مقالات رئيس التحرير

العثمان يكتب. القومية العربية وميشيل عفلق!!

 

القاهرة / سامي العثمان

شعار زائف وفي ذات الوقت مخادع تم الترويج له ” لتخدير العرب” وتغيبهم” كان يقوده العديد من الاشخاص ومنهم ” مشيل عفلق” شعار في ظاهرة ” عروبي” وفي مضمونه “تسلط سياسي” يحاول قيادة الامة العربية تحت” صوت واحد” مثله مثل شعار الاخوان المتأسلمين ” ونهجهم والذهاب “للسلطة” عبر دماء الآخرين وإقصائهم، ولذلك ماذا استفادت العروبة من القومية العربية الزائف الفضفاض” امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة” والتي تجدها مرسومة ومكتوبة ومعلقة في كل مكان في سوريا والعراق!! بينما هما خصوم وفجور كذلك في الخصومة بين صدام حسين وحافظ الاسد!! ثم اين القومية العربية من الوحدة العربية ولم تحقق سوى الشقاق وتقاطع المصالح والضرب من تحت الحزام بين بعض الدول العربية ، كل ذلك جاء نتيجة طبيعية للمزج بين الوطن والعروبة وعدم الالتقاء فيما بينهم،فكل دولة عربية لها مصالحها الخاصة التي قد تبتعد كثيراً عن الدولة القومية!! ثم ماذا قدم الفكر القومي العربي من مشاريع اقتصادية وسياسية تساعد على الوحدة والاصطفاف،ولذلك فشلت تماماً باعتبار الفكر والنهج القومي الذي سلكه صانعوه لم يقدم سوى الشعارات الرنانة بيننا ازداد التشاحن العربي والتضارب في المصالح والاهداف ،هذا عدا ممارسة الديكتاتورية وتقيد الحريات وتكميم الافواه والضرب بالنار والحديد لشعوبهم والدولة البوليسية وكما حدث في العراق وسوريا ابان حكم البعث” الذي جعل الحياة في سوريا والعراق يسودها الخوف والرعب من اصحاب البعث الذين صدعونا بشعارات واهية لاقيمة لها” امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة” بينما شعوبهم يعيشون قمة الاذلال والقمع والاعتقالات والسجون ومكابس الاجساد وكما شاهد العالم كيف ذبح المجرم بشار الجحش الشعب السوري واحرق سوريا تحت ذلك الشعار !! وكيف اعدم صدام حسين خيرة ضباط العراق تحت اتهامات. لم تثبت عليهم وكيف اعدم اخرين من الشعب العراقي بمجرد الشك !! ناهيك عن اختلاف وتضارب ومغالطة في مفهوم القومية العربية فهناك قومي علماني واخر ليبرالي وقومي اشتراكي وهكذا دواليك . يبقى ان اقول ايها السادة دون ادنى شك الذي جعل العرب يعيشون هذا التخبط كان سببه ” الشعوبية” التي كنا نعتقد ان القومية العربية تحارب افكارهم العنصرية والعرقية بينما الحقيقة ان القومية العربية استمدت منهجهم وفكرهم الذي لاينتمي للعروبة اصلاً فميشيل عفلق ورفاقه من ساطع الحصري وقسطنطين زريق وادمون رباط وزكي الارسوزي، تأثروا ونقلوا الايدلوجيات الغربية القومية التي تختلف تماماً عن ديننا وعاداتنا وتقاليدنا العربية الأصيلة ولذلك نخلص بالقول ان القومية العربية وبعيداً عن تلك الشعارات الزائفة لكاذبة والمخادعة وكمفهوم حقيقي وعملي يتمثل في مشروع اقتصادي سياسي تنموي يحقق الحد الادنى منه في ” الاكتفاء الغذائي” والتصنيع” والاعتماد على الذات، وصناعة مستقبل للامة العربية يجعلها تفاخر بما حققت علمياً وصناعياً وابداعياً واقتصادياً وسياسياً امام العالم! وبغير ذلك لامعنى اطلاقاً لما يسمى ” قومية عربية” سوى حبر على ورق واحترق!!

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى