القاهرة / سامي العثمان
لم تعد الحروب التقليدية ذات جدوى بالنسبة للواقع العسكري العالمي الجديد، لاسيما مع ظهور التقنيات الحديثة والغزو الفضائي الذي غير المعادلة تماماً،وانطلاقا من مفهوم الحروب الغير متماثلة والفوضى الخلاقة التي قامت بها الجماعات الإرهابية بكافة اشكالها والوانها في سيناء والعراق واليمن وسوريا ولبنان وليبيا يطلق على ذلك الحروب الغير متماثلة والتي تًديرها عصابات ولذلك اثار الكاتب “أندرو مارك” في اواخر السبعينات في مقال كتبه العديد من التساؤلات حول هزيمة امريكا في حربها مع فيتنام رغم امكانياتها وقدراتها العسكرية الهائلة بالرغم من كون فيتنام لاتقارن حتى ولا بأحد شوارع اصغر ولاية في امريكا،
انما هزمها حرب العصابات الفيتنامية،ولذلك طرح العديد من العسكريين الأمريكان من بينهم وليم ليند”والكولونيل “كيث”تساؤلات مهمة جداً وقد قاد ذلك لتبلور مصطلح عبّر عن تقنيات الحروب بعيداً عن الحروب التقليدية ،والتي اطُلق عليها ” حروب الجيل الرابع”التي كانت الطريق الامثل لدفع باتجاه الفوضى الخلاقة التي خططت لها كونداليزا رايس” وزيرة خارجية أمريكا حينها والتي تعتمد على تداعيات حالة الفوضى وكيفية الاستفادة منها في تعظيم الدور الذي تقوم به لتحكم في الدول الضعيفة والمارقة مما يساعدها على العمل بكفاءة كشرطي للعالم.
ولذلك نشرت كونداليزا رايس”بل بذرت الفتنة الطائفية والدينية والمذهبية والعرقية والتي تدفع بأتجاه تقسيم المقسم من العالم العربي ” او مايسمى الشرق الأوسط الجديد !! الذي يعتمد على تفكيك العالم العربي واضعاف دوله وبالتالي فشله !! ومن ثم سهولة السيطرة عليه وكما حدث في العراق وسوريا ولبنان وغيرها من الدول العربية !!وهنا تبرز وتظهر التقنية والتكنلوجيا كاحد اهم الأسلحة في تنفيذ ذلك المخطط لاسيما ان التقنية التي أفرزت مايسمى الامن السيبراني ” او يسمى الهجمات السيبرانية”والتي تعتبر من اخطر الأسلحة واهمها في وقتنا. الحالي والتي تواجه الامن القومي لجميع الدول بعد ان انتقلت الحروب من الارض لسماء والفضاء الوسيع ،فمن خلال عدة ضربات في الفضاء عبر التقنية الحديثة والمتطورة يوم بعد يوم يمكنها ان تهدد اقتصاد الدول وتدمر البنية التحتية كذلك لا سيما ان كل تلك الضربات الفضائية خفيه ولا يشعر بها احد إلا بعد ان تعصف وتضرب وتدمر الشبكات والأنظمة الالكترونية التي تعتمد عليها الدول ومن هنا يأتي مفهوم الحروب السبرانية الإلكترونية التي تهدد الامن القومي للدول .
يبقى ان اقول ايها السادة يجب على العالم العربي ان يعي ويفهم اهمية الامن السيبراني ويعزز هذا المفهوم لدى ابناءة والدفع بهم باتجاه التدريب و التخصص والتعاون مع المؤسسات والجامعات الدولية في هذا الخصوص فالقادم أسوء إذا لم نلحق بدول العالم المتقدم الذي سبقنا في هذا المجال والعواقب ستكون وخيمة في ذات الوقت!!
#صحيفة_وقناة_العروبة_اليوم