مقالات

هل ينفض السودان عنه رجس تبعيته للاخوان

بقلم / أحمد الاشرفي

 

يحضرني الحديث الشريف المروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما معناه(خيركم من طال عمره وحسن عمله) ، وبمفهوم المخالفة لمعنى الحديث أن شر الخلق هو من طال عمره وساء عمله وهناك شخصيات مصرية وعربية وعالمية من خوان المسلمين طالت أعمارهم وساءت أعمالهم بل ارتكبوا كل الموبقات وهم في سن متقدمة بعضهم قارب التسعين عاما ، منهم عاكف وبديع وقرضاوي ، وعدد من السودانيين أهمهم الصادق المهدي،  وحسن الترابي (صاحب الابتسامة الصفراء الشهيرة)وبعضهم ووري التراب بعد عمر طويل ،وكان لهم أراء وتصرفات بعضها ضد الدين والوطن والعروبة ، بل وضد المنطق …

وقد أتى على رأس السلطة في السودان من رحم الاخوان المشير عمر البشير (المخلوع) والذي استمر متمسكا بكرسيه  ثلاثة عقود، فقد فيه السودان وهو يواجه الحرب الضروس في الجنوب ،شهداء تراوح عددهم ما يقرب من مليون شهيد ، بل وفقد ثلث مساحة السودان وخيراته.  فضلا عن القلاقل المستمرة في دارفور بغرب السودان، والتي بسببها أصبح البشير مطاردا من قبل المحكمة الجنائية الدولية، وهذه القلاقل أججها الصهيوني الدارفوري العميل (عبد الواحد) الصديق الوفي لقويطر والجزيرة بوق دوحة الشر، ولاردوغان تركيا وأبواقها ….ناهيك عن القلاقل المستمرة في شرق السودان.  كما حاول البشير أن يصرف نظر العالم عما يحدث في بلاده ،  فاختلق مشكلته على حدود مصر عند خط العرض 22 المعترف به دوليا بادعائه بأن مثلث حلايب وشلاتين ، أرضا سودانية تحتلها مصر ؟؟؟؟ ، ولم يصدقه العالم فضلا عن أنه لم يصدق نفسه ….

 

وكما يقول المثل اتق شر الحليم إذا غضب ، لذلك رأينا انتفاضة الشعب السوداني على حكم البشير وفساده ، وهو شعب طيب يتصف بالحلم والاناة ، وقد أثبت الشعب السوداني أنه شعب واع بما تخططه حكومة البشير ومحاولاتها المستميتة بالاستعانة بقوات تابعة لنظامه من رجال الامن ـ بغرض  الالتفاف حول مطالبه التي اختصرها السودانيون في مطالب بسيطة تتلخص في رفضهم لاستمرار البشير في حكم السودان، ومحاربة الفساد الذي يمثله كبار المتنفذين في الحكومة وأيضا في قيادات كبرى في الجيش، ومطالبة الصف الثاني من قياديي الجيش بحماية ثورته ومطالبه، مع ضرورة تدخل الجيش لتشكيل حكومة انتقالية من التكنوقراط ، ولبي الجيش السوداني مطالب الشعب . والاحداث تتوالى حيث يشكل السودانيون تجمعات ضخمة أمام مقر الحكم وقيادة الجيش السوداني وهو محل إقامة البشير ، حتى يتم تلبية مطالب الشعب كاملة … …

 

ويتزامن هذا الحراك الثوري الشعبي الأصيل ، مع عودة الصادق المهدي (الاخواني) الى السودان من منفاه الاختياري بالخارج ، ومع النشاط المحموم لابنته مريم الصادق المهدي التي لم تترك بوقا إعلاميا سواء في قطر أو تركيا وغيرهما إلا وظهرت فيه ومعها أفراد من حزب والدها …الذي قام بإلقاء محاضرات داخل السودان بعد عودته ، مستغلا الثورة الشعبية التي يقوم بها السودانيون الاحرار… بل قام بإلقاء خطبة الجمعة في  أحد مساجد السودان ، لتأجيج مشاعر الغضب لدى السودانيين … على أمل أن يتيح لجماعة خوان المسلمين (التي ينتسب اليها) الفرصة ليحلوا محل حكومة البشير (الاخوانية) التي انقلب كل منهما على الاخر، ليعيدوا تكرار مواقفهم مع قريبهم المرحوم الدكتور الترابي الاخواني، ولكن هيهات أن يلدغ السودانيون من جحر واحد أكثر من مرة … حيث لن يسمح الاشقاء في السودان بتكرار تجربة غنوشي تونس ، أو إخوان الجزائر او غرياني ليبيا ، وإخوان موريتانيا… أو إخوان مرسي مصر، للانقضاض على ثوراتهم .

