الحسرة والالم عندما يضرب القلب!

سامي العثمان
صديقي ابو خالد عشنا سوياً منذ الطفولة في ذات الحي نفسه ومررنا بجميع المراحل العمرية تقريباً، كان ولايزال صديقاً واخاً غالياً وعزيزاً على قلبي،وبطبيعة الحياة افترقنا بعد ان ابتعث للدراسة في امريكا بعد ان تزوج حلم حياته التي كان يحلم بالاقتران بها طويلاً، وعاش معها اجمل ايام العمر في الولايات المتحدة الامريكية على حد قوله، ثم عادوا للسعودية وانجبوا عدد من البنات والاولاد، يتميز اخي وصديقي ابو خالد بمشاعره الجياشة وعواطفه الملتهبة في محبته وعشقه لابناءة وهذا مايلاحظه اي زائر لمجلس ابو خالد فهو دائماً يعانق ابنائه ويمتدحهم في مجلسه ولذلك تشعر بمدى قربه من ابنائه حتى العظم، بذل ابو خالد الغالي والنفيس في سبيل رعاية ابنائه وحسب مقدرته الماليه المتوسطه، ولكنه كان سعيداً لابعد الحدود بوجود ام خالد زوجته واولاده الذين كان يشم رائحة زوجته التي كانت ولاتزال عشقه الاول فيهم عندما يحتضنهم ويعانقهم التي اصبحت احدى اهم عادات ابو خالد اليومية، ويمضي العمر وتزداد مشاعر ابو خالد الجياشة لابنائه حتى لامس سن التقاعد وبداءت امراض الشيخوخة تزحف لجسد ابو خالد مما اضطره للسفر خارج الوطن، وهناك طالت فترة علاجه لعدة شهور، الامر الذي جعلني اسافر لتلك البلاد حتى التقي صديق عمري، حقيقة لم اعرفه في بداية الامر فقد غزى الشيب راسه وجسده اصبح اكل منه الدهر وفقد وزن ملفت للنظر، وبدى مهموماً الامر الذي جعلني ابادره بسؤالي عن علاجه وذكر انه يشعر بتحسن كثير صحياً والحمدلله، ولكني لمست حزن وألم وحسره تشع من عينيه ولذلك سألته عن هذا الكم من الحزن الذي فعلاً احزنني وفاجئني كذلك، وبكل حسرة هل تصدق ياصديقي بأنني مصاب بصدمه وحسرة وألم وانكسار وحزن شديد فقد مضى على وجودي في هذا البلد عدة شهور لم يسأل عني او يتواصل معي اي”من ابنائي حتى هذا الوقت، واضاف اكتشفت للاسف ان ابنائي بعد كل تلك العواطف والعشق والعطاء ان كان كثيراً اوقليلاً اكتشفت ان ابنائي بعد كل ذلك يكرهوني! فقلت له ياصديقي الزمن كفيل بأن يعالج ذلك ويكفي ان اقول لك كما تدين تدان والزمن “دوار