حكايتي الإعلامية في العراق بعد هزيمة الفرس!

بقلم / سامي العثمان
في أواخر الثمانيات كنت أواصل تعليمي في أمريكا وكانت الحرب العراقية الايرانية مشتعلة، كنت اتابع حربنا العربية التي يقودها الزعيم صدام ضد المشروع الفارسي عن قرب، وكنت في قمة السعادة والنشوة آنذاك، وإن كانت الحروب في مجملها لاتجر سوى الخراب والدمار ولكن في الحالة العراقية الفارسية كانت حربًا مقدسة تعني استقرار وأمن العرب ليس في العراق فحسب بل أمن واستقرار الأمة العربية من المحيط للخليج، وفي بداية التسعينيات وقد شرب من كأس العلقم العراقي الهالك خميني أعلن إيقاف الحرب، بعد أن هلك من جيشة مالايقل عن مليوني فارسي زنديق، وكان النصر والعزة لجيشنا العراقي البطل الذي جسد ملاحم بطولية لم تشهدها جميع العصور السابقة، كان نصرًا عراقيًّاعربيًّا مهيبًا استحق عليه الزعيم صدام حسين أن يُطلق علية المهيب الركن كأول زعيم على مستوى العالم يطلق عليه هذا اللقب، فضلاً عن أن الزعيم صدام حسين بخلاف حرقه لعظام الفرس والدعس على جماجمهم، أطلق 49 صاروخ على الصهاينة وأيقظ مواجعهم، وباتوا لا ينامون الليل والنهار وهربوا كالجرذان للسراديب علها تحميهم من صواريخ صدام، كان ذلك من أهم أسباب تآمر الأمريكان على قواته وجيشه والتغرير به لغزو الكويت الذي لم يقبله الشرفاء على الإطلاق في العالم، وكنت تلك هي القشة التي قصمت ظهر البعير، وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية خلف إثارة صدام حسين لغزو الكويت وهذه أحداث تاريخية يعرفها الجميع، ثم لا ننسى أن الزعيم صدام حسين كان فخرًا لكل العراقيين أثناء حكمه؛ فلم يفرق بين أية طائفة في العراق التي تجمع العديد من الطوائف وكان يؤمن تمامًا بدولة المواطنة، هذا يؤكده وزراؤه من الطائفة الشيعية ذات الأصول العربية، والذين تتعدى نسبتهم 70٪ وكان من بينهم محمد الصحاف آخر وزير كان ينافح ويدافع عن عروبة العراق والزعيم صدام والذي عرف حينها بمصطلح “العلوج” يقصد الهجوم الأمريكي البربري على العراق والذي سلم العراق العربي للفرس المجوس على طبق من فضة، ثم لا ننسى أن الزعيم صدام حسين أحكم قبضتة على الفساد في العراق، وكما تقول الأحداث بان وزير المالية في عام 82 اختلس مبلغ لايتحاوز 5000 دولار من ميزانية الدولة فأمر صدام حسين بأن تقطع ماليته وتباع ويعود مبلغها لخزينة الدولة، فضلاً عن أن قضية الأرض والعرض كانت من أهم الثوابت التي يؤمن بها، فكانت نساء العراق جميعهن ماجدات فعلاً ولم يشهر مسمى “ماجدات” لنساء العرب سوى صدام حسين الذي كان هذا الأمر يعلو كل اهتماماته رحمه الله.

كل تلك الخصائص والمآثر تجعل أي إنسان عربي يتمنى أن يلتقي بهذا الزعيم حينها، وبالفعل تهيأت لي الظروف لزيارة العراق حينها من خلال معرض صناعي عربي أقيم في بغداد وتواصلت مع أحد الزملاء الإعلاميين العراقيين على أن يجد لي فرصة فقط للسلام على الزعيم صدام حسين وبالفعل هيّأ لي فرصة للسلام عليه، بدون ذكر اسم الزميل الذي لايزال موجودًا في السويد حتى الآن، سلمت على الرئيس وعندما عرف أنني من السعودية قال بالحرف الواحد “الله محيي أشبال فهد” يقصد الملك فهد رحمه الله فقد كان يرتبط بعلاقات حميمة مع الملك فهد حتى على المستوى الشخصي، فعلاً شخصية ابو عدي شخصية مهيبة ولكنه كان وديعًا ودودًا ولكنه كان ينقلب كالأسد عند ذكر ملالي إيران، نعم عاش عربيًّا ومات عربيًّا وقتلة الأمريكان والخونة والفرس وهم يرتعدون منه بالرغم من أنه كان موثق الأيدي والأرجل! ولم تخفه المشنقة بقدر ماكنت تخيف الأمريكان والخونة الفرس، حتى وهو ينطق الشهادة كان أسدًا زائرًا أخاف جميع من حضر وهو يُشنق، لاسيما بعد نطقه بالشهادة.