العراق يمرض لكن لا يموت حقائق تاريخية!
سامي العثمان
الجزء ٧
عوده لذي بدء
لم تمر فترة طويلة على تسلم حكمت سليمان لرئاسة الوزراء حتى اخذت حكومة الدولة الصفوية الفارسية تلح في تنفيذ مطالبها الغير مشروعة والمدعومة من بريطانيا من الحكومة العراقية الجديدة بشكلٍ مستفز لفتح باب المفاوضات بخصوص اطماعها في ابتلاع الاراضي العراقية العربية لاسيما شط العرب، وبالفعل بدأت المفاوضات بين العراق والدولة الصفوية الفارسية بعد شهر واحد من الانقلاب واستمرت لعدة اشهر، ولقد كانت للظروف السياسية على الاصعدة الداخلية والعربية والعالمية اثر كبير في دفع الحكومة العراقية للموافقة على توقيع معاهدة الحدود لعام ١٩٣٧ والتي تنازل العراق بموجبها عن جزء من سيادته على شط العرب،وكان بين اهم العوامل الداخلية هو ان رئيس الوزراء العراقي وصل للحكم عن طريق اول انقلاب عسكري يشهده العراق والوطن العربي والذي اطاح بالحكومة السابقة التي كانت تحظى بتأييد واسع في اوساط الشعب والجيش وخاصة العناصر القومية.
وما ان مضت فترة قصيرة على الانقلاب حتى انكشفت نوايا قائد الانقلاب في الاستحواذ على مركز القوة والتدخل في امور الدولة واستعماله للعنف والقسوة ضد معارضيه مما ادى الى فقدان الحكومة التأييد من قبل قطاعات كثيرة من ابناء الشعب، وكان لاسلوبه في قمع تمرد العشائر في الفرات الاوسط والجنوب رد فعل قوي في جميع الاوساط حيث احرق القرى وقتل الكثير من ابناء العشائر مما حدا بالوزراء في الحكومة بتقديم استقالاتهم، اضافة لذلك لم تحقق الحكومة الانقلابية حينها اي مكاسب حقيقية لابناء شعب العراق، اما على صعيد العربي فقد كان لاسقاط الحكومة ياسين الهاشمي ذات الاتجاه القومي العربي رد فعل معاكس في جميع اوساط الوطن العربي خاصة في مصر وسوريا وفلسطين حيث ان الهاشمي كان قد اكتسب سمعة طيبة وشعبية واسعة ي
بجعله العراق حينها مركز اشعاع قومي عربي وموطناً لابناء الامة العربية وقدم المساعدات المادية والعسكرية للعديد من الدول، بينما حكمت سليمان لم يكن له شعور قومي بقدر ماكان له شعور وتقارب نفسي وفكري مع الشعوبيين وعلى رأسهم تركيا والدولة الصفوية الفارسية، وفضل ذلك على التعاون مع الدول العربية.
غداً لنا لقاء مع الجزء ٨
تحياتي للجميع من المحيط للخليج