والمراقبون لتصرفات الصادق المهدي الاخواني لم ينسوا تصريحاته في الابواق الاخوانية والتي أعلن فيها بأحد المساجد الكبرى بالخرطوم تصريحاته باعتراضه على مشاركة  عدد من جنود  البشير في القوة التي تحارب المجرمين الحوثيين باليمن ، رغم الملاحظات التي أبداها بعض المراقبين على أغراض وأسباب هذه المشاركة والتي لم تخرج عن السعي وراء الحصول على الدعم السعودي والاماراتي للاقتصاد السوداني المنهار ، بعد تخليه بل وقيامه بقطع علاقاته – وبصورة مسرحية –  مع دولة ولي السفيه بإيران، تلك العلاقات التي استمرت طوال فترة حكم البشير والتي دامت أكثر من 30 سنة تم فيها تشييع أكثر من مليون سوداني وبناء أكثر من 30 مركزا ثقافيا شيعيا لتدريس المذهب الرافضي الاثنا عشري،  فضلا عن إقامة عدد من الحسينيات الرافضية في كل ربوع السودان. ولا ننسى  الزيارات التي قام بها اردوغان وتميم للسودان لاستغلال جزيرة سواكن السودانية (المواجهة للحدود البحرية السعودية) في الإضرار بالمصالح السعودية، وكذلك للإضرار بمصالح مصر في مياه النيل بعد مشروع سد النهضة الاثيوبي،  ….خاصة وأن تصريحات الصادق المهدي حول اعتراضه على مشاركة قوه من السودان في اليمن كانت دليلا واضحا على إفلاسه واحتياجه الى مدد ودعم قطري وتركي وايراني مشبوه، وهي تصريحات غير مستغربة على شخصية مثيرة للجدل حتى ولو كان الرأي موجها لمن كان على رأس السلطة قبل ثورة السودانيين الاخيرة … رغم أنهما يرتبطان بجماعة واحدة لخوان المسلمين في السودان بل وبينهما قرابه أسرية عائلية.

وأخيرا ماذا نقول في خوان المسلمين وكل من ينتسب اليهم من قريب أو بعيد حيث يطبقون المبدأ الميكيافيلي (الغايات تبرر الوسائل).إن تعاون وتأييد الصادق المهدي لذميم وزبانيته في كل ما يقوم به من أعمال شريرة منها دعم الارهاب العالمي بالتعاون مع الدكتاتور أردوغان وولي سفيه إيران ومليشيات سيء غضب الله وعداوتهم المعلنة ضد مصر والسعودية والامارات  واعتراض صادق المهدي التي صرح بها لبوق الجزيرة على ما قامت به الدول الاربعة (السعودية والامارات والبحرين ومصر) من قطع علاقاتها مع النظام الارهابي في قطر … أمر سيضع نهاية قريبة لجميع الارهابيين وأعوانهم حتى لو كان منهم تميم  وأردوغان  ودولة ولي السفيه وحماس الشر الاخوانية، وفي الطريق البشير والصادق المهدي ومن نهج نهجهم، وسيتحقق للشعب السوداني الابي ما يريده وهو العيش بسلام في ظل حكومة ديمقراطية وطنية مدعومة بجيش وقيادات قويه بعيدا عن القيادات التي كانت تلتف حول البشير الاخواني(المخلوع)  لإنقاذهم من مصير محتوم ، ولا يزال الشعب السوداني الشقيق لم يبرح الميادين العامة بشوارع المدن المختلفة، غير آبه بالقرار الخاص بفرض الطوارئ وحظر التجوال بالبلاد. حتى يتأكد من أن مطالبه قد تم تلبيتها، والله الموفق والمستعان

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى