المري القائد والانسان

بقلم / سامى العثمان
من حسن الطالع أنني أثناء زيارتي لعاصمة التسامح والسعادة، وعروس العالم مدينة “دبي” التي يشع نورها وإشعاعها وهي تحط على أهداب الخليج العربي، أن كان لي شرف لقاء القائد العام لشرطة دبي اللواء عبدالله المري – قائد التسامح والسعادة – في مقر القيادة، وقد أذهلني فعلاً هذا القائد في كل شيء، النظام الدقيق والتقنية العالية، والاستعانة بالكفاءات الوطنية المبدعة ذات المهارات العالية، اصطحبني سعادة القائد في جولة داخل مقر القيادة، شاهدتُ من خلالها كيف يُدار هذا المكان بكل دقة ونظام، ومتابعة حثيثة من لدن القائد العين الساهرة على أمن وأمان مدينته الحالمة على ضفاف الخليج، والتي يزورها ملايين البشر من كل أنحاء العالم، وبالرغم من ذلك الكم الهائل من الزوار تكاد الجرائم تختفي تمامًا من مفاصل دبي، بفضل الله ثم بفضل هذا القائد ورجاله، والدعم اللامحدود من عبقري العرب الشيخ محمد بن راشد وولي عهده الشيخ حمدان.
المهم في الأمر – أيها السادة – اصطحبني القائد لزيارة المركز الإعلامي الذي يُعتبر قناة إعلامية متكاملة، لم اشهد لها مثيلاً من قبل، وتُدار بايدٍ وطنية تحمل فكرًا وإبداعًا غير مسبوق، التقينا بالعقيد فيصل قاسم مدير هذا المركز، والذي أبدع في إدارته، تنقلنا بين جميع الأقسام، لفت نظري – فعلاً – فتيات الإمارات اللائي يُدرن العديد من الأقسام؛ يقدمن – فعلاً – صورةً مشرقة للفتاة الإمارتية المبدعة والمنجِزة، هذا – طبعًا – مع زملائهن من شباب الإمارات الواعد، الجميع يعمل بروح الفريق الواحد، انطلاقًا من مفهوم أن العمل الجماعي هو من يحقق النجاحات والانجازات.
كان لي شرف تقديم بعض إصداراتي التالية للقائد، “زايد صنع دولةً لشعبٍ طيب الأعراق”، و”عاصفة الحزم”، “والدفاع عن العقيدة والوجود”، و”البحر الاحمر تحديات ومخاطر”، ودرع تكريمي للقائد من صحيفتكم العروبة اليوم. كذلك التقيت في ذات الوقت بالمبدعة صاحبة العديد من المشاريع الفكرية والإنسانية الأستاذة عواطف السويدي مديرة إدارة التطبيقات الذكية والرئيس التنفيذي للسعادة والإيجابية، والتي قدمت شرحًا وافيًا عن مشاريعها الذكية بالفعل.
بعد أن ودعتُ القائد اتجهتُ للمشروع الأمني العملاق؛ ما يسمى “المركز الأمني الذكي” أو الاصطناعي كأول مشروع يتم تطبيقة على أرض الواقع على مستوى العالم، استقبلني الشاب المتقد حماسًا وعطاءً المقدم طارق السويدي، والنقيب أحمد المسئولان عن هذا المشروع الفريد من نوعه، الذي يصعب فعلاً وصفه، المشروع عبارة عن العديد من المراكز الأمنية تُنشأ في الأحياء والأسواق المركزية وعلى الشواطيء، رسالة هذا المشروع كسر الحاجز بين رجل الأمن والمستفيد من الخدمات الأمنية سواء كان مواطنًا أم مقيمًا، وتقديم الخدمات جميعها عبر وسائل التقنية دون وجود رجل أمن داخل المركز، مع ربط المستفيد برجال الأمن عبر شبكة تلفزيونية بشكل مباشر إذا احتاج المستفيد للتواصل مع رجال الأمن، حتى هيئة المركز وشكله يوحي إليك وللوهلة الأولى بأنك تشاهد مركزًا ترفيهيًّا أو رياضيًّا من خلال دِقة الألوان والديكور، فضلاً عن توفر مكتبة صغيرة، ومكائن لتجهيز القهوة والشاي للزائر بشكل ذاتي دون تدخل بشري، بعد ذلك انتقلت لمطار دبي استعدادًا للمغادرة للرياض القلب العربي النابض، وقد أكرمني في رحلة العودة زميلي الإعلامي والكاتب العميد علي بن عتيق بن لاحح مدير أمن مطار دبي، والذي كلّف أخي العزيز الرائد بشر المهيري المدير الأمني المناوب لمطار دبي وبعض زملائه، كما لايفوتني أن أشكر النقيب فاطمة المنصوري والوكيل أول حافظ الرباطي لمساعدتهما لنا.
وقبل أن اختم أود أن أشير لما لمست من خلال لقائي بالقائد العام اللواء عبد الله المري، ولغة الحوار التي يستخدمها مع الجميع أن مايميزها روح الصدق التي تطبعه وروح المسؤولية التي توجهه والالتزام بالتطلعات المستقبلية التي يهدف اليها، فالصدق في صيغة الحوار بين القائد الملهم اللواء عبدالله ورجال الأمن هو الذي يجسد علاقات الوفاء التي تربط القائد برجاله، وهو صدق مبني على الثقة المتبادلة، وتطلعات رجال الأمن لحكمة قائدهم، وبُعد نظرِه واتزان قراراته، ونبل اختياراته، إنه صدق الحوار الذي يجمع القائد ورجال الأمن الذي يتم من خلال العقل والقلب معًا، فمن خلال الرؤية العميقة للقضايا المطروحة يتبنى القائد طرح المفاهيم المتقدمة للنقاش والمعالجة، محتكمًا في ذلك لتجربة واسعة قوامها الاحتكاك المباشر مع تلك القضايا الأمنية المتفاعلة على الساحة المحلية والعربية والدولية.