة وهو طفل مع والده حيث ان مكة المكرمة في ذالك الوقت الثلاثينات الميلادية توجد بها مدارس نظامية فواصل الوالد الدراسة حتى حصل على الشهادة المتوسطة ومن ثم انتقل الى مدينة الرياض والتحق في المعهد العلمي الذي يوازي الشهادة الثانوية ، حيث لم تكن الجامعات بدأت في ذالك الوقت.

•• وكان الوالد لديه مكتبه تظم مئات الكتب التي كان يشتريها من داخل المملكة ومن خارجها فكان يشجعنا ويحثنا على القراءة حيث اذكر انه قال لنا انه حفظ المعلقات كلها وهو بعمر الثانية عشر وحفظ لامية العرب للشنفرى وهي الف بيت وهو بسن الطفولة ،واذكر انه كان يعطينا كتب نقرًائها في الاجازات والذي ينهي قراءة الكتاب يكافئه بشرا اي شي يريده. وكان الوالد لما يسمع احد من ابنائه يتحدث بكلمة عامية يعلمه فورًا مرادفتها بالفصحى وكان يتمنى أن اللغة الفصحى هي التى تسود في احاديثنا اليومية بدلا من اللهجة العامية. واذكر كذلك انه كان يهتم جدًا في قواعد الكتابة ويحاول دائمآ ان يعلمنا فن واصول الكتابة العربية بقواعدها واملائها ، وكان دقيق جدأ في هذا الشان وكان يغضب بشدة عندما يرى مقال في الصحف وبه اخطاء في القواعد آو الأملاء او عندما يسمع احد المذيعين في الراديو او التلفاز يخطى في النطق او القواعد.

•• وكان رحمه الله مدافع بشراسة عن اللغة العربية وعن تراث وتاريخ العرب وامجاده بوجه اعداءها من الشعوبيين وغيرهم ، حيث له ان له الكثير من المقالات في عدد من الصحف في هذا الشان، وكذلك قام الوالد بتاليف مجلدين من اربعة اجزاء جمع وحفظ بها شعر نساء الجزيرة العربية النبطي حيث جمع شعر 180 شاعرة، بإسم (شاعرات من البادية). وبدا بجمعه في بداية الستينات الميلادية من خلال قيامه بالذهاب الى مواطن واماكن الشاعرات في ارجاء المملكة حيث كانت له دراية كبيرة باسماء اغلب الشاعرات واماكنهم ، فكان باخذ القصايد منهم شخصيا اذا كانو على قيد الحياة انذاك او من ابنائهن او احفادهم. واذكر ان قال لنا او تاخرت عشر سنوات عن جمعه لاندثر اغلبه. حيث يعتبر هذا الكتاب المصدر الأول في شعر نساء الجزيرة العربية. وقد واجه الوالد صعوبات كبيرة في فسحه وطباعته. حيث إنه واجه حملة شعواء من بعض المتشددين في الدين على نشرة لان بعض القصائد تحتوي على ابيات من الغزل ( وهو غزل عذري وعفيف) وحاول الوالد ان يفهمهم ان هذا موجود في شعر شاعرات العرب في صدر الإسلام ولا يوجد به اي نوع من الابتذال او ماشابه ذالك ، كشعر الخنساء وليلى الاخيلية ، ولكنهم اصرو على محاربته وعدم الاذن بفسحه. الى ان ذهب الوالد الى الملك فيصل رحمة الله واعطاه نسخة من الكتاب ، وسر الملك فيصل جدًا وشكر الوالد على تآليفه وحفظه لشعرهن، حيث كما هو معروف ان الملك فيصل شاعر ومتذوق كبير للشعر وامر فورًا بفسح الكتاب ونشره.

وكذالك قام الوالد أيضًا بتأليف مؤلف يجمع شعر الرجال في الجزيرة العربية من جزئين.

………………

تتابعون قريباً على صفحات صحيفتكم العروبة اليوم
صفحات من تاريخ الفكر والاداب والثقافة العربية واللغة العربية مع فارس الادب والفكر والثقافة واللغة العربية العلامة السعودي أ/ عبدالله بن محمد بن رداس العلوي الحربي وكيف يرى النقاد كيف اضاف بن رداس الشيء الكثير للمكتبة العربية.

 

 

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى