غير مصنف
أخر الأخبار

العثمان يكتب.. بدو الصحراء!!

 

بدو الصحراء أسّسوا حضارة وتاريخًا وشيدوا دولاً وعواصم عالمية
كانت المصحراء، منذ فجر التاريخ، أكثر من مجرد فضاء جغرافي على مدّ البصر؛ كانت مدرسة كبرى لصناعة الإنسان. فمن رمالها الخشنة، ورياحها التي لا تهدأ، وليلها الفسيح، خرجت جماعاتٌ بشرية استطاعت أن تحوِّل القسوة إلى حكمة، والشدّة إلى صلابة، والفُرقة إلى هوية جماعية متماسكة. هؤلاء هم بدو الصحراء؛ الرجال الذين علّموا الأرض معنى الصبر، والنساء اللواتي حملن في أكفّهن نار الحياة، فأبقينها متقدة رغم ندرة الماء وبُعد المدى.
لم يبنِ البدو حضارتهم من الرخام ولا من أعمدة المعابد، ولم يدوّنوا ملاحمهم على جدران حجرية، ولكنهم نقشوا تاريخهم على وجه الزمن نفسه، في الذاكرة الشفوية، وفي الشعر الذي يسافر أكثر مما يبقى، وفي السلوك الذي لا يحتاج إلى شرح؛ كرمٌ لا يسأل عن الحساب، وحميةٌ لا تتردد أمام الخطر، واعتزازٌ بالنسب والعهد والكلمة حتى آخر قطرة في الروح.
لقد سار البدو عبر القارات. من نجد والحجاز خرجت قبائل هائلة، عبرت الصحراء الكبرى إلى مصر وليبيا وتونس والجزائر والمغرب، ثم مضت أبعد حتى قلب الأندلس. لم يكونوا جموعًا سائبة، بل كانوا حاملين لرسالة، ومؤسسين لمدن ودول ومسارات حضارية كاملة. خلفوا وراءهم لغات ولهجات وأنساقًا أدبية وعمرانية وعاداتٍ اجتماعية ما زالت تشتغل في الدم والذاكرة حتى يومنا هذا.
ولم يكن دورهم السياسي فقط هو ما يستحق الالتفات؛ بل إن أثرهم الثقافي والروحي والاجتماعي يكاد يكون أعمق. فهم الذين حفظوا العربية من التفكك، ورفعوا من قيمة الشعر حتى صار ديوانًا للأمة، وجعلوا من الفروسية والأخلاق والدين والقبيلة نسيجًا يتكامل ولا يتعارض.
ومهما تبدّل الزمن، وتغيّرت المدن، وتراجعت بعض أنماط الحياة القديمة أمام أقدام الحداثة، فإن قدرة البادية لم تنتهِ؛ بل تحولت من صورة إلى أخرى. تحولت من خيمة إلى بيت، ومن قافلة جمال إلى سيارة، ومن مبارزة بالسيف إلى شرف الكلمة. لكن روح الصحراء لا تزال تجري في المشية، وفي النبرة، وفي طبائع الكرم والنجدة والشجاعة. في هذا الكتاب، لا نروي تاريخًا جامدًا، ولا نقدّم سردًا فلكلوريًا للتغني بالماضي. بل نحاول أن نفهم ما الذي جعل البدو قادرين على صناعة حضارة من صمت الرمال؟ كيف حافظوا على هويتهم رغم اتساع الدنيا؟ كيف امتدوا من الجزيرة العربية إلى شمال أفريقيا دون أن يفقدوا السمات ولا الروح؟ وما الذي تبقّى من تلك الروح اليوم؟ وكيف يمكن أن تكون مصدر قوة في حاضرٍ يتغير بسرعة مذهلة؟ سنبدأ من الصحراء الأولى؛ حيث وُلد الإيقاع البدائي للحياة، ثم ننتقل إلى العرب الرحّل في الجزيرة والخليج، فالقبائل التي استقرت في الصحراء الغربية المصرية وأقاليم المغرب العربي، ثم نتابع أثر البدو في السياسة والدولة، وفي الاقتصاد، وفي تشكيل الحدود الثقافية بين الناس، وصولًا إلى أدبهم وشعرهم وموسيقاهم وأغانيهم التي ما تزال تحمل في لحنها نفَس الريح وحركة الكثبان.
إنه كتاب عن الإنسان قبل أن يكون كتابًا عن الجغرافيا. وعن الروح قبل أن يكون عن التاريخ. وعن المعنى قبل أن يكون عن الوقائع. فالبداوة ليست زمنًا مضى، بل طريقة في النظر إلى الحياة؛ أن تقف صلبًا مهما اشتد العصف، وأن تعرف قيمتك دون أن تصرخ، وأن تمشي في الأرض خفيفًا لكن بقدمين ثابتتين
كتابي. تحت الإصدار وسيصدر من القاهرة قريباً
‎#بدو الصحراء أسّسوا حضارات وتاريخ وأنشئوا دول وعواصم عالمية 🇸🇦🇸🇦
حضارة ” المقر التي اُكتشفت في المملكة العربية السعودية اقدم حضارة ويعود تاريخها ل اكثر من ٩٠٠٠ عام قبل الميلاد وتعتبر من اقدم الحضارات في العالم فقد اظهرت الأدلة الأثرية انها شهدت تدجيناً واضحاً للزراعة والري ومظاهر عديدة حضارية تاريخيّة سجلها التاريخ
تلكم حضارة بدو الصحراء الذين كتب التاريخ و ماذا قدموا للإنسانية والبشرية ،، يذكر الكثير من المستشرقين المنصفين الذين دونوا ذلك في كتبهم ومذكراتهم إنصافاً للحقيقة كما هي”
انتظروا كتابي قريباً بأذن الله.

الرياض / سامي العثمان

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى