عندما تخلط العادات والتقاليد بالدين!

سامي العثمان
نشائنا وترعرعنا ونحن نسمع ان كل شيء حرام، مع ان ذلك التحريم يخالف الدين، بينما ديننا يبين الحدود بين الحلال والحرام ويبين كذلك مقاصد الشريعة الاسلامية السمحاء التي تمنح الحقوق والواجبات للإنسان،بينما تذهب العادات والتقاليد لمفهوم العيب وهو من صنع الانسان والذي يتحكم بتلك المسالة حسب ثقافة مجتمعه بعيداً عن الدين الذي الصقوا به العيب وتلك العادات التي تكاد تكون اقرب لعادات الجاهلية، فلايزال ذكر اسم المرأة التي هي الام والاخت والزوجة والابنه فيه شيء من الحرج وقد يلبس البعض ذلك بالاسلام، بينما الاسلام ألدين الوحيد الذي كرم المرأة واعزها وقرر حقوقها المشروعة في كل ميادين الحياة، فضلاً ان رسولنا العظيم عليه افضل الصلاة والسلام كرم المراة واوصى بها، ففي حجة الوداع وصى نبينا العظيم المؤمنين بالنساء خيرًا بقوله( استوصوا بالنساء خيراً فأنهن عوان عندكم) ومع ذلك نجد البعض يجبر بناته على الزواج ممن يختار هو دون العوده لابنته، والاخر يحجر عليها ، والاخر يمنع عنها حقوقها، حتى في ابسط الاشياء ولعل هذا الامر يذكرني بصديق رفض تماما ان تقود ابنته السيارة بينما زوجته تقود سياراتها دون ان يستطيع منعها وعندما سالته عن هذا التناقض الغريب، اجاب بشيء من الحماقة ” ابنتي اذا تزوجت فهي في حكم زوجها !! منطق عجيب وغريب فعلاً، بينما زوجته في حكمه ولم يستطيع منعها!! ولذلك اصبح العيب في مفهوم تلك الفئه التي تتميز بالجهل هو المعيار الحقيقي وليس الدين انطلاقا من العادات والتقاليد التي لم ينزل الله بها من سلطان،ثم ان العادات والتقاليد التي احترم الكثير منها يأتي السيءمنها في سياق مخالفة الانسان ودينه ومعتقده وطبيعته، اضافة لكونها من صنع الإنسان، اما شريعتنا الاسلامية السمحاء الوسطية تبين بشكل واضح الحلال والحرام ، ولعل مايحزنني اكثر عندما كنت ازور بعض الاشخاص وجيء على سيرة احد فتياتنا التي حققت انجازاً علمياً في احد المحافل الدولية ورفعت علم وطنها في ذلك المحفل واذ احد الجالسين يقوم ( اكرمكم الله) وكأن ذكر فتاتنا التي رفعت رؤوسنا في ذلك المحفل الدولي يعتريها شيء من النجاسة! كان بودي ان رديت عليه وقلت له ماذا صنعت انت وماذا صنعت هي! لعله يعرف الفرق بين الكلام العبثي والانجاز الحقيقي، انما الذي يثلج الصدر وفي عهد السعودية الجديد الذي يقوده ملكينا سلمان وولي عهده محمد بن سلمان تمكين فتياتنا، فقد ركزت رؤية ٢٠٣٠ المباركة التي يقودها ولي العهد محمد بن سلمان على تمكين المرأة في كافة مجالات الحياة ومستقبل الوطن، وقد شاهدنا المرأة السعودية تخترق جميع المجالات والمشاركة حتى في جميع الفعاليات، فاصبحت السيده السعودية سفيرة لوطنها في بعض الدول، ونائبة وزير ومديرة لبعض الجامعات، وهكذا دواليك.
يبقى ان اقول ايها السادة
ليس هناك اخطر من خلط العادات والتقاليد والعرف بالدين وليس هناك اكثر ضرراً وتناقضاً من دمج العادات والتقاليد بالدين فمن جهة تشوه ديننا الاسلامي الحنيف الوسطي المعتدل ومن جهة اخرى تخلق ازدواجية لدى الاخرين! ويصبح الانسان بذلك مشوشاً تائهاً لايعرف اين يتجه !